Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/11/2008 G Issue 13190
السبت 10 ذو القعدة 1429   العدد  13190
لما هو آت
ما الذي يعادل..؟
د. خيرية إبراهيم السقاف

في الروايات (مجازاً) المتدفقة بها قرائح النساء في الفترة الأخيرة هناك صراع بين عصا الرجل الجالدة وقلم المرأة المنتقم.. وكأن المجتمع خلا من نماذج نشأت فيها نساء لم تجلدهن عصا الرجل بظلم ولا تمزقت أجسادهن بعنف ولم تجزأ قلوبهن بمشارط طعن..، المرأة في هذا السرد الموسوم بالرواية تجترئ كثيراً على ذلك الصوت المعبر بهدوء لتقف على منصة الفداء فتصرخ مستغيثة من الرمضاء بالنار.

هي مرحلة ولابد لمنصة المقصلة أن تهتز فتسقط جوانب عديدة من عوالق الشعور بأوهام الاضطهاد.. ما يهم هنا ليس هو تلك المضامين التي جاءت في هذا السرد محور الصوت الخارج من أعماق تراكمت فأصبحت محور الإصغاء المجند للمنتظرين عند كل منفذ..،

فأضحت بالتالي الدافع الموضوعي والمعادل الانسيابي لواقع ينتظر أن تخرج المرأة رأسها من الخمار لتنفض ما بداخلها من تلك التراكمات..، بل الذي يهم هو: من يملك أن يصنف هذا النوع من السرد ضمن الأعمال الروائية..؟ وبالتالي يسيج صاحباته بزخارف الضوء فيغريهن خدعة بما هو ليس صدقاً مع تجربتهن البكر..؟ ثم أليس في ذلك ما يمكن أن يحرقهن منذ البداية فيقعن فريسة الطبل والزمر فتصم آذانهن عن الحقيقة ويغرقن في فوضوية الإحساس بذواتهن ليتوقفن عند سياج السطحي فنياً وبنائياً ولغة ورؤى واستشرافاً ومضامين وأفكاراً وقضايا..؟ وتحديداً ذوات التجربة الأولى..؟

تذكرت ما كان يتلقى به النقاد الأوائل أمثال عبد القدوس الأنصاري وعبد العزيز الربيع وبعض الأدباء الذين كانوا يتلقون كتابات الناشئة بالنقد وكم كانوا قساة لكنهم أفادوهم فغاية توجيههم القاسي عدم السماح بنشر ما يرسلون لهم والإشارة بالسبب، ومنتهى تشجيعهم النشر والكتابة عما ينشرون لهم، مثل أحمد قنديل وحسين سرحان ومحمود عارف ومحمد حسن فقي وطاهر زمخشري، وحمد الجاسر وعبد الله بن إدريس وعبد الله بن خميس، إذ كانوا يلاحظون الأخطاء اللغوية والتعبيرية، ويناقشون الأفكار ويوجهون للقراءات ولا يطبلون، لكنهم في الوقت ذاته لا يغلقون منافذ التشجيع أو دافعية العطاء..، بمعنى أن البدايات على ما أتيح لها من المجال، على ما كان فيها من الإخلاص..، على الرغم أن المتاح في البدايات من الوسائل هي الصحف التي استقطبت الشعر والمقالة والقصة والخاطرة بل محاولات القصص الطويلة الأولى..، حتى سميرة خاشقجي ذات النفس الطويل وصفية عنبر قد وجدتا من ناقشهما في أدواتهما الفنية في رواياتهما كما حدث في كتابات الناثرات..، ولم تقم المعارك النقدية حول منجز ما إلا لمناقشة قدرته على ولوج النوع الذي اتخذه كاتبه سبيلاً لبوحه وتعبيره..، الآن لا نجد مثل هذا وكأننا نميل إلى تسييس الأدب وموضعته اجتماعياً.. وفق المطلوب من أدوار للمرأة مع انفتاح شامل ومستجدات طارئة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد