Al Jazirah NewsPaper Monday  03/11/2008 G Issue 13185
الأثنين 05 ذو القعدة 1429   العدد  13185
جائزة الأمير نايف للسنة النبوية - تيسّر مقاصد الدين
صلاح سعيد أحمد الزهراني

إنه من دواعي الفخر والاعتزاز العميق بل من دواعي الحمد لله حمداً كثيراً أن قيض لهذه البلاد المباركة ولاة أمر أوفياء مخلصين ساعين في خدمة الدين والعقيدة متحمسين لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال العمل على نشرهما وتشجيع حفظهما والعمل بهما.. في زمن تعز فيه مثل هذه المواقف الإيمانية الصادقة في كل دول العالم إن لم نقل تنعدم مثلها.

هكذا تربى حكامنا على نهج المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه الذي وحد هذا التراب الطاهر وجمع أهله الذين كانوا أشتاتاً فتوحدت الأرض والإنسان على نهج التوحيد وشرع الله المتين، فصار الإسلام منهج الحياة في دولة التوحيد ومملكة الإنسانية وهكذا حرص حكامنا الأوفياء على التزام هذا النهج الذي يعمل على رفعة الدين (القرآن الكريم والسنة النبوية) على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم والسعي إلى توجيه المسلمين منهما وأصبح ذلك أحد أهم ثوابت الحكم في المملكة.

ضمن هذه التوليفة الشرعية التي تعكس مفهوم تكليف الإنسان واستخلافه في الأرض تجيء جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز اللذان درجا على خدمة الإسلام والمسلمين، وتشجيع القرآن الكريم وحفظه وتعليمه وكل أعمال الخير التي تترجم ما جاء في القرآن والسنة من عقيدة ومعاملات وعبادات وعلى ذات النهج وعلى نفس المنوال تجيء مبادرة أمير السنة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز المتمثلة في جائزة نايف العالمية للسنة النبوية التي أنهت دورتها الثالثة في شهر رمضان هذا العام واكتسبت بعداً عالمياً ونجاحاً ملحوظاً وطرقت آفاق العالم بتميزها وتفوقها وسمو أهدافها وصدق رسالتها.

تأتي الجائزة كدلالة على اهتمام أمير السنة بهذا الأصل من أصول الدين، وإدراكه لعظمة هذا الشأن ومكانته في الإسلام، وتبرز أيضا محبة سموه للسنة النبوية والحرص على نشرها وإيصال مفاهيمها العميقة لكل الناس والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً.. كتاب الله وسنة رسوله).

كما أن الجائزة الفريدة من نوعها في العالم تبرز مغزى الالتفاف للسنة وسيطرة هذا الهاجس على تفكير وجهود سمو الأمير نايف ما دعاه يخصص هذه الجائزة لهذا المصدر الأساسي الأصيل من مصادر التشريع بعد القرآن حيث جاءت السنة شارحة ومفصلة ومبينة لكثير مما جاء في القرآن {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم 3-2).

ويتحلى هنا عمق مفهوم الأمن الفكري لدى رجل الأمن الأول في المملكة وأمير السنة سمو الأمير نايف وارتكازه على الفهم الصحيح للسنة والتمسك بها وبالقرآن والتأكيد على أن اتباع الهدي النبوي هو السبيل للنجاة من فتن العصر وشبهاته وأزماته وأن ذلك هو الخلاص من البدع والخرافات والجهل والتطرف والغلو والعنف والإرهاب.

وتحرص الجائزة على تبيان منزلة السنة النبوية والمطهرة وأهميتها في التشريع وإظهار أثرها في الأحكام الشرعية وأنها جاءت مفسرة ومبينة وشارحة لكل ما جاء في القرآن الكريم من أحكام مجملة {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}(سورة النساء 80) وإيضاح أن وجوب تقديم السنة على أقوال الناس واعتمادها - متى ما صحت - يعتبر جزءاً من عقيدة المسلم وتحقيقاً لشهادة أن محمداً رسول الله، وهي بيان مجمل القرآن.

وتدعو الجائزة التي لا مثيل لها في العالم إلى إظهار السنة النبوية وحفظها وحمايتها من التغيير وحفز الهمم للاهتداء بها وفضلا عن ذلك فهي تشجع على البحث العلمي وتكريم العلماء العاملين في مجال نشر السنة المطهرة وخدمتها، وتشجيع الطلبة والطالبات على حفظ السنة وتدارسها والتآسي بها.

وقد شهدت جائزة نايف العالمية للسنة النبوية تطوراً كبيراً وأثبتت جدارتها رغم حداثة عهدها، وصارت ثلاث جوائز هي: جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود التقديرية للسنة النبوية، ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي ولضمان استمرارها وتواصل رسالتها جيلا بعد جيل فقد خصص سموه لها قطعة أرض من ماله الخاص يبني عليها فندق يعود ريعه للجائزة تحت مسمى (وقف جائزة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة).

فالجائزة تجاوزت الحدود وخاطبت المسلمين السنة في العالم أجمع.. تستمد طاقتها من حرص أمير السنة الذي يتأسى بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئاً) وقوله: (من أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة).

الحمد لله الذي وفق أمير السنة لهذا العمل الذي هو خير في الدنيا وما فيها، فرعايته للجائزة ورئاسة هيئتها العليا يجسد حرص سموه وعنايته بالسنة وسعيه لتسهيل فهمها والعمل بها من قبل أبناء الإسلام وتطبيقها في شؤون حياتهم ومعاملاتهم وإبراز سماحتها للآخرين، وتجسيدها سلوكاً وقولاً وعملاً ومنهج حياة.. فالجائزة تحظى برعاية كريمة ودعم سخي من المليك وسمو ولي العهد، يعكس مقدار الاهتمام بخدمة الإسلام والمسلمين، والجد في بيان أهمية السنة النبوية ومكانتها وعظم شأنها من خلال تشجيع البحوث في السنة وعلومها وإذكاء روح التنافس العلمي المؤصل بين الباحثين في هذه الثروة الزكية.

ولا أنسى جهود صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس الهيئة العليا المشرف العام على جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية الذي ظل يبذل جهداً مخلصة حققت تطلعات القيادة الرشيدة ولبت طموحات أمير السنة النبوية.

ويجيء هذا الاهتمام الرفيع بالسنة النبوية ليصب في دعم جهود وزارة الداخلية التي تقف على ثغرة لا يؤتي الناس من قبلها أبداً.. فبفهم السنة يرتقي وعي الشباب، ويتحاب الناس ويتناصحون ويستتب الأمن ويتحقق الاستقرار ويشعر الناس بالطمأنينة وبفهمها تزول البدع، وتختفي المظاهر السلبية وتعف الأيدي والألسن والنفوس ويهنأ الناس بنعمة الأمن والأمان، وتترابط الأسر ويتكاتف أفراد المجتمع وتنهض الأمة.

وبفهم السنة والعمل بها تتيسر مقاصد الدين ولا يحد الغلو والتطرف ولا العنف والإرهاب مرتعاً ولا مكاناً ينمو فيه، ولا يجد الفكر الضال المنحرف موطئ قدم.. وهكذا يكون نشر السنة النبوية خيراً في الدنيا والآخرة.. جزا الله أمير السنة خير الجزاء وأدام الخير في بلادنا الطيبة تحت ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين... حفظهما الله.



بريد الكتروني: alkatbz@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد