Al Jazirah NewsPaper Monday  20/10/2008 G Issue 13171
الأثنين 21 شوال 1429   العدد  13171
التغيير وتدوير الوظائف الكبيرة أساس التطوير الإداري
عبدالله الصالح الرشيد

يدور الحديث بين حين وآخر على منابرنا الإعلامية وفي مقدمتها صحفنا المحلية وفي أوساطنا الاجتماعية والثقافية وذلك عن ضرورة وأهمية التغيير والتجديد وتبادل المراكز وتدوير الوظائف الكبيرة في الإدارات الحكومية المهمة وخاصة في إدارات التعليم بنين وبنات بالمناطق والمحافظات؛ وذلك لإتاحة الفرص للطاقات الشابة المتخصصة لتأخذ حصتها وتطبق اختصاصاتها وأفكارها النيرة من أجل تطوير مسارات التعليم ليخدم متطلبات العصر. ومناسبة الحديث وأسبابه ولمزيد الإيضاح أنه لوحظ في السنوات الأخيرة وبطريقة لافتة أن عدداً من مديري التعليم يظلون في مناصبهم إلى أن يحالوا إلى التقاعد بدون تغيير.. والذي يلحظ هذه الظاهرة عن بعد أو بنظرة سريعة يعتقد في قرارة نفسه أن بلادنا بما فيها من جامعات متعددة ومعاهد متخصصة وطاقات حية متجددة مؤهلة قد عقمت عن إنجاب قيادات تعليمية جديدة تحمل أفكاراً تعايش كل جديد وفق سنة الحياة المتطورة.. نعم هناك المئات بل الألوف من الطاقات المشتعلة حيوية ونشاطاً وتأهيلاً تتوق وتتطلع مثل من سبقها إلى تطبيق تخصصاتها وتحلم باستثمار طموحاتها بما يخدم وطنها ليساير ركب التقدم والرقي في عصر لا مكان فيه ولا مكانة للواقف والجامد والمتردد.. ولعل ما ذكرناه سلفا يقودنا إلى التعمق في واقعنا المعاش في جميع الحالات المماثلة وأقصد بذلك ما تعانيه إدارات ومرافق أخرى في مؤسساتنا الحكومية من حيث ندرة التغيير في إداراتها حيث يظل المدير يهيمن عليها طيلة حياته الوظيفية وتظل الكفاءات النادرة المؤهلة والدماء الجديدة تتأكسد في ظل الجمود والرتابة والإهمال والتهميش، فهناك على سبيل المثال أعضاء مجالس المناطق وبعض أعضاء مجلس الشورى منذ اختيارهم قبل عشرة أعوام لا زالوا قابعين في كراسيهم الوثيرة دون تغيير أو إتاحة الفرصة لأمثالهم ممن لديهم الرغبة الصادقة بإثراء المجالس بما لديهم من أفكار جديدة واقتراحات بناءة.. ويجب ألا يغيب عن أنظارنا حالة قريبة من مديري التعليم وأقصد بها وظائف المحافظات والمحافظين في عشرات المحافظات في طول البلاد وعرضها حيث يظل المحافظ في بعضها ولا أقول كلها على رأس هذه الوظيفة أو الواجهة الإدارية الحيوية طيلة حياته دون تغيير رغم وجود الكفاءات الشابة النشطة المخلصة من حوله تتطلع إلى الترقية أو الاختيار المدروس المستحق لهذه الوظيفة الإدارية المشرفة.

ونعود أخيراً إلى ذكر بعض السلبيات ومظاهر الجمود التي تتمخض عن استمرار بعض مديري التعليم في مناصبهم إلى آخر يوم في العمل الوظيفي يأتي في مقدمتها كما هو ملحوظ غياب الكثير من المناشط الثقافية والرياضية والاجتماعية في المدارس وتهميش ارتباطات المدارس بأولياء أمور الطلبة، كما أن الكثير من مديري المدارس وأقسام إدارات التعليم في المناطق والمحافظات نالهم نصيب من الحظوة في البقاء والاستحواذ على مراكزهم دون تغيير أو تبديل أسوة برؤسائهم الكبار.. لذا لا نستغرب إذا غاب التطوير والتجديد وساد الروتين واللامبالاة.. ومن هنا نتساءل ونقول: أين لجان الإصلاح الإداري عن تقويم مسار هذه الحالات وأهمية تحديد الزمن المناسب للوظائف الكبيرة ومتى نرى وزارة التربية والتعليم بهمة وزيرها الشهم الهمام وهي تضخ في مسارات التعليم ومرافقه الدماء الجديدة المؤهلة لتأخذ مكانها الصحيح وتعطي الفرصة للعطاء والإبداع في إدارات التعليم (بنين وبنات) وأن ندع جانباً تلك المقولات المتشائمة المثبطة كقولنا - ليس في الإمكان أحسن مما كان - أو تردد بأنانية مكشوفة مقولة - السكون أحلى ما يكون -.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد