Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/10/2008 G Issue 13180
الاربعاء 01 ذو القعدة 1429   العدد  13180
دفق قلم
أين الخوف من الله؟
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

عشرات الرسائل والاتصالات تلقيتها بعد نشر مقالٍ سابق لي في هذه الزاوية بعنوان: من أين هذه الوحشية؟ تحدَّثت فيه عن نماذج من وحشية التعامل في نطاق المجتمع وإطار الأسرة، ونماذج من ظلم بعض الأزواج وقسوتهم لا يكاد يصدقها عقل.

عشرات الرسائل نقلت إليَّ من نماذج الظلم والقسوة ما أصابني بضيقٍ يكاد يعتصر قلبي أسفاً وحزناً على هؤلاء المسلمين الذين لم يستوعبوا معاني الإحسان والرحمة والعفو، والعطف والمودة التي يحث عليها ديننا الحنيف، نماذج تجعل استصراخ المجتمع أمراً واجباً، لعل المصلحين يقومون بأدوارٍ فاعلةٍ مبادرةٍ لمكافحة داء التسلُّط والظلم العائلي.

هذه إحدى الرسائل تقول صاحبتها: ومن صور القسوة والظلم يا دكتوري العزيز أيضاً حرماني من رؤية أبنائي بعد طلاقي، والأدهى من ذلك والأمرّ، ما يقوم به أبوهم من تحريض عليَّ، واتهامي بتهم ملفَّقة، منها الطعن في شرفي، حيث أوْهَم أبنائي بأن سبب تطليقه لي أنه وجد رجلاً معي في غرفتي، علماً بأنه طلَّقني وهو خارج البلاد وكانت مشكلاتنا بسبب علاقاته غير المشروعة.. لقد كبر أولادي وهاتفتهم فلم يقبلوني، يقولون لي: أنت خنت أبي، ويشهد الله عليَّ أنني لم أخنه قطّ، وكان هو الذي خانني، الآن أنا - ولله الحمد - متزوجة من رجل فاضل ذي علم ودين، ولكنَّ قلبي يتفطَّر على أولادي، كما أنني أشعر بالغيظ والحرقة من تشويهه لسمعتي، حسبي الله ونعم الوكيل.

ورسالة أخرى تقول: القصص كثيرة جداً يا دكتور، وظلم الزوجات والأولاد منتشر بصورة مخيفة، وأنا أعرف رجلاً حريصاً على الصلاة في المسجد ومع ذلك فقد عضل ابنتين له عن الزواج، ومنعهما منه بحجة أنه لا يريد تزويجهما من خارج قبيلته، وعقاباً لهما لأنهما رفضتا الزواج من رجلين تقدما لهما من القبيلة، ونحن نعلم أن رفض الفتاتين لهما كان بسبب ما هو معروف مشهور عنهما من عدم الالتزام وسوء الخلق، وحينما يُنْصح هذا الرجل في شأن بنتيه يقول: (ما عليهنَّ خلاف) وما قصَّرْتُ معهن في أكل ولا شرب ولا لباس، إن معاناة هاتين الفتاتين كبيرة ولكن لا مجال لمعالجة وضعهما في هجير العادات والتقاليد التي لا تمت إلى الإسلام بصلة.

ورسالة أخرى تقسم فيها الزوجة أن التحية التي يستقبلها بها زوجها صباح مساء هي اللعن لها ولوالديها، أما رسالة أحد الأزواج ففيها شكوى من إهمال الزوجة لزوجها وبيتها وأولادها وانشغالها بعملها وزميلاتها وصديقاتها، وحينما فكر في الزواج من أخرى أقامت الدنيا ولم تقعدها على حدِّ تعبيره.

أيها الأحبة، أين نحن من ديننا الحنيف؟ ومن مسيرة أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام؟ أين الخوف من الله في قلوبنا الغافلة؟ أين المودة والرحمة من حياتنا؟.

إشارة:

العلاقات الاجتماعية المضطربة تنتج جيلاً مضطرباً.

www.awfaz.com


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد