يحظى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكانة عالية في الشريعة الإسلامية، والدليل على ذلك ما ورد فيه من نصوص شرعية في الكتاب والسنة المطهرة، وهي نصوص تحتاج من يفرد لها المصنفات بشكل لا يتسع المقام له هنا. وإنني هنا أردت أن أسلط الضوء على ما قيل في هذه الشعيرة العظيمة على لسان بعض أهل السلف لأنني أعده جانبا لم يتم التطرق إليه سابقاً، كما أنه يظهر جوانب يجهلها البعض علها تكون بمثابة المصابيح تضيء لنا الدرب وعلامات نهتدي بهديها، وقبل ذلك الاهتمام بالمعين الذي لا ينضب، والمعين الزلال هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم.

قال الحسن البصري رحمه الله: (مروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر وإلا كنتم أنتم الموعظات) أي يوعظ بكم غيركم لما يحل بكم من سخط الله.

قال سفيان الثوري رحمه الله: (إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق) ويقول أيضاً: (لا يأمر بالمعروف ولا ينهي عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث: رفيق بما يأمر، رفيق بما ينهي، عدل بما يأمر، عدل بما ينهي، عالم بما يأمر، عالم بما ينهي).

قال حذيفة رضي الله عنه: (الإسلام ثمانية أسهم، الصلاة سهم، والزكاة سهم، والجهاد سهم، وصوم رمضان سهم، والحج سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والإسلام سهم - المراد كلمة الشهادة - وقد خاب من لا سهم له).

قالت أم الدرداء: (من وعظ أخاه سراً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في رسالته (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن بعض السلف قوله: (ليكن أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر غير منكر).هذه قبسات يسيرة تؤكد مدى أهمية هذه الشعيرة وتؤكد عليها.