Al Jazirah NewsPaper Monday  20/10/2008 G Issue 13171
الأثنين 21 شوال 1429   العدد  13171

تحية لرواد العلم وأساتذة الجيل
عبدالله بن حمد الحقيل

 

للمعلم رسالة جليلة ودور تربوي رائد وذكر خالد، قلت هذا الكلام في مناسبة تعليمية وقد رد أحدهم قائلاً: لقد أغفل الناس والتاريخ ذكر رواد كبار من رجال التعليم وأهملهم. قلت: إن شعبنا شعب أصيل وما زال المعلم يحظى بالتقدير والاحترام والتكريم وما زال يردد قول شوقي:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

وهذا الشعر مقتبس من الحديث الكريم (العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورّثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)، كما قال عليه الصلاة والسلام، فما زلنا نكن الود والتقدير والاحترام لأساتذتنا وكنا نرهبهم ونحبهم وكانوا على جانب من الصبر والاهتمام برسالة العلم.. والعمل المتواصل المخلص، وكم من تلميذ ما زال يدين لمعلمه بأكبر الفضل في تربيته وتعليمه.. والذين مارسوا التدريس يعرفون الجهد الجهيد الذي يبذله المعلمون في سبيل تعليم وتثقيف طلابهم وكما قيل:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده

ولا الصبابة إلا من يعانيها

وكم من أساتذة أفاضل أعطوا الكثير عطاءً ثراً في سبيل إنماء النهضة التعليمية في بلادنا.. لقد قدّم الكثير من المعلمين خدمات جلّى من خلال أشرف مهنة وهي التربية والتعليم وسيظل التاريخ يذكر أدوارهم ورسالتهم وجهدهم بأحرف من نور مشرقة مضيئة، وينبغي أن تكتب سيرة المعلمين المبرّزين ممن أفنوا حياتهم في خدمة مهنة التعليم والوطن. وسنرى نماذج مشرقة ورواداً أفاضل امتازوا بالإخلاص والزهد والإيثار والعمل الجاد، فجزاهم الله خيراً عمّا قدّموا.

فتحية لرواد العلم وأساتذة الجيل الذين يدين لهم تلاميذهم بكثير من التقدير والفضل وخصوصاً أصحاب البدايات والرعيل الأول الذين وضعوا أسساً ومدرسة استنار بها الجيل الحاضر. إن قصة التعليم في بلادنا قصة مثيرة جديرة بالتأمل والدراسة والاستيعاب وإن تاريخ التعليم في بلادنا تاريخ حافل وتجربة ثرية ضخمة ذات مواقف متعدّدة وهو جدير بالكتابة والتدوين والتسجيل، وقد جرى تدوين الكثير من خلال موسوعة تاريخ التعليم في المملكة في مائة عام، وقد تناولت هذا الجانب باستقراء دقيق وشمولية جامعية وتوثيق للأحداث والوقائع التربوية والتاريخية والمعاصرة ذات الأثر المهم في مسيرة التعليم الخيّرة المباركة وهذه الموسوعة سجل تاريخي لرحلة التعليم وشخصياته ومناهجه وتطوره.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد