Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/10/2008 G Issue 13169
السبت 19 شوال 1429   العدد  13169
مدارس البنات بحاجة إلى سد النقص والتربية تتفرج
380 معلمة بالقريات أصبحن أسيرات البيوت بعد إلغاء عقودهن

القريات - محمد الريض البدري

على أحر من الجمر تنتظر 20000 معلمة من المتعاقدات على بند محو الأمية الترسيم وفقا لما تم إعلانه رسمياً من ترسيم جميع موظفي وموظفات الدولة ممن يشغلون وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم الدراسية، إلا أن معلمات محو الأمية وخصوصا ممن يعملن في الفترة الصباحية تفاجأن بالاستغناء عن خدماتهن التي دامت أكثر من (13) عاماً لبعضهن، في الوقت الذي تشهد المدارس نقصا في المعلمات في بعض التخصصات.

ولتسليط الضوء على هذه القضية الوطنية التي تخص كل معلمات محو الأمية بالمملكة، قامت (الجزيرة) بالاتصال بعددٍ من المسؤولين بين وزارتي الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم لتقف على حيثيات إلغاء العقود لأكثر من 380 معلمة بالقريات فقط ناهيك عن بقية مدن المملكة، وكذلك الالتقاء بالعديد من أولياء أمور المعلمات لأخذ آرائهم في القضية، حيث كان نداء المواطن عبد الدايم البلوي والد المعلمة (العنود) بقوله : لقد كان للخبر الذي أبلغت به ابنتي المعلمة العنود وهي على رأس العمل صدمة نقلتها على أثرها لقسم الطوارئ لما تتميز به ابنتي من نجاحات كان لها الوقع الحقيقي والنجاح على الطالبات أكثر من 11 سنة في التعليم منها 6 سنوات في قطاع وزارة التربية والتعليم، وعندما راجعت إدارة تعليم القريات لم أجد منهم المبرر الحقيقي لإلغاء عقد ابنتي معللين ذلك بقرارات لجنة نسائية.

ثم طالب عبد الكريم السهر المسؤولين بإدارة التربية والتعليم للبنات بالقريات توضيح آلية تحديد العقود للمعلمات ممن هن على شاكلة زوجاتنا ويعملن بفترة الصباحية وخصوصا أن البند الذي تم التعاقد عليه أصلا هو بند محو الأمية المسائية.

وقال أحمد السبيتي الذي تم إلغاء عقد زوجته انه بعد زيارتي لإدارة التعليم بالقريات لمعرفة أسباب إلغاء العقد وجدت الأنباء متفاوتة بين مدير التعليم ورئيس شؤون الموظفين ورئيسة مكتب الإشراف الذي كل منهم جاءنا برد لا يقنع العاقل أبدا.

أما المعلمة نشمية نايف العازمي فتناشد المسؤولين النظر في وضعها وقد زودت مكتب صحيفة الجزيرة بالقريات بصورة تقول فيها: أنا معلمة على بند محو الأمية منذ عام 1423هـ وحتى منتصف عام 1427هـ حاصلة على معهد معلمات بتقدير ممتاز ووصل بنا الحال إلى الإحباط والشعور بالظلم، ولم يبق أمامنا إلا البقاء في مكاتب الإشراف ومنازلنا التي أصبحنا حبيساتها بعد أن كنا عضوات فاعلات في المجتمع، وكلنا أمل أن يتم تصحيح وضعنا بإعادتنا إلى الخدمة والنظر لمعلمات معهد المعلمات بنظرة خاصة.

وذكر أحمد الجبر أن زوجته التي خدمت في التعليم أكثر من 5 سنوات قضتها بين العيساوية التي تبعد عن القريات 90 كم قد ألغي عقدها خصوصا انه تم الطلب منها أن تدرس صباحا بعد أن كانت مساء لسد العجز أيضاً، كما طالبت كل من المعلمات (د ف) و (ن ش) و (ج ح) و (م ع) و (خ م) و (هـ ب) و (ع ع) و (ق ش) بضرورة تدخل مسؤولين من وزارة التربية والتعليم والخدمة المدنية بإيجاد مكاتب لتحديد الدور المستحق لكل دفعة يتم تخرجها حتى لا تتدخل الواسطة ويضيع الحق.

وطالب محمد الحراث ودغيم العنزي وعيسى غازي الخضير بضرورة أن يدرس مجلس الشورى هذا الحدث الذي سبب لعدد من الأسر على مستوى المملكة العجز المادي الكفيل بعدم تحقيق مطالبهم، وان يكون هناك نظام واضح وإيجاد مكاتب لتنظيم الدور لجميع الدفعات.

ولمعرفة الحقيقة والأسلوب الذي انتهج من إدارة التربية والتعليم للبنات بالقريات التقينا الدكتور سالم بشير الضبيعان مدير إدارة التربية والتعليم للبنات بالقريات الذي أكد أن الوظائف التي خصصت للقريات هي 274 وظيفة لجميع التخصصات، تم الإعلان عنها من قبل وزارة الخدمة المدنية وتم تزويدنا بـ 150 معلمة قد اجتزن الشروط التي أعلنتها الوزارة وبقي 114 وظيفة معلمة، على أثرها تم توجيهنا من قبل وزارة التربية والتعليم بضرورة سد هذا العجز من معلمات من محو الأمية الصباحي اللاتي تم إلغاء عقدهن بناء على توجيه وزارة التربية والتعليم وقمنا بتشكيل لجنة برئاسة رئيسة الإشراف وعضوية مشرفات ليتم وضع مفاضلة للتخصصات التي لم تسد من قبل وزارة الخدمة المدنية وبالفعل تم دراسة جميع ملفات وتقدير ومؤهلات جميع المعلمات اللاتي تم إلغاء عقودهن ومن ثم أعلنت أسماؤهن وباشرن عملهن على بند الساعات، وكانت الآلية التي انتهجت بهذا الخصوص دراسة المؤهل الدراسي وتقدير الأداء الوظيفي والمعلمة ذات الكفاءة في التدريس جميعها يجب أن تكون متوافرة في المعلمة.. وعن المعلمات اللاتي على بند محو الأمية المسائي أوضح الدكتور سالم أنه تم تجديد عقدهن بالكامل.

وفي اتصال أجرته (الجزيرة) مع مسؤول بالخدمة المدنية أوضح أن بند محو الأمية خصص فقط للفترات المسائية وما قامت به وزارة التربية والتعليم من تحول بعض المعلمات منهن للفترة الصباحية هي مسؤوليتها مباشرة الأمر يكتنفه الغموض ويحيط به اللغط والشك فكيف يستغنى عمن خدمت أكثر من عشر سنوات؟! وكيف تلغى عقود والمدارس ما زالت تعاني من النقص في بعض التخصصات وتتعالى أصوات الطالبات شاكيات من هذا الوضع.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد