Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/09/2008 G Issue 13148
السبت 27 رمضان 1429   العدد  13148
أيام مجيدة وثوابت راسخة
عميد عبدالله بن هادي عسيري

في حياة كل أمة في هذا العالم ثوابت راسخة عظيمة وأيام مجيدة في ذاكرة الشعوب؛ لأنها ترتبط بتاريخ وقيم ومبادئ هذه الشعوب وحضارتها.. ونحن في هذه البلاد الغالية نفتخر بوجود العديد من المناسبات الكبيرة التي تعتبر ثوابت راسخة لها جذورها في أعماق التاريخ الحديث.. من أبرز هذه الثوابت التي نعيشها دوماً ونتذكرها في مثل هذا اليوم ذكرى اليوم الوطني، حيث نسترجع بكل فخر واعتزاز فصول ملحمة رائعة ورائدة كان رجلها الأول المؤسس الباني الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - يرحمه الله - الذي أسس بإيمانه وبجهاده وجهده ومن خلال تخطيط مدروس هذا الكيان العظيم، ووضع اللبنات الأساسية لهذه البلاد التي أصبح لها ثقل ومكانة في شتى الميادين الحضارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وهي مسيرة تتواصل منذ التأسيس على وتيرة واحدة.

ففي هذا اليوم أكمل الإمام المجاهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وكان ذلك إيذاناً بإحياء دولة الإسلام، وتجديد أمة العقيدة والتوحيد، وبناء دولة اتخذت من الكتاب والسنة دستوراً لها، ومنهج حياة في جميع شؤونها الصغيرة والكبيرة، الداخلية والخارجية، فكانت هذه الدولة - بفضل الله - عزاً للإسلام وعوناً للمسلمين، وخادمة للمقدسات الإسلامية، فاتجهت همة الملك المؤسس إلى العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين، ولجميع الأماكن المقدسة، والإنفاق عليها بسخاء.

وبهذا شهد التاريخ العربي والإسلامي الحديث دولة ترتكز على الدين الإسلامي منهجاً وعملاً وتدعو للسلام وتنبذ الظلم والعدوان وتدعو للتوحيد والبناء وترفض التفكك والهدم وتشجع العلم وبناء الإنسان وتنبذ الجهل والظلم والعدوان، إنها المملكة العربية السعودية التي استطاعت في ظل هذه الأسس الواضحة أن تستفيد من ثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية في بناء اقتصاد قوي شهد نمواً وازدهاراً منذ تأسيس المملكة.

وتواصلت مسيرة البناء والتنمية بتتابع قيادة أبنائه من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله جميعاً لمسيرة ونهج الملك المؤسس رحمه الله.

ومما ينبغي لكل مواطن أن يستحضر ويتذكر تلكم التضحيات الجسام، والجهاد العظيم الذي قام به الملك المؤسس ومن معه في سبيل توحيد هذا الكيان العظيم، وإقامة هذه الدولة المباركة، وأن يتذكر أيضاً ما بذله أبناؤه من بعده من جهد جهيد ومن أموال ومن عرق في سبيل تطوير هذه الدولة الإسلامية العظيمة، ورقيها، وازدهارها، وتقدمها في جميع المجالات.

وفي هذا اليوم المجيد والمشرق بمشاعر الفرح والسعادة التي تعلو الوجوه نتبادل التهاني على ما تحقق، ونؤكد وقوفنا خلف قيادتنا لتحقيق المزيد، وهو ما يجعلنا جميعا في هذه البلاد الغالية نشعر ببهجة كبيرة بيوم واحد وتأسيس هذا الكيان الكبير، الذي يعيش في أوجه المجد..

وعلينا أن نتعامل مع هذه الذكرى بمزيد من الجد والاجتهاد والعمل الدائب وراء قيادتنا الحكيمة، حتى نواصل البناء والعطاء وتعميق الانتماء لهذا الوطن والتعاون على البر والتقوى، لتحقيق المزيد.

مدير الدفاع المدني بالحدود الشمالية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد