Al Jazirah NewsPaper Monday  03/11/2008 G Issue 13185
الأثنين 05 ذو القعدة 1429   العدد  13185
فقد عزيز
محمد بن عثمان البشر

بعد عصر يوم الأحد الموافق للرابع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1429هـ كنت في الطريق مع عائلتي إلى المدينة المنورة ثم إلى مكة المكرمة، عند محطة الحناكية تلقيت نبأ وفاة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الحسون وأدوا الصلاة عليه عصر ذلك اليوم بجامع الراجحي في الرياض، تمنيت لو كان الخبر وصلني مبكراً لأتمكن من أداء الصلاة عليه مع جموع المسلمين.

عبدالله بن إبراهيم الحسون من أوائل الزملاء، ومن أوفى الأصدقاء، باشرت أنا وإياه العمل في التدريس في وقت واحد عام 1368هـ حيث وجه رحمه الله مدرساً بمدرسة المذنب مرافقاً للشيخ عبدالله بن سليمان المشعلي الذي قام بافتتاح أول مدرسة في المذنب وإدارتها، ثم جمعتنا مدارس بريدة، خلفني على إدارة مدرسة الفيصلية عام 1379هـ حين انتقالي إلى المدرسة المتوسطة الثانوية، وحين فصلت المرحلة المتوسطة عن الثانوية عام 1385هـ تولى إدارة المدرسة المتوسطة في بريدة.

عمل مساعداً لمدير عام تعليم البنات بالمنطقة الشرقية ثم مديراً للتعليم الأهلي بالرئاسة العامة لتعليم البنات، اجتذبته الطفرة فاستقال وصار مقاول مبانٍ، بعد مسيرة ناجحة تعرض لخسائر بسبب بطء تنفيذ المقاولين وتغير الأسعار فلحقته ديون صبر عيلها فأعانه الله على سدادها بجهد منه ومن أولاده وأحبابه، عمل فترة بجمعية البر الخيرية في الرياض، ابتلي بعدة مصائب: وفاة زوجته أم عبدالمحسن معه في السيارة مخلفة له أولاداً -رحمها الله، النكسة المالية. تعرض لعدة إصابات في الظهر، أجريت له عدة عمليات جعلته قعيد الكرسي، وكان مثال الصابر المحتسب. في آخر شعبان عام 1429هـ زرته أنا والشيخ عبدالله بن سليمان الربدي زميل وصديق الجميع وكان يحمد الله ويشكره أن مكنه من شهود صلوات الجماعة.

كان الصديق والرفيق في مرحلة العمر، شاركنا في تعقب مشروعات مدينة بريدة، وكان وجوده في الرياض معيناً ومساعداً، بيته في الرياض بيت الجميع لا يرضى إلا أن نحل عنده دائماً. من مؤسسي جمعية البر الخيرية في بريدة، يساعد في توفير الدعم لها. أعتبره من الأمثلة الحية للمسلم الصابر المحتسب، وقد وفقه الله فوهبه أبناء صالحين بررة برزوا في تعلمهم وفي أعمالهم برعاية منه ومن أميهما: أم محمد الوفية، وأم يوسف الصابرة.. تغمده الله بواسع رحمته.

- بريدة







 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد