Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/10/2008 G Issue 13177
الأحد 27 شوال 1429   العدد  13177
صراع الحصول على المال
محمد العنقري

تمر أسواق المال العالمية وأسواق السلع برمتها بحالة من التقلبات الكبيرة جدا وقد تكون ردة فعل طبيعية لغموض مستقبل الاقتصاد العالمي. فأسواق أمريكا اصبحت تتذبذب بنسب كبيرة تصل إلى 10 بالمائة يوميا وأسواق أوروبا ليست أقل منها أما اليابان فلم يعد يفصلها عن قيعانها التاريخية عند 6000 نقطة سوى جلسة أو جلستين مع هبوطها من بداية التعاملات بنسب تخطت أحيانا 10 بالمائة أما الذهب فتقلباته أصبحت غير طبيعية وفي كل مرة نشاهد اسعاراً أقل, والبترول تجاوب سلبا مع قرار خفض أوبك لإنتاجها لأن المتعاملين يشكون حتى في أن يكون الخفض موازيا للطلب مستقبلا ولكن جوهر كل هذه التحركات المريبة هو الحصول على النقد في هذه المرحلة بمعزل عن الكفاءة السعرية أو مدى المبالغة بالتخوف من المستقبل فلم يعد هناك بنظر من تخلخل سقف النظام المالي العالمي على رؤوسهم قيمة لأي أصل سواء مالي أو حقيقي والعقار الذي كان لب الازمة لم يعد يتداول حتى بنصف قيمته.

وفي أسواقنا العدوى انتقلت وتزداد التقلبات بشكل حاد وتتجاوب مع تحرك الأسواق العالمية بشكل منقطع النظير بالرغم من متانة اقتصاديات دول الخليج وتطمينات الحكومات على سلامة النظام المصرفي والبدء بضخ السيولة لتهدئة الأوضاع وتبديد المخاوف إلا أن حركة المتعاملين بالأسواق تستند في جوهرها على تأمين المال أولاً واتخاذ القرار لاحقاً ولا يبدو سوق العقار في المنطقة بمنأى عن حال أسواق المال بالرغم من بطء الحركة به إلا أن الركود والجمود أصبح واقعاً ملموساً فالحال انتقل إلى مرحلة صراع من أجل تأمين النقد فعندما يسمع أي متعامل بالأسواق ما تنقله وسائل الإعلام يوميا من أخبار عن الأزمة العالمية وانها في منتصف الطريق لا بد ان يصاب بالذعر وكأن العالم لم يعد فيه استثمار آمن فالجميع يرى نفسه في وسط العاصفة ويحاول ان يصل إلى بر الأمان ولا يجد غير التسييل وسيلة ليصل إلى مبتغاه ففي اليوم الواحد تتقلب الاسعار بشكل كبير أفقد الناس قدرتها على التركيز وفي خلال دقائق ترى اسعارا متباينة بنسبة كبيرة على اختلاف أنواع الأسواق والجميع يرغب بان تطوى الأيام سريعا حتى يرى نورا بنهاية النفق.

ولكن هل سياتي يوم قريب تنجلي فيه هذه الغمة ويكتشف المسارعون للحصول على النقد ان ما يملكونه لا معنى له وانهم يخسرون اكثر ببقاء ثرواتهم نقدا.. وارن بافيت يقول انه يشتري الأسهم لأن المال كالأوراق المهملة الان وهو يشتري حصصا بشركات ولا ينظر إلى أسعار البورصة فما يهمه المستقبل وكما سيكون العائد السنوي والأيام كفيلة بتحسن الأسعار.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد