إذا قلبت صفحات تاريخ الجزيرة العربية الحديث لا يملأ عينيك مثل ما قام به الملك عبدالعزيز رحمه الله من توحيد هذه البلاد الواسعة المختلفة التضاريس والمترامية الأطراف ولقد يسر الله على يده رحمه الله قيام هذا الكيان العظيم - المملكة العربية السعودية - حيث وحد أقاليمها ومناطقها وقراها تحت هذا المسمى ومما يزيد الفخر أنها تضم المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهذا التوحيد تم في عام 1351هـ وقد اتخذ الأول من الميزان من كل عام يوما وطنيا يتذكر فيه الخلف ما صنعه السلف من أبناء هذا الوطن ليدفعنا إلى بذل العطاء لنكمل ما بدأه الأسلاف ويكون دافعاً للوحدة والاتحاد تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والعمل الجاد في خدمة الدين والوطن والرقي والتقدم والمحافظة على ما تنعم به البلاد من أمن وأمان وازدهار وما وهبه الباري عز وجل من شرف لخدمة ضيوف الرحمن في بلاد الحرمين، عرفا ووفاء لما فعله الملك عبدالعزيز رحمه الله.
ونحن نسعد في هذا اليوم ابتهاجا بوحدة قبائل الجزيرة العربية تحت راية الإسلام بقيادة الموحد رحمه الله وقد نهضت البلاد بعد هذا التوحيد وخصوصاً في مجال التعليم حيث أنشئت وزارة التربية والتعليم - المعارف سابقاً - في عهده رحمه الله وانتشر التعليم في جميع أنحاء البلاد حتى وصل إلى الهجر والقرى في مسار إليه تعليم البنين وفي مجال تعليم المرأة أخذ الاهتمام بها وتعليمها وإتاحة الفرصة لها في ميادين العمل التعليمي والصحي والاجتماعي وتولت مناصب مختلفة في مجال العمل وفي مجال تعليم الأبناء.
أورد الزركلي في كتابه الوجيز قول الملك طيب الله ثراه لما رأى على ثوب أحد أبناءه حبراً قال: (هذا عطر المتعلمين) لأهمية التعليم عنده فيا له من يوم وطني نفخر به لا يتقدمه إلا العيدين يشعل فينا جذوة حب الوطن لنقدم له الغالي والنفيس.
محمد بن ربيق السيحاني - مدير شؤون الموظفين بتعليم بنين الدوادمي