** أجزم بأنه لا شيء ملحاً هذه الأيام مثل أزمة السكن ومعاناة عشرات الآلاف من الشباب الذين يتلظون على أوار ارتفاع الإيجارات وعدم القدرة على امتلاك سكن, فمنهم من قضى نحبه وتزوج ولكنه تورط بإيجار السكن الذي يلتهم حوالي ثلث دخله، ومنهم من ينتظر لأنه عاجز عن تأمين أرض فضلاً عن بنائها وبخاصة في المدن الكبرى كالرياض والدمام وجدة ومكة المكرمة.. هذه المدن التي بلغت فيها الأسعار أرقاماً فلكية ليس بمقدور شاب جامعي فضلاً عن غيره أن يؤمّن قيمة الأرض ولو ظل لسنوات طويلة يوفر دخله.

* * *

** من هنا كم أسعدني ذلك الخبر (البلسم) الذي زفته أمانة منطقة الرياض بتوجيه سمو أميرها وسمو نائبه ومتابعة سمو أمينها، هذا الخبر الذي جاء كبيراً بحجم الآمال في تحقيقه؛ حيث أعلنت الأمانة بل زفت خبراً جميلاً عن (تبنيها) تسعة مشروعات سكنية ضخمة ستوفر (105) آلاف وحدة سكنية بتكلفة (131) مليار ريال، سوف يطورها القطاع الخاص، وقد باشر المطورون فعلاً اعتماد وتنفيذ هذه المشاريع التي سوف تشتمل على فلل وشقق وكافة الخدمات المطلوبة للسكن.

إنه خبر سار جداً، بل لعله أجمل خبر زفته الأمانة؛ حيث فتحت فيه بوابات الآمال أمام الشباب سواء المتزوجون أو غيرهم، ناهيك عن آلاف المواطنين؛ حيث سيوفر هذا المشروع الكبير آلاف الوحدات السكنية.

* * *

** إنه من توفيق الله لعاصمتنا الحبيبة أن رزقها الله بحاكم إنسان يتلمس معاناة سكان هذه المدينة واحتياجاتهم، ورزقها الله بأهم جهاز تنفيذي ألا وهو أمانتها التي أستطيع أن أسميها (الأمانة الأنموذج) في خدماتها ومشروعاتها وتيسيرها على المواطن.

ولعل آخر ما أعلنته في مجال التيسير على لسان وكيلها المساعد لشؤون التعمير والمشاريع د. م. إبراهيم البطحي في لقاء معه بصحيفة (الرياض)، حيث أوضح أنه مع بداية شهر شوال القادم سوف يتم إنهاء رخصة البناء في يوم واحد، وسوف يشمل بعد ذلك كافة رخص العمائر وغيرها.

ولا أنسى مبادرتها في (مؤشر الأسعار) الذي كان خطوة موفقة جداً في وضع قوائم الأسعار أمام المواطن ليبتاع ما يريد بأنسب الأسعار.

تحية لأمانة منطقة الرياض بشخص سمو أمينها د. عبدالعزيز بن عياف الذي استطاع بإدارته وأمانته - فضلاً عما شهد به الناس له من جميل التعامل وحسن الخلق - استطاع أن يترجم طموحات وتوجيهات سمو (سلمان الرياض) لتظل (الرياض) دائماً السابقة والسباقة في خدماتها ومشاريعها البلدية التي نراها: سعة بالطرق ونظافة بالأحياء وسهولة بالإجراءات.. إلخ.

بقي رجاء أخير وهو ألا تتم المبالغة في مواصفات هذه المشروعات السكنية ليتم عرضها بأسعار معقولة؛ ليكون بمقدور الشباب والمحتاجين الاستفادة منها وامتلاكها بمبالغ معقولة تتناسب ودخولهم الشهرية؛ لينعموا وتنعم أسرهم وفلذات أكبادهم بسكن يظللهم ويمنح الاستقرار لهم.

مكة المكرمة بلا جريمة

** ليس غريباً أن نرى مبادرات سمو الأمير خالد الفيصل أمير خير البقاع؛ فقد عرفنا العشرات من مبادراته في (عسير) التي كانت حلماً ورواية ورأيناها واقعاً ورؤية.

وها نحن رغم أنه لم يمضِ عليه سوى عام واحد وعدة أشهر أميراً لمكة المكرمة، ها نحن نرى بدايات هتان (مبادراته) التي تأخذ بُعدها وأهميتها وعالميتها؛ لأنها لا تعني أو تخص خمسة أو ستة ملايين مجموع سكان مكة المكرمة، لكنها تعني وتسعد وتهم ملياراً ونصف مليار مسلم تحرص قيادة هذا الوطن على خدمتهم، ويأتي سمو الأمير خالد أحد المسؤولين التنفيذيين ليقوم بتحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.

أتوقف عند آخر وأجمل المبادرات التي أطلقها سمو الأمير ألا وهي مبادرة وهدف (مكة المكرمة بلا جريمة)!

مبادرة أخاذة، ستكون حقيقة ماثلة بحول الله، ولِمَ لا؟ أليست مكة هي (البلد الأمين)، أليست هي التي دعا لها أبو الأنبياء: {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا}، {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا}، وأليست هي التي قال الله سبحانه عن بيتها:

إذن لماذا لا يكون هذا الحلم علماً، كما قال أخي الكاتب أ. محمد الحساني؟

(مكة المكرمة بلا جريمة) أمل سيتحقق ذلك إن شاء الله؛ فوراء ذلك مسؤول بحجم خالد الفيصل.. لتظل وتبقى مكة المكرمة الطاهرة الآمنة.. ولتنفي عنها أي امرئ يتقاطع مع أمنها وطهرها وطمأنينتها.

رب اجعل هذا البلد آمناً.