« الجزيرة» - سلطان المواش
أكد محافظ المؤسسة العامة للتقاعد معالي الأستاذ محمد بن عبدالله الخراشي بأن المؤسسة شهدت العديد من الإضافات والتعديلات خلال السبعة العقود الماضية لمواكبة التغيرات والتطورات حيث تضمنت هذه الأنظمة المتعاقبة بالإضافة إلى الأنظمة الأخرى ذات العلاقة بالتقاعد والقرارات العامة التي تصدر بشكل منفرد معالجة الكثير من القضايا التي تستجد نتيجة لتطبيقات النظام وجميعها تصب في مصلحة الشمولية بهذه الأنظمة وتعالج الكثير من القضايا التي لم يتم أخذها في الحسبان عند وضع النظام، كما أدخلت العديد من التعديلات على أنظمة الخدمة المدنية والعسكرية التقاعدية حيث صدر نظام تبادل المنافع بين نظامي التقاعد المدني والعسكري ونظام التأمينات الاجتماعية وقال المحافظ في تصريح بمناسبة اليوم الوطني: إن عدد المستفيدين من معاشات التقاعد منذ بداية النظام عام 1364هـ أكثر من مليون ومائة وثمانية وستين ألف مستفيد وتم الإنفاق على المستفيدين حتى عام 1428هـ وبلغ أكثر من 216 مليار ريال وبلغت القيمة السوقية لاستثمارات المؤسسة في الشركات المحلية حوالي 49.8 مليار ريال.
وأشار محافظ المؤسسة إلى أن المملكة تعيش ذكرى اليوم الوطني هذا العام في الأيام العشر المباركة من شهر رمضان لنزداد شكراً لله على ما أنعم الله على هذه البلاد منذ توحيدها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز تحت راية التوحيد دستورها كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأسبغ عليها نعمه ظاهرة وباطنة فاليوم الوطني يذكرنا بما من الله علينا في هذه البلاد من تقدم وتطور وازدهار في شتى المجالات وما شهدته المملكة العربية السعودية من قفزات حضارية متتابعة منذ عهد المؤسس وأبنائه البررة من بعده إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- وأنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تكون فكرة نظام التقاعد قد انطلقت منذ بداية توحيد المملكة العربية السعودية حيث بدأت مسيرة النهضة والبناء في شتى المجالات والتي كان من بينها قطاع التقاعد الذي يخدم شريحة كبيرة من أبناء الوطن، هذه الشريحة التي أعطت وبذلت وساهمت في مسيرة البناء فكان الاهتمام بتكريمهم والوفاء لعطائهم كبيراً من خلال الدعم الذي يقدم لقطاع التقاعد منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز فمنذ ما يقارب (78) عاماً صدر نظام المأمورين في 12 ربيع الأول عام 1350ه والذي تضمنت المادة الرابعة منه ضمان حكومة المملكة لمعاشات الموظفين ومستقبلهم وقال معالي المحافظ في تصريح ل« الجزيرة»: إنه في عام 1364ه صدر أول نظام تقاعدي شملت مظلته جميع الموظفين الحكوميين واستمر الاهتمام بشؤون المتقاعدين بتوالي صدور أنظمة التقاعد لعام 1378ه والذي أنشئ بموجب المادة الثامنة منه جهاز خاص يعني بتنفيذ نظام التقاعد في المملكة ويشمل المدنيين والعسكريين حتى استقل كل من العسكريين والمدنيين بنظامين مستقلين بهما في عام 1393ه والعسكري عام 1395ه وقد وحد النظام التعامل في أحكامه بين الرجل والمرأة فكافة الأحكام الواردة في نظام التقاعد تخضع لها الموظفة شأنها شأن الموظف.
وبناء على ذلك فإن نظام التقاعد كفل للموظفة بعد نهاية خدمتها الحصول على كل المزايا الواردة فيه وكذلك حصول المستفيدين من بعدها على معاش تقاعدي بعد وفاتها.
كما سعت الحكومة الرشيدة إلى الرفع من مستوى جهاز التقاعد في عام 1423هـ بتحويله إلى مؤسسة عامة بموجب قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 277 بتاريخ 30-12-1423هـ تحت مسمى المؤسسة العامة للتقاعد.
لقد شهدت أنظمة التقاعد العديد من الإضافات والتعديلات خلال العقود السبعة الماضية لمواكبة التغيرات والتطورات حيث تضمنت هذه الأنظمة المتعاقبة بالإضافة إلى الأنظمة الأخرى ذات العلاقة بالتقاعد والقرارات العامة التي تصدر بشكل منفرد معالجة الكثير من القضايا التي تستجد نتيجة لتطبيقات النظام وجميعها تصب في مصلحة المشمولين بهذه الأنظمة وتعالج الكثير من القضايا التي لم يتم أخذها في الحسبان عند وضع النظام، كما أدخلت العديد من التعديلات على أنظمة الخدمة المدنية والعسكرية التقاعدية حيث صدر نظام تبادل المنافع بين نظامي التقاعد المدني والعسكري ونظام التأمينات الاجتماعية بالمرسوم الملكي رقم م - 53 وتاريخ 23- 7-1424هـ وذلك من منطلق اهتمام ورعاية الدولة بالمواطنين السعوديين العاملين في القطاعين الحكومي والخاص وحفاظاً على حقوقهم التقاعدية والتأمينية عندما ينتقلون إلى العمل في أجهزة الدولة الخاضعة لنظام التقاعد المدني والعسكري أو العكس، وأشار الخراشي إلى أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- توالت اهتمامات هذه الدولة المباركة بشؤون مواطنيها حيث أصدر مرسوماً ملكياً بالموافقة على النظام الموحد لمد الحماية التأمينية لمواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من المدنيين العاملين في غير دولهم في أي دولة عضو في المجلس.
ونص النظام الموحد لمد الحماية التأمينية على تنفيذه اعتباراً من 1-1- 2006م وتطبيقاً لأحكام هذا النظام، تسري نظم التقاعد المدني والتأمينات الاجتماعية السارية في دول المجلس على مواطنيها العاملين في دول المجلس الأخرى، وتتولى أجهزة التقاعد المدني والتأمينات الاجتماعية في دول المجلس تطبيق النظام.
وأكد النظام على سريان أحكامه إلزامياً على مواطني دول المجلس الذي يعملون خارج دولهم في أي دولة عضو يف المجلس وفقاً للشروط الآتية:
- أن تنطبق على الموظف العامل الأحكام والشروط الواردة في نظام التقاعد المدني - التأمينات الاجتماعية في دولته.
- أن يعمل لدى صاحب عمل خاضع لأحكام نظام التقاعد المدني - التأمينات الاجتماعية في الدولة مقر العمل.
- أن يتمتع بجنسية إحدى دول المجلس.
ويقتصر تطبيق هذا النظام على فرع تأمين التقاعد (الشيخوخة) والعجز والمرض.
كما صدر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العديد من التعديلات على أنظمة خدمة الضباط وخدمة الأفراد والتقاعد.
بالإضافة إلى الموافقة على القواعد والترتيبات الخاصة بكيفية معاملة الموظفين والعمال من العاملين السعوديين في القطاعات المستهدفة بالتخصيص عند تحويل هذه القطاعات إلى القطاع الخاص ومن أهم ما تضمنته هذه القواعد الحقوق التقاعدية.
ومما يجدر التنويه إليه في هذا المقام أن المؤسسة العامة للتقاعد قامت باستطلاع الكثير من الأنظمة التقاعدية في العالم، وتبين أن أنظمة التقاعد بالمملكة تتميز عن هذه الأنظمة بعدد من الأمور منها:
أولاً: إمكانية حصول الموظف المدني والعسكري على راتبه كاملاً عندما يخدم المدة التي حددها النظام، في حين أن كثيراً من أنظمة التقاعد في الدول الأخرى لا تمنح سوى نسبة مئوية في الغالب لا تتجاوز 75%.
ثانياً: ينص نظام التقاعد في المملكة على أن تسوية المعاش والدفعة الواحدة تتم على أساس آخر راتب كان يتقاضاه الموظف، بينما تتضمن الكثير من الأنظمة احتساب المعاش على أساس معدل آخر ثلاث سنوات أو خمس سنوات.
ثالثاً: يكفل نظام التقاعد بالمملكة استفادة جميع أفراد أسرة المتقاعد بعد وفاته وفي مقدمتهم الزوجة والأبناء والبنات يضاف إليهم (بضوابط محدد) الأب، والأم، والأخ، والأخت، والجد والجدة و أبناء وبنات الابن المتوفى في حياة صاحب المعاش بينما تخلو أنظمة التقاعد في بعض الدول من استفادة هؤلاء الأقارب من أسرة الموظف أو الموظفة من تلك المزايا.
وقد تجاوز عدد المستفيدين من معاشات التقاعد منذ بداية النظام الصادر عام 1364هـ أكثر من مليون ومائة وثمانية وستين ألف مستفيد منهم (834703) ألف مستفيد ما زال الصرف مستمر لهم أما بالنسبة لما تم إنفاقه على المستفيدين من نظام التقاعد منذ إنشاء المؤسسة العامة للتقاعد حتى نهاية العام المالي 1427 - 1428هـ بلغ حوالي (216) مليار ريال سعودي، موضحاً أنه قد توسعت المؤسسة في تنويع استثماراتها بهدف رفع معدلات عوائد الاستثمار وتقليل المخاطر من خلال استثمار موجوداتها في عدد من القنوات الاستثمارية عبر اقتناص الفرص المناسبة فمجلس إدارة المؤسسة يحرص على تطوير النشاط الاستثماري من خلال الدخول في المشروعات الرائدة وغير التقليدية ذات المردود الجيد الذي يصب في دعم استثماراتها وتنمية مواردها وتعزيز مركزها المالي للوفاء بالتزاماتها تجاه المتقاعدين والمستفيدين من الورثة إلى جانب المساهمة في دعم خطط وبرامج التنمية في المملكة العربية السعودية وقد بلغت القيمة السوقية لاستثمارات المؤسسة في الشركات المحلية حوالي (49.8) مليار ريال مستثمرة في 50 شركة.
كما حرص المجلس على تطوير الاستثمارات العقارية للمؤسسة وصدرت موافقة المقام السامي على تكوين شركة لإدارة استثمارات المؤسسة العقارية المملوكة للمؤسسة (100%) وقد بدأت الشركة بالفعل مزاولة أعمالها وإدارة المشروعات وذلك من خلال مجلس إدارة الشركة المستقل عن المؤسسة وجهازها الفني.
ومما تجدر الإشارة إليه أن المؤسسة قامت مؤخراً بتدشين موقعها الإلكتروني (www.pension.gov.sa) والذي يقدم مجموعة متكاملة من الخدمات المباشرة للمتقاعدين والمستفيدين والجهات ذات العلاقة ومنها:
- خدمة مركز الاتصال بالرقم المجاني للمتقاعدين على مدار (24) ساعة بالرقم 8001248889
- خدمة التقاعد أون لاين: يستطيع من خلالها متابعة معاملته بشكل مباشر ويمكن الحصول على الرد في حالة انتهاء معاملته إما عن طريق البريد الإلكتروني أو على شكل رسالة قصيرة للجوال SMS
- خدمة الاشتراك في القوائم البريدية: يستطيع من خلالها المستفيد الحصول على آخر أخبار المؤسسة وإصدارات المجلة.
- خدمة المؤسسة والجهات الحكومية: تمكن الجهات ذات العلاقة من الاستفسار عن موظفيها المتقاعدين.
- وغيرها من الخدمات الأخرى مثل حاسبة المعاش، مجلة التقاعد، نظام تبادل المنافع إضافة إلى نظام الرد الآلي التفاعلي IVR يتم من خلال النظام الرد على استفسارات المتقاعدين والمستفيدين من خلال الهاتف المجاني (8001248889) بشكل آلي من خلال إدخال الأوامر عن طريق لوحة أرقام الهاتف ويتم الدخول في قائمة الاستفسار ومن ثم ربطه بنظام الرسائل القصيرة الخاصة بالجوالSMS
- في حالة الرغبة بالحصول على المعلومات على الجوال لتتكامل جميع هذه الخدمات مع ما تقدمه فروع المؤسسة المنتشرة في جميع مناطق المملكة من خدمات للمتقاعدين والمستفيدين من بعدهم من خلال (12) فرعاً و(34) مكتباً تابعاً لها في مختلف المحافظات بجميع مناطق المملكة، وأن ما وصلت إليه المؤسسة العامة للتقاعد من قدرة ومكانة في تأمين الحماية الاجتماعية للمتقاعدين من موظفي الدولة المدنيين والعسكريين ما هو إلا ثمرة الرعاية الكريمة التي قدمتها ولا زالت تقدمها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين.
- واختتم الخراشي حديثه قائلاً: وبهذه المناسبة لليوم الوطني في هذا العام التي تتزامن مع أيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك نسأل الله العلي القدير أن يديم على هذا البلد أمنه ورخاءه واستقراره في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.