Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/10/2008 G Issue 13169
السبت 19 شوال 1429   العدد  13169
نحو (تثقيف) الساحات الخضراء!
د. زيد المحيميد

تلقيت أنا والأخ الدكتور عبدالله البريدي دعوة كريمة من رئيس المجلس البلدي في مدينة بريدة الأخ الأستاذ إبراهيم الربدي للاطلاع عن كثب على أهم الإنجازات التي قام بها المجلس البلدي، وكان في استقبالنا في مقر المجلس في أمانة منطقة القصيم الأستاذ الربدي وعضو المجلس البلدي البارز

الأستاذ الكاتب عبدالرحمن الفراج، وقد عُرض علينا بعض المشاريع المستقبلية المهمة في المدينة ك(مدينة الأنعام ببريدة)، والتي تتكون من مسلخ نموذجي حديث، وأحواش للإبل، والغنم والبقر، وسوق للطيور، وسوق للحطب والفحم، ومستودعات للأعلاف، وموقع للعقيلات وصالة مخصصة للبورصة العالمية للإبل بمساحة وقدرها (14000متر مربع)، وغير ذلك من خدمات عصرية نموذجية في إطار حديث يحتضنها ذلك المشروع الوطني المهم...، وكذلك (مدينة التمور ببريدة) بمساحة قدرها (265000متر مربع)، وطريق الملك عبدالله الذي يربط شمال المدينة بجنوبها، ويبلغ طوله تقريباً 26 كم، وسيتم تنفيذ جميع التقاطعات على هذا الطريق (كباري - أنفاق) بشكل يتزامن مع تنفيذ هذا الطريق الحيوي. بعد ذلك شرح لنا رئيس المجلس البلدي كيفية عمل المجلس واللجان الفرعية في المجلس وأعطانا تصوراً عاماً عن أداء المجلس، ولقد سرنا ما رأينا من الجهود الوطنية المخلصة التي يقوم بها المجلس البلدي وأعضائه الكرام في ضوء تنظيم جيد لأعمال اللجان وآلية التنسيق مع الأمانة والجهات ذات الصلة لكي تتحقق الأهداف السامية منه وفق تطلعات المواطن.

بعد ذلك عرض علينا رئيس المجلس أن نذهب بجولة إلى الساحات الخضراء التي تم إنشائها في مدينة بريدة لنشاهد بعض الأنشطة والفعاليات المصاحبة وبالتحديد بالساحة الخضراء في حي الفايزية، حيث قامت أمانة منطقة القصيم بقيادة مهندسها المبدع أحمد السلطان مشكورة خلال شهر رمضان المبارك بالتعاون مع مركز حي الفايزية ولجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في بريدة والإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين بالقصيم والجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بتنظيم العديد من الفعاليات الرمضانية للشباب والأشبال في الساحات الخضراء المجهزة في بعض الأحياء في المدينة، وقد شاركنا في تلك الزيارة الأخ الدكتور خالد الشريدة عميد خدمة المجتمع بجامعة القصيم وقد سرنا ما شاهدناه من حسن التنظيم من القائمين على تلك الفعاليات والتفاعل الملحوظ من المواطنين كذلك، حيث نجحت تلك الجهود المخلصة في رسم الابتسامة على أوجه أطفالنا وذويهم.

ما سبق طرحه يعتبر خطوة من الخطوات التي تحسب للمجلس البلدي في بريدة وأمانة منطقة القصيم من فعاليات على درجة عالية من الجودة، ولكنني بحثت في تلك الساحة الخضراء بمرافقها ونشاطاتها ولم أجد للكتاب نصيب في تلك الفعاليات وأيضا لم أجد دوراً فاعلا للنادي الأدبي أو المثقفين والأكاديميين في إحياء وإيقاظ حب الكتاب لدى الشباب والأشبال، وهنا تذكرت الفعاليات التي تقام في بعض الدول المتقدمة مثل فرنسا بما يسمى ب(عيد القراءة)، ويحييها اليوم أكثر من 90 بلداً، وهنا أتساءل لماذا لا يقام بتلك الساحات الخضراء مهرجان دائم للقراءة للشباب والأشبال كل على حدة لا سيما وجود مكتبات على مستوى عالٍ في بريدة مثل مكتبة جرير ومكتبة العبيكان وغيرها من المكتبات ووجود الكم الهائل من المثقفين والكتاب في مدينة (النصف مليون) ناهيك عن وجود جامعة القصيم وبعض الكليات التقنية في المنطقة. وقد وجدت أن في بعض الدول العربية وخصوصا مصر تقيم فعاليات خاصة تحت مسمى (القراءة للجميع) مما يجعلني أطالب بتنظيم (مهرجان خاص للقراءة) في الساحات الخضراء ولكي تنجح تلك الفكرة فإنه لابد من مراعاة الآتي:

* عرض الكتب للجميع دون استثناء في (خيمة القراءة).

* حسن اختيار الكتب الخاصة للأطفال بحيث تتضمن الكتب الخاصة بتبسيط التقنية والتي تساعد على التفكير.

* وجود أمناء لتلك الخيام الثقافية، وهنا لابد من مشاركة المدارس القريبة لتك الساحات ويتم التنسيق مع الأمناء، وهنا أشير للدور البارز لإدارة التعليم بمنطقة القصيم في المشاركة في مثل تلك الفعاليات والأنشطة التي تقام بالمنطقة.

* وضع جوائز للرواد الذين يكثرون من زيارة (خيمة القراءة) من الأشبال والشباب.

* تزويد خيمة القراءة بأفلام علمية ووثائقية كأداة جذب للأطفال.

* دعوة المبدعين من المثقفين والكتاب لزيارة خيمة القراءات، وعرض تجاربهم في القراءة على الأشبال والشباب.

* زيارة المدارس بمختلف المراحل الدراسية لخيمة القراءة، وأرى بأن يكون هناك تخصيص (ليوم مفتوح للساحات الخضراء).

* تأسيس موقع للإنترنت يتضمن معلومات عن نشاطات (خيمة القراءة) ودورها في إعادة الاهتمام بالكتاب في حياتنا، واستعادة الأجواء الحميمة بين القارئ والكتاب.

* بالنسبة للكتب الخاصة بالشباب من الممكن أن يكون فيها بعض الكتب التي تدعوا إلى التسامح والعدل، والمنطق ونبذ الإرهاب وسبل التخلص منه.

* يمكن تحقيق الريادة على مستوى المملكة في وجود مكتبات دائمة للشباب والأشبال (خيام القراءة) في الساحات الخضراء بحيث تكون مفتوحة بصورة دائمة للجمهور في مرحلة ثانية، ومن الممكن زيادة تلك الفعاليات في المناسبات كرمضان والأعياد والإجازة الصيفية.

فمتى نرى مدينة بريدة وبقية مدننا الغالية تبعث الأمل في حب القراءة باحتضانها مثل تلك المشاريع الفكرية المهمة وأن تكون مسرحا مفتوحا للتمتع بالقراءة وكنوز الكتب والتعرف على الكثير من الشعراء، والكتاب، والعلماء في مشارق الأرض ومغاربها. فمن يقرع الجرس لكي نستشعر ببهجة الإجازات التي نسينا طعمها من خلال تلك المهرجانات المفيدة، ولعلنا بذلك نحسن الاحتفاء بالمبدعين ونتاجاتهم من خلال تثقيف الساحات الخضراء.

كاتب وأكاديمي سعودي


zeidlolo@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد