Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/10/2008 G Issue 13180
الاربعاء 01 ذو القعدة 1429   العدد  13180
أنت
في انتظار النانو
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

كلمة حَثّ مهمة.. قالها خادم الحرمين الشريفين.. كانت ضمن حديثه - يحفظه الله - إلى معالي وزير التعليم العالي ومدير جامعة الملك سعود وعمداء كلياتها.. وهي أنه يريد أن يرى الإنتاج وهو لا يزال ينتظر النانو.. رسالة واضحة أن هذه المرحلة بقدر ما هي حقبة زرع.. فهي أيضاً حقبة حصاد.. وإن كان الموعود أكبر وأعم.. إلا أن الحصاد اليوم أهم.. وهو المؤشر على ما ينتظر هذه البلاد وأجيالها القادمة.

المملكة لا تنطلق هذه المرة من فراغ كما كانت انطلاقتها نتيجة الطفرة النفطية الأولى عام (1975م).. بل إنها تنطلق على أساس متين وهو الأكبر اليوم في المنطقة وبأنظمة مالية وتجارية وإدارية متقدمة جداً.. إذن نحن ننتظر كل يوم حصاداً.

المملكة اليوم في حاجة إلى أن يكون أداؤها في كل شيء بطاقتها القصوى حجماً وسرعة.. في التفكير والتنفيذ والإدارة.. وأن يكون الجهد المبذول مماثلاً لجهد العدَّاء الذي يجري الخمسين ياردة الأخيرة في سباق طويل.. أي أنه يعطي أقصى ما عنده.. وهكذا يجب أن تكون حركة التنمية.. أن نحث السير بتلك الروح.

المواطن العادي الذي يقضي نهاره في عمله يسمع في الأخبار والفضائيات عن البترول وأسعاره.. ويحمد الله أن جعل النفط ينبع من باطن أرض وطنه.. إلا أنه لا يرى مردوداً لذلك سوى ارتفاع الأسعار وبالذات أسعار الإيجارات التي اقتطعت جزءاً كبيراً من دخل نسبة عالية من الأسر السعودية.. ويرى سوق الأسهم الذي خطف تحويشة العمر يعطي أرقاماً قياسية في الهبوط.

أجد نفسي واحداً من هؤلاء المواطنين العاديين الذين يرفعون رؤوسهم ويتساءلون.. بكل هذه المعطيات التي وهبها الله لنا.. وبكل هذه العلاقة التاريخية بين المواطنين وولاة أمرهم التي قفزت بمواطن هذه البلاد من حالة منغلقة متخلفة إلى مواطن عالمي له وزنه وتأثيره العالمي.. وبكل هذه الثروات التي وهبها الله لأرضنا.. وبكل هذا التكريم الذي أكرمنا الله به فجعل أرضنا مهداً لدعوة نبيه وجعل بيته الحرام فيها قبلة للمسلمين.. يتساءلون بحزن: لماذا لا زال مليكنا وولي أمرنا ينتظر النتائج!؟.. ودفعه طول الانتظار لقول: (كل يوم أقول إن شاء الله يأتيني خبر).. حتى وهو يؤكد - حفظه الله - ثقته بوضع هذه البلاد وأبنائها.. إلا أنه يصف ذلك (بالهدوء والسكينة).

قرأت يوماً أن العظماء يتميزون بأنهم عاطفيين دون قلق.. عقلاء بلا ارتباك.. شجعان بلا وجل.. محبين للتأني في الأقوال والسرعة في الأفعال.. وكذلك أنت يا سيدي.. بَشّرك الله تعالى بجديد يسرك كل يوم في حياتك.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد