حضارات الأمم وعظمة الرجال تقاس بمدى ما قدمته وتقدمه عبر الزمان كبصمة من بصماتها وأثر من أثارها الخالدة المخلدة لها على مرّ التاريخ.
اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى أو حدث تاريخي عابر كبقية الأحداث، بل هو ملحمة بطولية انطلقت منها مسيرة النور والإشراق والخير والفلاح.. يوم عظيم يعيد إلى الأذهان تلك الجهود الجبارة والتضحيات العظيمة التي قادها مؤسس هذا الوطن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لهذه البلاد، ففي هذا اليوم وبالتحديد بتاريخ (اليوم الأول من الميزان الموافق 23 ستمبر - أيلول) أي منذ (78عاماً) كان هذا اليوم ولايزال بإذن الله تعالى بصمة من بصمات الماضي المجيد التي خلدت لتبقى بإذن الله تعالى كرمز عزة وافتخار لحاضر تليد، فبإشراقة هذا اليوم تبدد الظلام، ظلام الظلم والخوف والجهل بإشراقة نور العدل والأمن والعلم، فكانت إشراقة يوم من أيام التاريخ، يوم سطرت فيه أروع ملاحم التوحيد لكيان كانت سمة ضعفه تمزقه وتشتته وتفرق صفوفه وتزعزع أمنه، فكانت إشراقة شمس جديدة سطرها الملك عبدالعزيز ورجاله.
رسالة حضارة أمة أسس لبنائها مؤسس هذه البلاد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، وخلفه حمل هذه الرسالة أبناؤه البررة من بعده رسالة إنسانية بجهود جبارة وهمم عالية استمرت وستستمر بإذن الله تعالى بخطى ثابتة وعزيمة وإصرار.
ففي هذا اليوم وقف مؤسس هذه البلاد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ورجاله وأمته على مفترق طرق فإما نهج خطى الثبات والعزم والإصرار على طريق التوحيد والتقدم بأمتهم إلى الأمام انطلاقاً من تضحيتهم لسعادة أمتهم، أو العكس بقاء أمتهم متخبطة في خضم عواصف الشقاء الإنساني.
فكانت مسيرة التوحيد تسيطراً لملحمة بطولية إنسانية لرسالة مسلحة ليس بسلاح العدة والعتاد بل بسلاح الإيمان الصادق بالله تعالى لأسمى رسالة إنسانية، فكانت ملحمة التوحيد إشراقة نور هذه الأمة على طريق التقدم والتطور، ملحمة سطر أحداثها الملك عبدالعزيز ورجاله بمداد من أروع صور التضحية لما فيه سعادة هذه الأمة في كافة صفحات التاريخ لتكون، وكانت وستكون وسام فخر واعتزاز، نعتز ونفخر به دوماً وأبداً فكان ماضينا المجيد رمز لحاضرنا التليد.
بسام بن مبارك بن حسين آل عنيزان الدوسري
وزارة الثقافة والإعلام - عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال