Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/11/2008 G Issue 13186
الثلاثاء 06 ذو القعدة 1429   العدد  13186

خلال تشريفه لحفل عائلة الخليفة في قصر الشنانة
نائب أمير القصيم: نتذكر وفاء الأجداد ونرى كرم الأحفاد

 

الرس - خليفة الخليفة

شرف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل نائب أمير منطقة القصيم حفل عائلة الخليفة في قصر الشنانة احتفاء بسموه الكريم وحضر الحفل عدد من المسؤولين يتقدمهم محافظ الرس الأستاذ خالد العساف ومحافظ النبهانية ورئيس مركز قصر بن عقيل ورئيس مركز المطية وعدد من الأعيان في المحافظة يتقدمهم الشيخ منصور العساف والشيخ محمد العساف والشيخ عبد العزيز الغفيلي وجمع غفير من أفراد عائلة الخليفة.

بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم كلمة رئيس مركز الشنانة الأستاذ مجاهد الخليفة عبر فيها عن سروره بهذه الزيارة نيابة عن أهالي بلدة الشنانة واستعرض تاريخ الشنانة وبرجها الذي بني في عام 1111هـ ثم قصيدة ترحيبية قدمها كوكبة من الصغار بعدها ألقى الشيخ فهد الخليفة كلمة العائلة نيابة عن عميد الأسرة فقصيدة عربية للشاعر خالد الخليفة ثم قدمت فقرة تعريفية عن الشنانة قدمها الشاب مهند بن إبراهيم الخليفة تحت عنوان (شرف الحفيد الأحفاد):

هذي الشنانه رفرفت بجناحها.. فرحا بكم يا مرحبا زوارها

إن الشنانة تستعيد شبابها.. لما أبو فهد أهل وزارها

مطلع لقصيدة قيلت قبل خمسين عاما عندما زارها الملك سعود - رحمه الله - وتشريفه لعائلة الخليفة بزيارة كريمه وهاهو التاريخ يعيد نفسه فكما شرف الجد الأجداد شرف الحفيد الأحفاد.

أثناء حروب التوحيد التي قادها الملك عبد العزيز - رحمه الله - كانت بلدة الشنانة بلدة عامرة بالسكان والزراعة اختارها ابن رشيد وأقام معسكرا فيها وقام بسجن جميع رجالها إلا من تمكن من الفرار وقام بتعذيب عدد منهم وعذب أحدهم حتى الموت بسبب قصيدة وكان الموحد الملك عبد العزيز قد أقام معسكره بالرس وحاصر ابن رشيد في بلدة الشنانة وقطع عنه الإمداد فعاث ابن رشيد في الشنانة فسادا هدم منازلها وقطع أشجارها ونخيلها وبعد عدة أشهر ولى هاربا وكانت بداية النهاية لإمارة ابن رشيد وقد جسد احد شعراء حائل تلك الموقعة بقوله:

صباحه أقشر من صباح الشنانة

اللي غدى به مال الأجواد ورجال

لذا فإن موقعة الشنانة التي حدثت عام 1322هـ تعتبر من أهم مراحل توحيد بلادنا الغالية. ثم قصيدة شعبية للشاعر يوسف عبدالله الخليفة ألقاها الشاب عبد الرحمن الخليفة جاء فيها:

بديت باسم اللي خلق شمخ النيب

الواحد المعبود حبل الرجا به

أهلا هلا بصقر الطوال الغرابيب

اللي له بحضرة عشانا مهابه

يا مرحبا ترحيبتن كلها طيب

والبال جا له من سببكم طرابه

قدومكم بتلى الشهر وقته مصيب

ندرك به الغايه يا شبل الحبابه

نبغاها حين البدر في كونه يغيب

يشعق لنا حجاجك ويجلى ضبابه

أنت القمر تمشي على الحزم لا ريب

وما يجتمع بدرين ومثلك وضا به

فيصل ابن مشعل يا وبل المعاشيب

يا خصلة الهامه تعلا ذوابه

يا ذيب ياللي ظاهرن من ظهر ذيب

والجد ذيبن من سلالة ذيابه

تقبل علينا كالبروق الشلاهيب

نون تدانى مستهلن سحابه

تنزل على قصر الشنانه بترحيب

بأرض الخليفة عيلة الدم لابه

قبلك لفانا سعود وقت الدواليب

يوم الرشا بالغرب جابه زعابه

يرسم لنا التاريخ ويعيد ويجيب

ولد الولد وأحلا الحلا في ركابه

انتم ضيوف الدار وانتم معازيب

وانتم لنا مثل الربوع القرابه

لكم علينا وافيات المواجيب

ومن يمسك الحبل المتين ارتقابه

وصلاة ربي عد خط المكاتيب

على النبي اعداد حرف الكتابة

ثم ألقى الشيخ فهد بن سليمان الخليفة مدير إدارة الأوقاف والمساجد بعنيزة كلمة نيابة عن الأسرة قال فيها:

يا مرحبا يا فيصل العلم والخير

يأمير يا دكتور يا نسل الأخيار

بحضوركم زاد الفرح والتباشير

وأرض القصيم تعانق غيوم الأمطار

وكل الخليفة يشكرونك بتقدير

ولكم ولانا كلنا كبار وصغار

بعد نصف قرن من الزمان بالتمام والكمال بعد خمسين سنة من زيارة جدكم الملك سعود بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - للشنانة في شهر ذي القعدة لعام 1379هـ هأنتم اليوم تعيدون زيارة تاريخية مضت بينهما أجيال وأزمان واشخاص وأمم، لكن من حسن الحظ أنه يوجد من بيننا من هو شاهد على هذه الزيارة الكريمة ويحفظ بعض تفاصيلها، مشاعر كبيرة. تختلج نفوسنا، وعواطف كثيرة داخل قلوبنا بين الفرح وبين الفخر والزهور.

الفرح بكم سمو الأمير والأنس إليكم، والجلوس معكم، والتشرف بالسلام عليكم، وعلى منحكم هذه الفرصة الجميلة لنعبر لكم عن مدى فرحتنا بكم، وعن مقدار حبنا لكم، ونظهر ولاءنا ومحبتنا وطاعتنا لولاة أمرنا وبين مشاعر الفخر والزهو بالعلاقة المتينة، والمواقف الإيجابية والفاعلة بين ولاة الأمر -حفظهم الله- وبين الرعية، وما تشريفكم سمو الأمير لهذا المكان لتحتفي بكم أسرة الخليفة إلا صورة معبرة عن صدق التلاحم، وعمق الرابطة وقوة العلاقة.

نعم يا صاحب السمو أنتم ولاة أمرنا نفخر ونفاخر جميع الأمم والبلاد بكم، من حقكم علينا الصدق معكم، وكامل التقدير والاحترام والهيبة، والتعاون معكم على البر والتقوى، من الواجب علينا الالتفاف حولكم، ومحبتكم والذب عنكم وبذل النصيحة لكم بالطرق المشروعة والدعاء لكم بالتوفيق والصلاح والسداد.

سمو الأمير: إن زيارتكم لأبناء الخليفة هذا اليوم يعد تاجاً تفتخر الأسرة كلها به وما ذاك إلا ليؤكد دلالات عميقة، وأهدافاً كبيرة حرص ولاة أمر هذه البلاد على تحقيقها وتوثيقها.

كما يؤكد للعالم أجمع معدن أمرائنا وملوكنا أنهم منا ونحن منهم، نتمتع في بلادنا قيادة وشعباً بصلات قوية ومحبة وتآلف، وتقدير واحترام متبادلين بين الراعي والرعية الأبواب مفتوحة، والآراء مسموعة والنصيحة مقبولة وهذا والله يتمناه ويحبه كل مسلم سلمت فطرته، واستقام عقله وصح دينه وصفا ذهنه واتصف بالنزاهة والموضوعية. علاقة يحكمها الشرع بلزوم الطاعة بالمعروف نتدين بها ونقترب إلى الله بها كما هو اعتقاد سلفنا الصالح.

سمو الأمير، توحدت هذه الدولة المباركة على يد جدكم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وجمع شتاتها وكلمتها وأهلها على راية التوحيد بفضل الله أولاً وآخراً وتفصل مكان اجتماعنا المبارك هذا أمتار قلائل عن برج الشنانة التاريخي الذي كان شاهداً على العصر ولا يزال شامخاً أبياً رغم قساوة الزمن، وتفاوت القيم، واختلاف الهمم، وتعاقب العصور والأزمان، كان شاهداً لإحقاق الحق ودحر الظلم كان موثقاً لحقبة من الطغيان وتجاوز الحدود جاء الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ليضع لها صارما من الحق يدفعها، وسيفاً من العدل يدفعها، وبياناً من الدين يحققها، وبرهاناً من العلم يفرقها.

كان هذا البرج ولا يزال علامة وضاءة للشنانة وأهلها كلما مر به ضيف، أو سنح به طيف، أو تعاقب عليه شتاء وصيف أو حانت منا التفاتة له أكبرنا فيه أصالته، وشموخه، وصحوه وشده وإباءه مع مرور الأزمنة وتعاقب الأجيال.

سمو الأمير، ظلت هذه الدولة تنهل من المعين الصافي والمورد العذب وتسير على المبدأ السامي تسير إلى يومنا هذا تحت رعاية قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ليكملا ما سبقهما إليه اخوانهما ويبادرا إلى نهضة رائعة وقيادة ماهرة رغم عواصف الزمن قاهرة وأمواج من الشر والفتن فاجرة، ظلت سفينة الوطن راسية بقيادة ربانها الماهر تشق بحاراً عتت أمواجها واشتدت رياحها لتنعم بالأمن والإيمان رغم تسلط أناس عميت أبصارهم وبصائرهم وقادهم الهوى، وأثارهم الحقد وشذوا عن جماعة المسلمين، يرفعون عقيدتهم ويحاولون جهدهم إثارة الفتن وتأليب الناس والتغرير بهم، وقطع الطريق بينهم وبين دينهم وولاة أمرهم فما تركوا سبيل شر إلا سلكوه، ولا مسلك سوء إلا طرقوه من الحقد والبغضاء بل وأشنع من ذلك ما عانته بلادنا - حرسها الله - من حوادث أليمة وفواجع عظيمة ارتكبتها يد آثمة هيأ الله من ولاة أمورنا من يحصرها ويكشف أسبابها ويعالج آثارها.

سمو الأمير: نحمد الله تعالى الذي أبدل الجوع رغداً وعيشاً كريماً وأخلف علينا بعد الخوف أمناً وأماناً عظيماً لا مثيل له بحمد الله.

سمو الأمير: لست بشاعر لكن مشاعر الفرح والسرور تجبرني أن أكون شاعراً مجيداً ولست بخطيب لكن يحتم علي المكان والزمان والمناسبة أن أبرع في الخطابة وغير متحدث لكن مكانتكم العالية وسمو أخلاقكم وعلو منزلتكم وجميل تواضعكم تحتم علي التحدث.

بعد ذلك قصيدة عربية للشاعر صالح الخليفة ثم تفضل سموه الكريم بقبول هدية العائلة قدمها عميد العائلة الشيخ عبد العزيز الخليفة وفي ختام الحفل الخطابي ارتجل سموه الكريم كلمة قصيرة قال فيها: أهنئ نفسي قبل كل شيء وأعود وانقل لكم سلام وسؤال سمو أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز الذي ينقل ويبعث تحياته وهو دائما حريص على هذه المنطقة ويتلمس احتياجات اهلها بتوجيهات من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وما اقوم به من عمل هو بتوجيهات من سموه الكريم وبهذه المناسبة التي بها نتذكر وفاء الأجداد مع الأجداد ونرى فيها كرم الأحفاد مع الأحفاد لا يسعني الا ان اتقدم للجميع بوافر الشكر والتقدير على كرم الضيافة وفي الحقيقة نعتز بوجود مثل هذه الأسر الكريمة التي تتسم بالوفاء والإخلاص، كل الشكر والتقدير لكم على هذه الحفاوة واعدكم أني أكون واحدا منكم وان ازور كل أسرة وكل بيت بهذه المحافظة الكريمة. بعدها تفضل سموه لتشريف حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة ثم غادر سموه مقر الحفل مودعاً بالحفاوة والترحيب.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد