Al Jazirah NewsPaper Friday  24/10/2008 G Issue 13175
الجمعة 25 شوال 1429   العدد  13175
الرؤى والمنامات
(من تأويلات محمد بن سيرين)
عايض بن محمد العصيمي

قال الذهبي رحمه الله تعالى عن الإمام محمد بن سيرين: (الإمام الرباني صاحب التعبير.. وقد جاء عن ابن سيرين في التعبير عجائب يطول الكتاب بذكرها وكان له في ذلك تأييد إلهي). (سير أعلام النبلاء 4-618). جاء رجل يسأل الحسن البصري عن رؤيا، قال: اخطأت قريباً، ذاك ابن سيرين كأنه من آل يعقوب. (تهذيب تاريخ ابن عساكر 22-224).

وعلنا أن نذكر شيئاً سريعاً من المنامات التي عبرها ونقلت عنه في بطون الكتب والتراجم علما أنه سبق أن ذكرنا جملة من المنامات في كثير من الوقفات في مقالاتنا فلن نكرر ما ذكر للفائدة إن شاء الله.

اشترى رجل أرضاً فرأى أن ابن أخيه يمشي فيها فلا يطأ إلا على رأس حية. فقال ابن سيرين: إن صدقت رؤياه لم يغرس فيها شيء إلا حيي. وقال له رجل: رأيت شعراً نبت في صدري وأنا أعقده؟ قال: عقدت أمانة فأديتها. وقال رجل: رأيت كأن لي ثدياً عظيماً قد بلغ الغاية؟ قال: أنت تزني بمحرم. وقال رجل: رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت. وأمرت رجلاً فقص ذلك الشعر. فقال: أنت رجل عليك دين يؤديه عنك رجل من أقاربك. وقال له رجل: رأيت كأني مجذوم؟ فقال: أنت رجل يشار إليك بأمر قبيح وأنت منه بريء. وسئل عن امرأة رأت كأنها تمص تمرة وتعطيها جاراً لها فيمصها. فقال: هذه المرأة تشاركه في معروف صغير فإذا هي تغسل ثيابه. وسئل عن رجل كأن عليه رداءً جديداً من برد قد تخرقت حواشيه. فقال: هذا رجل قد تعلم شيئاً من القرآن ثم نسيه. وقال له رجل: رأيت امرأة مذبوحة وسط بيتها تضطرب على فراشها؟ فقال ابن سيرين: ينبغي أن تكون هذه المرأة نكحت على فراشها في هذه الليلة. وكان الرجل أخوها وكان زوج أخته غائباً فقام الرجل من عند ابن سيرين وهو مغضب على أخته مضمر لها الشر فأتى بيته فإذا بجارية أخته وقد أتته بهدية وقالت: إن سيدي قدم البارحة من السفر ففرح الرجل وزال عنه الغضب. وقال رجل: رأيت كأن طائراً جاء من السماء فوقع بين يدي؟ فقال: بشارة لك ففرح بها. وقال له رجل: رأيت أطأ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمي؟ فقال له: بت البارحة وخفك في رجلك. قال: نعم. قال: انزعه. وقال له آخر: رأيت كأن خاتمي انكسر؟ فقال: إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك! فلم يلبث إلا ثلاثة أيام حتى طلقها. وقال له رجل: رأيت كأني أبتلع اللؤلؤ ثم أرمي به؟ فقال: أنت رجل كلما حفظت القرآن نسيته وضيعته فاتق الله! وقال له رجل: رأيت كأني أثقب لؤلؤة. فقال: ألك أم؟ قال: نعم كانت وسبيت. قال: فلك جارية اشتريتها من السبي؟ قال: نعم. فاتق الله فأمك هي. وقال له رجل: رأيت كأني أنكح أمي فلما فرغت منها نكحت أختي وكأن يميني قطعت. فكتب ابن سيرين جوابه في رقعة حياءً من أن يكلم الرجل بذلك فيه: هذا عاق قاطع للرحم بخيل بالمعروف مسيء إلى أخته ووالدته. وحكي أن رجلاً قال له: رأيت كأني على دابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه وتخلصت أنا والدابة. فقال ابن سيرين له: بئس الرجل أنت إنه يعرض لك أمر تخذل فيه امرأتك. فلم يلبث أن سافر مع امرأته فقطع عليه اللصوص الطريق فخلى امرأته في أيديهم وأفلست بنفسه. إلى غير ذلك من المنامات الكثيرة التي فسرها وعبرها فأتى بالعجائب والغرائب - رحمه الله - في بطون الكتب لمن ترجم له وليس له في ذلك كتاب مستقل معتمد إذ أنه لم يؤلف كتاباً قط وهذا يسوقنا أن نقف وقفة علمية ممحصة مع كتاب: تفسير الأحلام المزعوم لابن سيرين في الأسبوع القادم أترككم في حفظ الله ورعايته.

***

وقفة: من أقواله رحمه الله:

( إذا اتق الله العبد في اليقظة لا يضره ما رؤي في النوم). (حلية الأولياء: 2-273). وكان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا قال له: (اتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في المنام). (حلية الأولياء: 2-373).

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد