Al Jazirah NewsPaper Friday  17/10/2008 G Issue 13168
الجمعة 18 شوال 1429   العدد  13168
اليوم العالمي للعصا البيضاء
أنور بن حسين النصار

يوافق الخامس عشر من شهر أكتوبر لهذا العام الذكرى السابعة والعشرين لليوم العالمي للعصا البيضاء والتي تمثل شعاراً للإعاقة البصرية يؤكد فيها أصحاب هذه الفئة إمكاناتهم في التفاعل مع المجتمع من خلال قدرتهم على الاستقلالية والتحرك بكل كفاءة في بيئاتهم المعروفة والمجهولة ويطالبون من خلال هذا اليوم بحقوقهم كأفراد عاديين في المجتمع.

بعد أن كان القائد المبصر هو الوسيلة الأمثل في تنقل المكفوفين حاول بعضهم التحرك باستقلالية دون خدمات المبصرين وقد نجحوا في ذلك خصوصا في البيئات البسيطة مثل القرى والأرياف الخالية من الزحام.

وبعد انتشار الثورة الصناعية وتداخل الطرقات وكثرة المركبات بأنواعها واختلاف أصواتها وبعد استخدام الأرصفة في تأمين الخدمات المجتمعية (علامات مرورية وإعلانات تجارية) أضر المكفوفين إلى استخدام عصى خشبية أجروا عليها بعض التعديلات من تنعيم أو تزيين دون فنيات في الاستخدام وتذكر المصادر أن أول ظهور للعصا باللون الأبيض كان في بريطانيا عام 1921م على يد Gmes Biggبعد إصابته بالعمى حيث قام بدهن عصاه باللون الأبيض ليتمكن المارة وأصحاب المركبات من ملاحظته خصوصا في الظلام.

بعد ذلك بعشر سنوات أي في عام 1931م انطلقت في فرنسا على يدGuilly D.Herbemont أول حركة وطنية لدعم انتشار العصا بلونها الأبيض بين أوساط المكفوفين.

وفي نفس ذلك العام تنبأت القناة الإذاعية BBC في أحد تقاريرها بأن العصا البيضاء سيكون لها شأن على المستوى الدولي كرمز للإعاقة البصرية واقترحت منح عصا بيضاء لكل كفيف.

أما في الولايات المتحدة الأمريكية فينسب الفضل لانتشار العصا البيضاء إلى Jeorge A.Bonham من النادي الدولي للأسود حيث لاحظ أعضاء هذا النادي أن حمل المكفوفين لعصي ذات لون أسود يصعب رؤيتها من قبل الآخرين فقاموا في عام 1931م ببرنامج توعوي بين أوساط المكفوفين في الولايات المتحدة لنشر استخدام اللون الأبيض في عصي المكفوفين.

أما في كندا فقد كان للعصا البيضاء أسبوعاً من كل عام وحتى اليوم يحمل عنواناً خاصاً لكل أسبوع من السنة يتبنون فيه إثارة الوعي العام بالإعاقة البصرية ومتطلباتها.

أما أول ظهور رسمي على مستوى الدولة للعصا البيضاء فيعود إلى الإعلان الذي ناد به الرئيس الأمريكي Lyndon Johnson في 1964م تحت شعار (يوم الحماية للعصا البيضاء) وذلك في الخامس عشر من أكتوبر من كل عام تراعى من خلال هذه المناسبة حقوق المعوقين بصرياً في المشي على الأرصفة الخالية من المعوقات وعبور الطرقات بأمان ويسر.

ثم تبنى الاتحاد الدولي للمكفوفين عام 1970م (15 أكتوبر) كمناسبة عالمية اعتمدت بعد ذلك في الاتحاد العالمي للمكفوفين عام 1981م.

وقد تركزت أهداف هذا اليوم العالمي على:

- تحفيز المكفوفين على حمل العصا كأداة تنقل مهمة لهم.

- تسليط الضوء على قدرات المعوقين بصرياً العلمية والعملية والاجتماعية.

- إيضاح البرامج والأنشطة والخدمات التي تقدمها المؤسسات التربوية والاجتماعية والمنظمات ذات العلاقة في مجال الإعاقة البصرية.

- توعية المعوقين بصرياً وأسرهم والمهتمين بحقوق وواجبات تلك الفئة.

- تأكيد قدرة المكفوفين على الاندماج في المجتمع إذا انتفت المعوقات البينية وقبلها الاجتماعية.

وكغيرها من الدول العربية كان إحياء هذه المناسبة في المملكة العربية السعودية متواضعاً جداً لا يتجاوز خبراً في صحيفة أو تعريف بالعصا البيضاء في مدرسة ما.

لقد عكست هذه المناسبة الدولية حال المعوقين بصرياً في الدول المتقدمة فبعد أن كانت هذه المناسبة تركز على التأهيل الشخصي أو طرق الوقاية من العمى أصبحت تركز على مساواة المعوقين بصرياً في مجتمعهم في كافة جوانب الحياة إلى أقصى حد ممكن.

- جمعية المكفوفين الخيرية بالرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد