Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/09/2008 G Issue 13145
الاربعاء 24 رمضان 1429   العدد  13145
الوطن.. العمق التاريخي للشعوب
صالح بن غدير التويجري

تمر ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية فتفتح في النفوس آفاقاً عميقة تتطلع إلى حجم الوطن.. حجم المعجزة.. حجم فكرة التوحيد لهذه الأرض الممتدة شرقاً وغرباً.

وإذا كان الوطن هو العمق التاريخي الذي ترتكز عليه الشعوب.. وتتبلور معه كياناتها في كل الأزمنة فإن هذا الوطن السعودي الذي بنى أساسه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومن خلاله جمع الشتات ووحد الجميع وصهر المشاعر في بوتقة واحدة عمقها الإيمان بالله عقيدة ودستور حياة لتظل أنموذجاً فريداً في طبيعته ومرتكزاته، جاء هذا الوطن في زمن الولادات المستحيلة وبرز كقوة مؤثرة بعد أن كان قطعاً ممزقة وأرجاءً متباعدة وقوى متناحرة.. أصبح الوطن المؤمن.. الوطن الموحد.. والوطن الذي يمنح الخير والعطاء لأهله ولغيرهم بعد أن تحول الاضطراب إلى استقرار والتمزق إلى تكامل والضعف إلى قوة.

تمر علينا هذه الأيام ذكرى توحيد بلادنا على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فتتأكد هذه المعجزة ويتأصل في النفوس العشق لهذا الكيان الذي أصبح مضرب المثل في قوته واستمراره وتفاعل شعبه مع قيادته في بناء غدٍ مشرق يستلهم من الماضي أصالته ومن الحاضر تقنياته.. أصبح هذا الوطن قوة تعزز قدرة الأشقاء وتدعم الحق وتقف إلى جانب المثل والمبادئ السامية في عالم يتنازعه الخوف والاضطرابات وتتخطفه المآسي.

.. نودع عاماً وندخل عاماً جديداً يزخر بالخير لنا.. ولإخواننا، بل وللإنسانية في كل مكان وهكذا يكون الاحتفاء بالأوطان الرائدة.. حضوراً تاريخياً.. وامتداداً حضارياً مؤثراً.. وخدمة واسعة للإنسانية تتعدى حدود الزمان والمكان.

وإننا أمام هذه الذكرى المجيدة لنستلهم نظرة قيادتنا الرشيدة للمواطن كحجر زاوية في بناء التنمية الوطنية وهدفاً لها.. فمنذ التأسيس على يد المغفور له الملك عبدالعزيز كان للمواطن أهمية بالغة في إعادة التأهيل للوطن الجديد وظلت مرتكزات التنمية تصب في سبل الراحة والأمن للمواطن السعودي.

لقد أكد قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الأبعاد الإستراتيجية في عدد من خطاباته فقد قال -حفظه الله- (نحن ندرك كل الإدراك أن الإنسان ذاته هو مصدر القوة والتماسك مثلما هو مصدر التداعي والانهيار..) ويقول -حفظه الله- (إن لكل منا دوراً في تأمين استقرار بلده وخدمة شعبه) كما قال -حفظه الله- (إنني أرفض أن تذوب صلابتي وأن أتحول.. فأنا أعتز كل الاعتزاز بهذه الصحراء وهذه الخيمة وبهذا الشباب الذي يعطي أعظم مثل في الرجولة والصلابة).

.. ويؤكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه الله- في هذا الجانب على أهمية تأهيل الشباب ليتسلم دوره في بناء الوطن، حيث يقول سموه في حفل كلية الملك عبدالعزيز الحربية: (إننا نكافح من أجل بناء الرجال.. إن الرجل اليوم أهم من إيجاد السلاح وأهم من إيجاد كل المقومات الدنيوية.. إن الدولة تعمل كل ما في وسعها من أجل الطاقات البشرية النافعة المؤمنة بدينها ومليكها ووطنها) ويقول - حفظه الله- في حديث لبعثة التلفزيون الإسباني: (إن المواطن السعودي محل فخرنا واعتزازنا وليس هناك ميدان علمي وتكنولوجي إلا وشارك لنقل كل ما فيه الفائدة لوطنه ودينه ومليكه).

.. وهكذا الوطن حضن دافئ لكل أبنائه.. يحتفل بيومه فتومض معه كل القلوب.. وتصنع له مجداً جديداً تتواصل معه ملاحم المجد.. ملاحم العطاء.. ملاحم الولاء للوطن وقيادته.

مدير عام فرع جمعية الهلال الأحمر السعودي بالقصيم



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد