Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/10/2008 G Issue 13169
السبت 19 شوال 1429   العدد  13169
بحضور ولي عهد هولندا وأكثر من 57 وزيراً للمياه من مختلف دول العالم
ولي العهد يسلم العلماء الفائزين بجائزة سموه العالمية للمياه.. ويفتتح المؤتمر الدولي الثالث للموارد المائية الشهر القادم

أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني:

يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في الثامن عشر من ذي القعدة 1429هـ بمدينة الرياض المؤتمر الدولي الثالث للموارد المائية وتسليم جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه للفائزين بها في دورتها الثالثة.

وقال سمو الأمير سلطان في كلمة لسموه عن هذه الجائزة تصدرت كتيباً عن الجائزة: (إن هذه الجائزة بكل دلالاتها الخيرة تعكس الصورة المشرفة للمملكة العربية السعودية وجهودها المتواصلة ومساهمتها البناءة في الحضارة الإنسانية).

وأكد سموه بأن تكريم المبدعين بهذه الجائزة فيه إقرار بجهودهم وإنجازاتهم المتميزة التي سيقدمونها في سبيل المحافظة على هذه الثروة سواء كان في مجال ترشيد واستعمال المياه، أو في مجال حمايتها من التلوث وتحسين جودتها وغيرها من المجالات الأخرى.. مؤكداً سموه بأن هذا التكريم هو حافز لشحذ الهمم للعطاء بأقصى الطاقات وتطوير وسائل البحث بكل الإمكانات.

وقال أمين عام الجائزة د. عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ في حديث ل(الجزيرة): إن هذه الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر وافتتاح أعماله وتسليم الفائزين من العلماء والباحثين جوائزهم ينم عن حرص سموه - حفظه الله - بهذا الجانب المهم ليس للمملكة العربية السعودية ولكن للإنسانية جمعاء باعتبار أن المياه هي عصب الحياة للشعوب.

وأوضح الدكتور آل الشيخ بأن سموه يدعم هذه الجائزة ويدعم هذا المركز وأبحاثه ونشاطاته المختلفة وأكد بأن الجائزة وهي تكرم هؤلاء العلماء جاءت تلبية لحاجة ماسة للماء اقتضتها الظروف المناخية الجافة، حيث تعتبر الجائزة رسالة المملكة إلى العالم وتشجيع الباحثين والمهتمين للإبداع في مجال الترشيد والإنتاج.

نص الحوار..

** ما هي أهداف الجائزة؟

- تهدف الجائزة إلى تقدير جهود وبحوث العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه في شتى أنحاء العالم على إنجازاتهم المتميزة التي تسهم في إيجاد الحلول العلمية الكفيلة بإذن الله للوصول إلى توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها خاصة في المناطق الجافة.

** ما نوع الجائزة وقيمتها؟

- الجائزة تقديرية عالمية تمنح كل عامين، وتحكم من قبل علماء متميزين دولياً، وتشمل خمسة فروع تضم جائزة الإبداع وقيمتها 1.000.000 ريال سعودي (حوالي 266.000 دولار أمريكي) وجائزة الفروع التخصصية المكونة من أربعة فروع قيمة الجائزة لكل منها 500.000 ريال سعودي (حوالي 133.000 دولار أمريكي). ويقدم مع كل جائزة ميدالية ذهبية ودرع وشهادة تحمل اسم الفائز.

** ما هي فروع الجائزة؟

1- جائزة الإبداع

2- جائزة الفروع التخصصية:

الفرع الأول: المياه السطحية

الفرع الثاني: المياه الجوفية

الفرع الثالث: الموارد المائية البديلة (غير التقليدية)

الفرع الرابع: إدارة الموارد المائية وحمايتها

تغطي جائزة الإبداع كافة التخصصات المتعلقة بالمياه وهناك شروط خاصة تتعلق بالترشيح لها. بينما يتغير الموضوع المدرج ضمن كل فرع من الفروع التخصصية الأربعة للجائزة في كل دورة جديدة.

** متى سوف تعلن الجائزة.. ومن هم المشاركون في المؤتمر؟

- سوف يرعى ولي العهد - حفظه الله - المؤتمر الدولي الثالث للموارد المائية ويسلم الفائزين جائزة سموه 16-11-200 في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض.

والجائزة أصبحت اليوم عالمية وأصبح العلماء في هذا المجال يتسابقون للفوز بهذه الجائزة.. وسوف يحضر هذا المؤتمر ولأول مرة وزراء المياه والبيئة في أمريكا اللاتينية، ووزراء المياه العرب، المنتدى العربي للمياه، الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى، وولي عهد هولندا برنس أورنج، وهناك 21 وزيراً من دول مختلفة من أنحاء العالم.

هذا المؤتمر حدث كبير على مستوى العالم ولم يحصل في المملكة مثل هذا المؤتمر؛ لأن المؤتمر مهم ويناقش موضوعات مهمة وهي مشكلة المياه في العالم وهؤلاء المسؤولون سوف يناقشون على مدى ثلاثة أيام قضايا مهمة تتعلق بالمياه والبيئة وسيتم تسليم الفائزين بالجائزة هذا العام، وهناك حلقات نقاش وموضوعات كثيرة متعددة.

** ما هو تعليقكم على رعاية الأمير سلطان لهذه الجائز وهذا المؤتمر؟

- على الرغم من مسؤوليات سموه إلا أن سموه مهتم بالمياه وينم عن حرص سموه بهذا الجانب المهم ليس للمملكة العربية السعودية ولكن للإنسانية جمعاء، فالمياه عصب الحياة للأمم ويدل على حسن النية وخير دليل هو دعمه المستمر للجائزة ونشاطات المركز وأبحاثه المختلفة، كما أن هذه الرعاية تدل على حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على الحفاظ على المياه والبيئة وتدريس هذه الموضوعات مع العالم أمر مهم لإسعاد البشرية.

** ما هو الهدف من إنشاء مركز الأبحاث؟

- المركز أسس منذ 18 عاماً وهدفه تقليل من المشاكل والمصاعب التي تختص بالصحاري بصفة عامة والتعرف على المشاكل البيئية من خلال دراسات وأبحاث يقوم بها العلماء.

** وما هو العمل الذي قام به المركز حتى الآن؟

- تم إنشاء محطة كبيرة في المزاحمية وأجرينا تجارب على 250 نبتة لمدى ملاءمتها مع ظروف المملكة والبيئة الجافة وركزنا على منطقة الرياض باعتبار أنها منطقة صحراوية وبعد مضي عشر سنوات تبين بأن معظم النباتات متشابهة مع بيئة المملكة ولا اختلاف عليها من حيث النمو وتوفير المياه.. كما أجرينا بحوثاً كثيرة عن استخدامات المياه المالحة التي تستخدم للأشجار وعلى نباتات الزينة والتي تتطلب مياه كثيرة.. وتم اختيار نباتات قليلة المياه.

** هل تربطكم علاقات مع مراكز بحثية في العالم؟

- بالطبع لدينا علاقات مع مراكز عالمية دولية لتبادل المعلومات وقد قمنا بتغير مسمى مركز دراسات الصحراء إلى مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء لكي يكون شاملا باعتبار أن البيئة مهمة والمياه مهمة والصحراء مهمة..

** هل تم حل بعض مشاكل المياه والبيئة من خلال الدراسات التي قمتم بها؟

- نحن لا ندعي المثالية ولكننا عملنا ما في وسعنا وأنجزنا كثيراً من الدراسات وحللنا بعض المشاكل التي كانت موجودة من خلال دراسات عميقة وقطعنا أشواطا لا بأس بها من خلال تمويل بعض البحوث والدراسات التي وجه بها سمو ولي العهد.. ونحن في المركز أعطينا أولوية في مجال المياه وخصصنا مثل هذه الجائزة للباحثين العلماء لتشجيع العلماء على البحوث.. وكان عدد فروع الجائزة خمسة فروع المياه الجوفية والسطحية.. التحلية غير التقليدية.. إدارة المياه.. حماية المياه الجوفية من الملوثات الزراعية.

وفي الدورة الأولى والثانية الفرع الخامس لم يأت فيه شيء يرقى إلى المستوى المطلوب.. ولذلك تقدمت الأمانة العامة للجائزة برئاسة سمو الأمير خالد بن سلطان إلى دمج الفرع الخامس مع الإدارة وإحداث جائزة خامسة أو مستقلة وسميناها جائزة الإبداع في مجال المياه بصفة عامة الفروع الأربعة كل فرع جائزته 500 ألف ريال بينما جائزة الإبداع مليون ريال.. وهي تمنح لمعاهد وتمنح لدور بحوث وأفراد ولا ضوابط دقيقة وليس هناك أي محاباة لأي شخص البحوث كثيرة والعلماء كثيرون.. ولكن جائزة الإبداع لابد أن تكون قابلة للتطبيق.

** ما هي مشروعاتكم التي تحت الدراسة؟

لدينا مشروع جبار ولا ينقص أهمية عن الجائزة وهو مشروع الملك فهد لحصر وخزن مياه الأمطار والسيول، هذا مشروع كبير هذا المشروع تمت دراسته مع دول أجنبية وأخذنا بما يناسب أجواء المملكة الاستراتيجية؛ الأولى خزن المياه في غدران صناعية والهدف من ذلك السقاية وليس تغذية الموارد المائية وبحيث تستفيد منه البادية وأصحاب المواشي، وتم تطبيق التجربة وهناك فاعل خير كلفنا بعمل 5 مواقع أخرى في بعض مواقع القبائل وأماكن الرعي وهذه المواقع تستمر في تغذية البادية بعد هطول الأمطار لمدة 8 أشهر وهذه تخفف عن الآبار الجوفية التي أصبحت تعاني من الاستنزاف في المياه.

التجربة الثانية وهي المياه التي تتجمع خلف السدود من خلال مواصفات يتم تطبيقها لأول مرة من خلال دراسات قام بها المركز بالتعاون مع مركز العلوم بالجامعة وقد تم تنفيذ هذه التجربة على 6 سدود وذلك بتوجيهات من الأمير سلمان في كل من سد وادي العلب وحريملاء والحريق من خلال حفر آبار تخزن هذه المياه وتم ذلك في العمارية وأجزاء من الدرعية وحريملاء وضرماء بعد تنفيذ هذه التجربة لم تتغير نوعية المياه.

** كيف يمكن أن نطمئن المواطن عن حجم المياه في بعض الأماكن؟

- الحقيقة أن الاستيطان يوماً من الأيام في المملكة غالباً بجوار الأودية والشعاب والتربة الجيدة القابلة للزراعة، وبدأ الناس في الزراعة للاكتفاء واستمرت هذه الحضارات سنوات وكمية المطار التي تنزل من ستة آلاف سنة حتى الآن حسب كلام الجولوجيين لم تتغير لأن هناك سنين تقل فيها الأمطار وسنوات يكثر فيها الأمطار.. التغير صار في أنماط استخدام المياه من خلال نزف المياه بواسطة المعدات وزيادة السكان وبالتالي معظم المياه التي كانت تنزل بطرقة طبيعية لا تواكب كمية الاستهلاك الحاصل في المملكة.. ولا حل لهذه المشكلة إلا بالإكثار من السدود حول مناطق الاستيطان القديمة.

** ولكن هناك خوف شديد من نقص المياه في المملكة.

- إن شاء الله أننا لا نصل إلى مرحلة الخوف والهلع، ولكن إذا أدرك المواطن أهمية المياه والحفاظ عليها والترشيد باستخدام الماء بالإضافة غلى استغلال كميات الأمطار التي تنزل كما أن هناك حلولا باستخدام الطاقة الذرية لجلب المياه من البحار.. ولكنها غير خالية من الخطورة ولكن مستوى الإشعاع في تخصيب المياه المحلاة ليس بالخطورة؛ لأن هناك معايير وإجراءات احترازية.. أنا لست متشائما إذا صار فيه ترشيد كما ندعو صناع القرار عن المياه إلى عدم الانتشار الأفقي في الزراعة والبقاء والتشجيع أو التوجه لزراعة الوديان والواحات؛ لأن عندها صبغة الاستمرارية بدلاً من الزراعة في الصحاري، بالإضافة إلى سدود جديدة تحفظ هذه المياه التي تنزل بعد الأمطار.

وأدعو إلى الاستفادة من تجربة مركز الأمير سلطان وتطبيقها على 235 سدا كبيرا في المملكة من خلال تجربة مشروع الملك فهد على الأقل بأن تبقى المدينة غير مهددة لا سمح الله في حالة تعطل مصادر مياه البحار خاصة أن مصادر المياه في بعض المدن من مصدر واحد!!؟

** ما صحة ما يقال بأن هناك إشعاعات في المياه الجوفية؟

- هذا تكوين جيولوجي حيث أن هناك بعض الصخور ناقلة لمثل هذا الأمر ليس فيها حيلة وصعبة، مجالنا المحافظة على المياه والترشيد ومجال مثل هذه الأمور من اختصاص وزارة المياه فهي التي تدرس مثل هذه الأمور.

** ولكن ما مدى التنسيق بين وزارة المياه والكهرباء؟

- نحن لدينا تنسيق ودراسات على أعلى المستويات ومعالي الوزير عضو في الجائزة والوزارة تدعمنا في مشروع الملك فهد واستخراج الفسوحات وتطبيق الخزن خلف السدود ومجالات أخرى.

** هل هناك مسح قام به المركز على مستوى المملكة للتعرف على كميات المياه في المملكة؟

- دور المركز يقتصر حالياً على بعض المشروعات في بعض الأماكن ولكن لدينا مشروع لإنشاء قاعدة معلوماتية بالتعاون مع عدة جهات منها؛ مسوحات مصادر المياه وتوفرها ووزارتا المياه والزراعة لديهما هذه المعلومات عن كمية المياه في المملكة وأبعادها وسماكتها وإنتاجيتها ومكانها.. وعملنا يقتصر على تطوير المصادر عن طريق الخزن وشحذ عقول العالم لعمل مسوحات في الأماكن القابلة للاستخدام بتكلفة أقل.

** هل حلب السحب بواسطة الطائرات مجدٍ؟

- بعض الدول طبقت تلك التجربة واعتبرت ناجحة واستمطار السحب في المملكة يختلف من منطقة إلى منطقة حسب كثافة السحب.. هناك سحب يمكن للطائرات بث العنصر فوق السحاب فينتج منها هطول مطر.. ويمكن أن يكون فعالا في الجنوب الغربي من المملكة؛ نظراً لكثافة السحب فيها ولكن السحب في المناطق الصحراوية فعاليتها قليلة..

** هل هناك دراسة للتقليل من مخاطر السيول في المملكة؟

- ليس من اهتمامنا المباشر عمل مثل ذلك ولكن بالطبع هناك دراسات لدى الأرصاد الجوية وحماية البيئة لديها فريق عمل للإنذارات عن مواقع الأودية والسدود التي تشكل خطرا أثناء هطول الأمطار.

** وماذا عن دور المركز في مجال التصحر والحفاظ على الغطاء النباتي؟

- دورنا يقتصر على إجراء البحوث وتقديم الدراسات للجهات ذات العلاقة والتصحر في المملكة يزحف زحفاً بسبب الرعي الجائر وزحف الرمال سببه عدم وجود غطاء نباتي وعدم هطول الأمطار.

** هل تم إجراء دراسات حول الاستفادة من مياه الصرف الصحي؟

- هناك توجيه من سمو أمير منطقة الرياض للاستفادة من هذه المياه ومعالجتها وتحويلها لبعض الأماكن وفق ضوابط وإجراءات إرشادية دقيقة حتى لا يكون منها أي مخاطر على الزراعة بحيث تكون السميات في هذه المياه بعد معالجتها معدومة ومصلحة المياه نشيطة في هذا المجال.

** هل مياه الصرف الصحي خطر على المياه الجوفية؟

- لا أعتقد بأن مياه الصرف فيها خطورة على المياه الجوفية؛ لأن مياه الصرف الصحي سطحية وتهديها للمياه الجوفية العميقة مفقود تماماً؛ لأن المياه العميقة تبدأ من 800م وهناك طبقة تحجب المياه السطحية عن العميقة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد