Al Jazirah NewsPaper Friday  07/11/2008 G Issue 13189
الجمعة 09 ذو القعدة 1429   العدد  13189
اللقطة الأولى
أفلام الرئاسة

استلمت رسالة غير موقّعة يسأل صاحبها فيها عن السبب في غياب الأفلام التي (تسرد حياة رؤساء الجمهوريات العربية) كما قال، و(هل الموانع إنتاجية أو سياسية)، كما كتب. وهذا هو الرد. لا يزال أي فيلم أو مسلسل تلفزيوني يُنتج عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مثار فعل ورد فعل عاطفي قائم، إلى حد بعيد، على الانقسام العاطفي حياله. هناك من معه وهناك من ضدّه وفجأة يصبح معظم الحوار الدائر هو عنه وليس عن المنتوج الفني.

هذا حدث إلى حد حينما أخرج محمد خان فيلمه عن الرئيس الراحل أيضا أنور السادات. الفيلم عالج موضوعه بذكاء محترف بحيث إذا كنت من المؤيدين فستعتبر الفيلم تحية له، وإذا لم تكن ستعتبره كشفاً عن بعض المستور وعملاً يخلو من التخليد أو الإطراء.

أفلام الرئاسة في العالم العربي قليلة جداً. عدا عن بضعة أفلام سينمائية - تسجيلية وروائية- تم إنتاجها عن جمال عبدالناصر في الثلاثين سنة الأخيرة أو نحوها، يوجد ذلك الفيلم المذكور عن أنور السادات وفيلم واحد عن حياة صدّام حسين، وأعلم بفيلمين تسجيليين عن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أحدهما هو الفيلم الذي أخرجه - لغاية في نفس يعقوب- المخرج الأمريكي أوليفر ستون.

لكن في الولايات المتحدة ومعظم أوروبا هناك أفلام عن رؤساء وزعماء كثر. نابليون بونابرت، الملك هنري الخامس، الملكة إليزابيث الأولى والملكة إليزابيث الثانية والرؤساء الأمريكيين البارزين من جورج واشنطن وأبراهام لينكولن إلى كندي ونيكسون و-حاليا- جورج د. بوش.

لأسباب كثيرة هناك بالطبع مطلق الحرية في الغرب ليتحدّث المخرج عن الرئيس الذي يقدّمه كما يريد. في الشرق، وكما ذكرت، العاطفة حيال الشخصية المحددة، معه أو ضدّه، تحول ضد رغبة المنتجين الإقدام على تقديم سيرة شخصية عن الرئيس. هذا بالإضافة إلى الموانع السياسية.

فبمجرد قرار تناول حياة رئيس ما فإن الجهات الرسمية تريد أن تتدخل على الفور لتعرف إذا ما كان الحديث عن الرئيس سيتم من وجهة نظر إيجابية أو سلبية. طبعاً هناك احتمال قيام تلك الجهات بإنتاج الفيلم الذي تريد، لكن معظمها يعلم أن الفيلم سيقرأ من عنوانه في هذه الحالة والجمهور لن يقبل عليه حتى داخل البلد نفسه. فما البال بتوريده إلى الخارج.

الفيلم المستقل عن رئيس ما هو حل مناسب فيما لو استطاع فعلاً أن يكون مستقلاً، لكن -وكما برهن فيلم توفيق صالح الأيام الطويلة- هذا مستحيل. الفيلم كان من تمويل الدولة، وبذلك خسر استقلاليّته، لكن المخرج كان معروفاً بأنه مستقل وكان الأمل في أن يستطيع إيجاد حل للمعضلة الناتجة عن مسألة كيف يمكن أن تكون مبدعاً وفي ذات الوقت متمتّعاً بتأييد صاحب المذكّرات.

لذلك كله، وفي حين من الممكن أن تطلق هوليوود في عام واحد أربعة أو خمسة أفلام تدور حول الرئيس الأمريكي الحالي أو الماضي من وجهات نظر مختلفة من دون تدخل البيت الأبيض، فإنه من الصعب جداً تحقيق فيلم واحد عن مثل هذا الموضوع عندنا.

http://shadowsandphantoms.blogspot.com


merci4404@earthlink.net

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد