نعيش هذه الأيام ذكرى غالية وعزيزة على قلب كل مواطن في هذا البلد المعطاء، إنها ذكرى توحيد هذا الكيان على يد المؤسس الباني المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذي أعلن في مثل هذا اليوم قبل ثمانية وسبعين عاماً قيام أعظم وحدة وطنية عرفها التاريخ الحديث، إنها المملكة العربية السعودية التي أرسى بنيانها على كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ووضع القرآن الكريم دستوراً لها ومنهجاً، لتبدأ منذ ذلك التاريخ مسيرة البناء والتشييد بعد أن قاد ملحمة الجهاد والكفاح مع رجاله الأشاوس في معارك تاريخية استمرت اثنين وثلاثين عاماً.
وعندما نتذكر مرحلة الجهاد تعود بي الذاكرة لما كان يحدثنا به والدنا المغفور له الأمير محمد بن عبدالعزيز عن مرحلة الجهاد والكفاح عندما كان أحد قادة جيش عبدالعزيز في تلك المرحلة الهامة والحاسمة والتي كان فيها هَمّ المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين تحقيق الأمن والرخاء والعزة لهذا الوطن وحماية أبنائه ومصالحهم في كافة أرجاء الوطن في الصحاري والوديان والجبال والسهول، وتأمين رحلة الحجاج وتسهيل وصولهم للأماكن المقدسة في أمن وأمان.
كما كان يذكرنا الوالد -رحمه الله- ويروي لنا قصة دخوله للمدينة المنورة معلناً فتحها ودخولها تحت لواء الملك عبدالعزيز لتفتح بذلك صفحة جديدة ومجيدة مع الحكم السعودي الذي أضاء سماء طيبة الطيبة وحقق لسكانها وزوارها الأمن والأمان والطمأنينة والخير العميم.
إننا ونحن نستذكر مثل تلك الأحداث السعيدة في تاريخ وطننا لنود أن يعرف الجيل الحالي من أبنائنا ماذا قدم الآباء والأجداد، وماذا بذلوا وكافحوا حتى تحقق لوطننا ما تحقق له من رخاء ورغد عيش طوال مسيرته المباركة منذ عهد التأسيس على يد الباني العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه البررة الميامين الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله وأجزل لهم الثواب والأجر على ما قدموه للوطن وأهله وللأمة الإسلامية جمعاء- وصولاً إلى عهد الخير والرفاه عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين اللذين سخرا جهدهما ووقتهما لخدمة هذا الوطن حتى تبوأ تلك المكانة الراقية على المستوى الدولي وحتى أصبحنا في موقع يحسدنا عليه الكثير.
إننا ونحن نعيش هذه المناسبة الغالية لنبتهل للمولى جلت قدرته أن يرحم ويجزل الثواب لمن جاهدوا وكافحوا وعملوا وأخلصوا حتى اكتمل البناء وعمَّ الرخاء.. وكل عام ووطننا وبلادنا في خير ورقي وتقدم بإذن الله.