Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/10/2008 G Issue 13163
الأحد 13 شوال 1429   العدد  13163
الخوف قائد الأسواق حالياً
محمد سليمان العنقري

لا شيء غير الخوف يحرك قرارات المتعاملين بالأسواق المالية الخليجية تحديداً والسعودي خصوصاً فقبل عدة أشهر كان الكثيرين يتمنون لو أنهم اشتروا الأسهم بأسعار نراها اليوم ولكن القرار الوحيد لديهم هو البيع ورغم أن العالم سيتأثر بكل تأكيد بالركود الاقتصادي الأمريكي إلا نسب هذا التأثر تختلف من قارة لأخرى ومن منطقة لغيرها، فالعالم اليوم تغيّرت خريطته الاقتصادية وأصبح هناك قوى جديدة تؤثّر فيه فالصين تعتمد في اقتصادها على 40 بالمائة من إنفاق المواطن لديها وتملك أكثر من 1600 مليار دولار كاحتياطيات وكذلك الهند ودول أمريكا اللاتينية أما دول الخليج فلديها ملاءة مالية ضخمة بفضل عوائد النفط المرتفعة منذ سنوات واحتياطياتها ضخمة جداً تفوق تريليون دولار وتحتاج لإنفاق كبير على البنى التحتية خلال العقد القادم وفيها فرص للنمو كبيرة جداً خصوصاً السعودية التي قدّرت حجم الاستثمارات المستقبلية فيها بقرابة 800 مليار دولار خلال العشر قادمة وبالتالي فإن انعكاس ذلك على أسواق المال سيأتي بمردود كبير جداً خصوصاً القطاعات التي تخدم عمليات التنمية داخلياً أو تلك القطاعات الخدمية التي لا يمكن الاستغناء عنها، فنحن شعوب فتية وأمامنا مشوار طويل من النمو ولله الحمد، واليوم لا بد من تغيير ثقافة بيع المذعورين والتحلي بالحكمة عند اتخاذ القرارات الاستثمارية فمع استقرار الأسواق خلال الفترة القريبة القادمة ستعود الأسعار إلى قيمها العادلة التي تعكس واقع التقييم الحقيقي لها وتأثير توقعات النمو المستقبلي ورغم أن السوق يحتاج هذه الأيام إلى إعادة زرع الثقة من قبل الجهات المعنية والتي بدأت تظهر هذه الأيام غير أن المستثمر تقع عليه مسئولية التأني باتخاذ القرار كما أن المؤسسات المالية المرخصة لديها فرصة ذهبية بتقديم سيل من التقارير المالية التي تنير الطريق للمتعاملين بالسوق حتى تدافع عن السوق الذي هو مصدر رزقها وواجب تمليه عليها المسؤولية الوطنية كونها مرخصة لخدمة العملية التنموية بالمملكة.

إن السؤال الذي يجب أن يطرحه كل متعامل بالسوق على نفسه: هل الأسعار التي تراها وستراها خلال مرحلة الخوف والتقلبات الحادة بالأسواق هي للشراء أم للبيع إذا كنت تملك المال وترغب بالاستثمار بالسوق فلم ينهر سوق مالي نتيجة عوامل خارجية إلا عاد بعد فترة وجيزة لوضعه الطبيعي وعندها اكتشف المتعاملين أنهم فرطوا بفرص ذهبية وقرأنا قبل أيام كيف قام المستثمر البارز عالمياً وارن بفيت بعمليات اقتناص فرص في السوق الأمريكي الذي يشكل قلب المشكلة العالمية فنحن اليوم لا ندعو إلى أكثر من التروّي والحكمة بالتعامل مع السوق والنظر إلى الأخبار التي بدأنا نسمعها عن عمليات شراء تمت بالسوق السعودي من قبل مستثمرين أجانب تحت نظام تبادل المنافع المقر أخيراً من هيئة سوق المال مما يعني أن سوقنا تحت أنظارهم ومن بين الملاذات الآمنة، فالأسواق الناشئة تحت المجهر منذ فترة طويلة واليوم أصبحنا نبيع ما يستحق الاقتناء ولا ندري إلى أي ملاذ أكثر أماناً سنتجه وغيرنا يجد الفرص لدينا فإلى متى الخوف؟




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد