Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/09/2008 G Issue 13145
الاربعاء 24 رمضان 1429   العدد  13145
نجدد محبتنا لبلادنا
عبدالله بن محمد آل الشيخ

بسم الله.. والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً والشكر لله عدد أسماء مخلوقاته التي علمها آدم عليه السلام وصلى الله على نبي الهدى خير الأنام.

الحمد لله أن جعلنا مسلمين مهتدين بسنة سيد المرسلين، وأن جعلنا في بلادنا آمنين مطمئنين، بشرع الله قائمين عاملين، في خدمة الحرمين الشريفين جاهدين محتسبين، بقيادة ولاة أمر مهتدين، في مجتمعنا متضامنين متكاتفين حريصين على الدنيا والدين بوسطية واعتدال سائرين، فالحمد لله رب العالمين.

نِعَمُ الله في بلادنا تترى ولا تحصى، تحت راية حكم ينصر دين الله ولا يخشى، وتعيش بلادنا اليوم - بفضل الله - أزهى مراحل تطورها، ويشهد العالم تواصل البناء والنماء في جوانبها، اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا مع التزام بمبادئها، وقيمها ونهجها، استمرار لرؤية مؤسسها، الملك عبدالعزيز رحمه الله، وحتى عهد مجدد نهضتها، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين.

نستذكر هذه النعم وذلك القائد الذي قيضه الله ليقيم للإسلام صرحا في قلب الصحراء، لينتقل به بعون الله ثم بعزم الرجال والأبناء الأبرار إلى صدارة الدول المتقدمة فأضحت المملكة العربية السعودية قلبا للعالم العربي والإسلامي ينبض حياة ويتدفق مبادرات في خدمة العرب والمسلمين والإنسانية في كل مكان فكانت (مملكة الإنسانية).

كان هذا القلب دوما قويا، فتجاوز الصعاب بقوة مكوناته وترابط أجزائه، حيث تعمل مكونات وأجزاء هذا الوطن كوحدة مجتمعية واحدة سمتها التعاون والتعاضد النابع من ديننا الإسلامي الحنيف، ومن خلال تفاعل قوامه نهج الإسلام والقيم الإنسانية السامية التي تحرص المملكة على كفالتها للجميع من مبادئ الكرامة والمساواة والأخلاق.

واليوم تحل بقلب العرب والمسلمين ذكرى انطلاقة مسيرة التأسيس فالبناء والتطوير لنستذكر معها جهد ومعاناة الأجداد والآباء في البذل لبناء وطن نفخر به ويفخر به العرب والمسلمون، أعزه الله بخدمة الحرمين الشريفين وجعله قبلة، ولنعي في هذا اليوم حجم ما صنعوا فنحافظ عليه كريما عزيزا شامخا بإخلاص وتفانٍ ونحميه من الحاسدين والمعتدين وليكون دوما منارة يقصدها باغي الخير والحق والفلاح.

نسعد اليوم والعالم يتناقل أخبار التطور الكبير الذي تشهده المملكة حاليا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يعمل بعزيمة الشباب وبقلب الأب، فجمع التخطيط والبناء مع التقويم والإصلاح. فحقق للوطن تطورا شهد به القاصي والداني في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والعدلية، فأنشئت المؤسسات للخدمات إمعان في التنظيم، والهيئات الاجتماعية من حقوق الإنسان وحماية المستهلك، وأقرت التشريعات المالية وانطلقت المدن الاقتصادية وأقيمت الجامعات والمستشفيات وصدرت الأنظمة العدلية (نظام القضاء وديوان المظالم) وخصص لكل منها المليارات في كل أنحاء المملكة، فأثمرت الجهود تسارع التنمية والتطوير حتى نالت التقدير والإشادة دوليا ومنها حصولها المملكة مؤخرا على المراكز الأولى عالميا في سرعة تسجيل العقارات إلى جانب المركز السادس عشر عالميا في سهولة ممارسة الأعمال - وفقا لتقرير البنك الدولي - وغير ذلك كثير مما لا يتسع المجال لحصره من تدشين مشروعات والقادم كثير بعون الله.. فأعانه الله وسدد خطاه.

في ذكرى يوم الوطن. تتجدد محبتنا لبلاد الحرمين ويتجدد نشاطنا وعزنا على مواصلة بناء الوطن في نهضته التنموية الشاملة التي يعيشها في تأكيد على مواصلة أبناء الوطن العمل يدا بيد، المواطن والمسؤول، بوعي وإدراك، بأن يعي المواطن دوره المحوري في الوطن وأن يعي المسؤول أنه خادم لدين الله ثم الوطن ويدرك أن المسؤولية هي التزام وأمانة يسأل عنها ويحاسب عليها في الدنيا والآخرة.. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

آمل أن يضع الجميع على عاتقهم هدفا، أن نقدم للعالم وطنا نموذجا في كل شيء {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..} سيما وقد يسر الله لنا كل شيء وأعطانا أسباب النجاح والتميز وتوجنا بدين الإسلام {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..} فلنكن بقدر المسؤولية ونكون نبراسا يحتذى.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يديم على بلادنا نعمه ظاهرة وباطنة ويرد كيد الكائدين ومن يرد بأبناء وطننا وبلاد المسلمين السوء.

وزير العدل



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد