اطلعت على ما ورد في التحقيق الذي نشرته جريدة الجزيرة بتاريخ 11 شوال حول محطة الصرف الصحي في محافظة المجمعة ومناشدة المواطنين للجهات المسؤولة بالاستفادة القصوى من المياه المعالجة التي يتم إسالتها في مستنقعات راكدة بجوار المحطة ولفت انتباهي ما أشار إليه المهندس المتخصص في هندسة البيئة ومعالجة المياه الملوثة من خطورة إلقاء الحمأة غير المعالجة على وجه الأرض بالنظر لما تحتويه من الكائنات الممرضة من بكتيريا وفيروسات وبيوض الديدان. ما يجعل انتشار الأمراض مثل السالمونيلا والدودة الشريطية أمرا واقعا.. إلخ وأود التعليق بهذه المداخلة:
1- عسى أن تجد مناشدة المواطنين في المجمعة ما تستحقه من اهتمام المسؤولين بالمياه المعالجة والتي لا تذهب هدرا فحسب بل أصبحت مستنقعاتها بؤرا لتوالد الحشرات والبعوض والأضرار بنظافة وسلامة البيئة. وإذا لم يكن لدى المسؤولين من حل جاهز للاستفادة منها في الأغراض الزراعية أو الصناعية فلا أقل من حقنها في آبار خاصة تساعد في تغذية الآبار الزراعية بالمياه الأكثر نظافة من المياه المعالجة والأكثر قبولا لدى المزارعين.
2- لا تزال الحمأة المترسبة في الأحواض تلقى على وجه الأرض دون معالجة كما أن المياه الملوثة الخارجة من الأحواض هي الأخرى يتم إسالتها في وادي الرمة ومن معالجة وهي تواصل جريانها وانتشارها في جنبات هذا الوادي لعدة كيلومترات ولأنها مياه ملوثة ومسببة للأمراض لذا فإنها غير مرحب بها من أصحاب الممتلكات التي وصلت إليها واضطر البعض منهم إلى تركها بسبب البعوض والروائح الكريهة والأضرار الصحية التي يحذر منها المختصون في صحة البيئة وغير مرحب بها من أصحاب المزارع في البدائع والخبراء الواقعة بالقرب من مسار هذا المجرى بل إن هذه المياه غير مرحب بها في عموم القصيم لأنها عكرت مزاج الناس الذين كانوا يستبشرون بجريان هذا الوادي ويخرجون بالآلاف للاصطفاف على جوانبه للفرجة والخوض في مياهه كما كانوا في السنوات التي تبعت تحويل مياه الصرف إليه.
وقد قام المسؤولون في مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة مشكورين بإنشاء محطة المعالجة المطلوبة لحل هذه المشكلة وهم مطالبون بحث المقاول على سرعة إنجاز العمل في هذه المحطة والذي يسير بخطوات وئيدة قد يجعل إنجازها يتأخر لعدة سنوات كما أنهم مطالبون بتوفير احتياجات التشغيل غير المتوفرة حتى يمكن تشغيل هذه المحطة والاستفادة منها فور الانتهاء من إنشائها.
3- هناك بعض الملاحظات الموصولة بقطاع المياه والصرف الصحي ومنها عدم الاهتمام بوضع أجهزة ترشيد المياه في المرافق والإدارات العامة خاصة المساجد والمدارس. ومنها كثرة تسريب المياه إلى الشوارع من غسيل أحواش المساجد والمنازل ما يستدعي تشديد المراقبة لمنع هدر المياه غير المبرر. من الملاحظات المألوفة وجود أعمال حفريات تابعة للإدارة العامة تعود المقاول على تركها مجمدة في بعض الشوارع التي فيها صخور ومن ذلك الحفرية الموجودة بجوار مجمع الهدى السكني والتي تم بسببها إغلاق معظم الشارع منذ أشهر مع أنه شارع رئيس وكثير الحركة وكان الواجب في مثل هذه الحال ردم الحفرية لحين الانتهاء من الإجراءات المطولة اللازمة لمواصلة العمل.
أتمنى أن تجد هذه الملاحظات ما تستحقه من اهتمام المسؤولين والتي لا تدل على وجود تقصير من جانبهم ولكنها تدل على الاهتمام المتبادل بين المواطنين والمسؤولين لمصلحة العمل.
محمد الحزاب الغفيلي - الرس