Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/11/2008 G Issue 13191
الأحد 11 ذو القعدة 1429   العدد  13191

سليمان الوشمي كاتب العدل النشمي

 

كتابة الوثائق وتدوينها كانت من أبرز مهمات المتعلمين الكتبة القلائل في نجد قبل ما يقارب ثلاثة قرون تحديداً. بل إنّ مهمة الكتبة والموثقين أقرب ما تكون من عمل القضاة، وهي قرينة اليوم بعمل كتاب العدل الممارس في نظام القضاء اليوم، الذي نص على اختصاص كتاب العدل بتوثيق العقود وضبط الأقارير، وقد برز في بريدة عدد من الأسماء والشخصيات التي عنيت بتدوين تلك المبايعات والأقارير والوصايا وغيرها، وعلى رأسهم أسرة آل سيف الذين تولوا الكتابة والتوثيق في بريدة لمدة تزيد على مائة سنة وكان على رأسهم عبد المحسن بن سيف الملقب ب(الملا) ومعناها (حسن الخط) والمتوفى سنة 1294ه - رحمه الله -، والذي أفرد له شيخنا العلاَّمة محمد العبودي كتاباً مستقلاً أسماه (أخبار الملا ابن سيف) ويقع في حوالي 162صفحة وسوف تنشره دار الثلوثية قريباً .. يقول العلاَّمة العبودي (وقد عرف في بريدة بثلاث ملالي - إن صح التعبير - أولهم هذا الملا القديم ابن سيف وثانيها: (محمد بن عيدان) ولم ندرك عهده ولكني أعرف ابنيه وكان حفيده محمد بن صالح العيدان زميلاً لي في الدراسة في المدرسة الابتدائية عام 1357ه. وثالثهم شخص يعتبر معاصراً لي، وإن كان أكبر مني سناً، بل إن ابنه الكبير في مثل سني أو أكبر قليلاً وهو عبد الله بن دلقيان، وقد درست عليه الخط عندما كان مدرساً في مدرسة بريدة السعودية في عام 1357ه. وبعد ذلك كثر الخطاطون أو ذوو الخطوط الحسنة، وتعلّم الناس فنسوا كلمة (الملا) هذه التي معناها: (حسن الخط).

وقد سرد الشيخ أسماء عدد من الكتبة من أسرة آل سيف في بريدة وهم:

1- صالح بن محمد السيف.

2- محمد بن سليمان بن سيف.

3- سليمان بن محمد بن سيف.

4- عثمان بن محمد بن سيف.

5- ناصر السليمان بن سيف.

أما الحديث عن الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي (رحمه الله) الكاتب الثقة، فهو الذي خلف حقيقة أسرة آل سيف في الكتابة والتدوين وكان في عدة ألقاب عرف مثل (كاتب الجماعة) وأحياناً أمين سر الجماعة.

يقول عنه العلامة (محمد العبودي) (أما الوشمي فلو لم يكن منهم إلا الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي لكفى، لأنه رجل يعد بألف رجل، كما قال ابن دريد:

والناس ألف منهم كواحد

وواحد كالألف إن خَطْبٌ عرى

فقد كان ثقة صدوقاً محترماً من الجميع. لم يسمع له منتقد لأنه ليس فيه ما ينتقد عليه بل العكس هو الصحيح، وقد كان اسمه يمثل الصدق والنزاهة لذلك صار محل الرضا والقبول من الجميع.

وكان القضاة يقبلون ما يقوله إذا أرادوا معرفة أشياء ليست عندهم في بعض القضايا ثقة منهم بصدقه وسلامة حفظه للوقائع وتواريخها.

وفي هذا إشارة إلى أنه اعتمد كاتباً لجماعة وأعيان أهالي بريدة وخصوصاً عقب ضم بريدة إلى أحضان دولة الموحِّد الملك عبد العزيز (رحمه الله)، فكان الكاتب الأمين الثقة سليمان الوشمي .. بل إن الملك عبد العزيز لما تقدم إليه الشيخ سليمان في إحدى زياراته إلى بريدة سنة 1368هـ وعرّفه الأعيان بأنّ هذا سليمان الوشمي الكاتب فرح به الملك الموحد وقال هذا النشمي. وصارت من ألقابه - رحمه الله .

وُلد الشيخ سليمان ناصر الوشمي - رحمه الله - في بريدة سنة 1318هـ على الصحيح لا كما أورده بعض الكتاب مثل إبراهيم المسلم (رحمه الله) في كتابه (رجال من القصيم ) في أنه وُلد سنة 1322هـ وقد تحققت في هذا من حفيده د. عبد الله الوشمي، كما أنه يتوافق مع عدد من الأوراق والوثائق، ونشأ في أحضان والده الذي يحفظ كثيراً من الأدب والأخبار بل إنه شاعر حفظ له قصيدة وحيدة قالها عندما كان في المدينة، طلباً لتحسين المعيشة وذلك في عام 1318هـ فأرسلت والدته إليه مكتوباً تشوقاً إليه، وترجوه أن يعود إلى بريدة فقال:

من تسمَّى بالرحمن ربه يعينه

عقب الاسم بديت بالشعر والفن

دنَّيت حِرِّ للسفر منتقينه

يرثع مع الشيهان هن عنه يجثن

إلى آخر القصيدة، وقد توفي في عام 1337هـ وكانت ولادته في بريدة عام 1292هـ.

والوشمي أسرة كما يقول الشيخ محمد العبودي في كتابة المخطوط الجاهز للطباعة معجم أسر بريدة: أسرة كريمة متفرّعة من أسرة المضيان الكبيرة التي هي من آل مضيان من عنزة. ورغم ما قد يفهم من كلمة (الوشمي ) بأنها نسبة إلى ناحية الوشم الواقعة بين الرياض والقصيم، فإنه ليست لها علاقة بالوشم وإنما سبب التسمية أنّ جدهم ناصر بن حمد المضيان كان من أهل عيون الجواء فعقد كبار أهلها اجتماعاً لبحث موضوع من الموضوعات المهمة، فرأى ناصر المضيان ما لم يره المجتمعون فخالفوه فأصرّ على رأيه وقال: (إذا بغيتوا هالرأي فطيب وإلا فأنا تراي (وشمي)) يعني اعتبروا أنني وشمي من أهل الوشم ولست منكم يا أهل عيون الجواء. فلقِّب من ذلك الوقت بالوشمي ولحق ذريّته ذلك اللقب، وعهده في منتصف القرن الثالث عشر الهجري.

وأسرة المضيان التي تفرّعت منها (الوشمي) هي أسرة كبيرة تفرَّعت منها أسر عديدة، أما أصل سكنى أوائل المضيان المدن وتحضرهم، فإن ذلك قديم يرقى إلى القرن العاشر أو التاسع فيما نعرفه.

وأول بلدة أقاموا فيها بعد تحضرهم هي مدينة عنيزة ثم اختصم أحد أسلافهم مع أمير عنيزة فتركها إلى الرس، ولم يطب له البقاء فيها فتوجّه إلى عيون الجواء فبقوا فيها زمناً، ومن ثم انتقلت الأسرة بالتدريج إلى مدينة بريدة على تفاوت على تاريخ انتقال أفراد من الأسرة إلى بريدة.

وأما آل مضيان الذين هم من عنزة وكانت أسرة المضيان الحضرية منهم، فإنهم هاجروا إلى العراق منذ زمن مع قبائل من عنزة وأقاموا بدواً في العراق، ذكرهم الأستاذ عبد الرحمن العزاوي في كتاب (عشائر العراق)، حيث قال في ص 272: (المضيان) من عنزة، رئيسهم ظاهر بن دخيل، نخوتهم خيال الصبحا (مضيَّاني)) انتهي.

لقد عاش الشيخ سليمان الوشمي (رحمه الله) قرناً من الزمان بدءاً من ولادته عند محاولة الإمام عبد الرحمن لاستعادة الرياض وتحققت تلك المحاولة التي صدقها الموحد الملك عبد العزيز في استرداده الرياض سنة 1319هـ، ثم عاين أخيراً تلك الأحلام والأماني مملكة موحدة في دولة حضارية رائدة.

وليس سليمان الوشمي ذلك الكاتب الجميل الخط حسن التعبير دقيق العبارة فحسب، بل هو راوية ثبت وإخباري نادر يحفظ بذاكرة فريدة نادرة، يستحضر أخبار الرجال وأحداث المعارك والغزوات، يسرد قصة دخول الملك عبد العزيز بريدة، تستمع إليه وكأنك تشاهد فيلماً سينمائياً في دقّة سرده وحسن بيانه.

وهو كذلك عقيلي بارز سافر مع العقيلات مبكراً في أواخر الخمسينات الهجرية بل اعتمد كاتب العقيلات الأول وحفظ مقامات الحريري على ظهر بعيره كما روى ذلك.

استطاع مؤلف كتاب (نجديون وراء الحدود) أن يجري معه لقاءً مطولاً عن العقيلات ورجالاتها الذين انطلقوا من بريدة إلى أطراف الشام والعراق ومصر وفلسطين بل حتى الهند وحدود الصين، حتى سرد ذلك في ذلك اللقاء طريقة العقيلات وحياتهم وسيرتهم ورجالاتهم وأبرز شخصياتهم وأعيانهم.

كما أنه - رحمه الله - طالب علم متميز أدرك عدداً من العلماء وأخذ عنهم، وعلى رأسهم قاضي بريدة وعنيزة الشيخ الزاهد إبراهيم بن حمد بن جاسر (رحمه الله)، وعلى خالته صاحبة المدرسة المعروفة موضي بنت حمد المضيان، حيث كانت تعلِّم النساء والفتيات وتعلِّم على يدها بعضاً من القراءة والكتابة في طريقة فريدة ليس هذا موضع سردها وتفصيلها .. كما ختم القرآن الكريم نظراً عليها وكان يقصدها في بيتها قبيل شروق الشمس فتقوم بالمراجعة والتصويب له في قراءته.

وكان ملازماً للشيخ إبراهيم بن جاسر في مسجد ناصر بن سيف صباحاً ومساءً.

كما درس وقرأ على الشيخ محمد أمين الشنقيطي (الأول) - رحمه الله - حيثما سكن بريدة في حدود سنة 1329هـ إلى سنة 1331هـ.

يقول الأستاذ إبراهيم المسلم - رحمه الله: (إن أول رحلة قام بها فكانت إلى الزبير حيث خاله (عبد الله بن محمد بن مضيان ) الذي يسكن في هذه المدينة ويعمل في تجارة العطارة، تلقى خبر وفاة والده سنة 1337هـ فاضطر إلى العودة إلى بريدة مرة أخرى، وأثناء عودته إلى الزبير قابل في الكويت عبد الله الدعيج وكان صديقاً لخاله وعميلاً له أغراه على البقاء في الكويت، حيث فرص العمل الكبيرة، عمل لدى الدعيج فترة من الوقت حتى جاء خاله إلى الكويت واصطحبه معه إلى الزبير وبقي في عمل العطارة حتى نهاية سنة 1338هـ، حيث علم بوصول ركب العقيلات إلى بغداد وكان أميرهم (منصور بن سليمان الجربوع)، فطلب أن ينضم إليهم كاتباً لمنصور.

بدأ الرحلة معهم من الزبير - البصرة - الكويت - البحرين - الأحساء، ومن سوق الأحساء كانت قافلة العقيلات تتجه إلى الشام ومعها عدد من رعايا الإبل ظل يعمل مع منصور الجربوع حتى سنة 1342هـ، حيث عاد إلى مدينة بريدة وفتح دكاناً لبيع الأقمشة حتى سنة 1355هـ.

في بداية سنة 1356هـ اشترك مع صديق عمره إبراهيم بن محمد العويد - رحمه الله - في تكوين شركة لبيع وشراء المواشي من الإبل والخيول، والسفر ضمن رحلات العقيلات إلى الشام والعراق استمرت حتى نهاية 1357هـ، استقر في مدينة بريدة وفتح محلاً لبيع وشراء الأقمشة ومواد الصناعة.

وكان طوال مزاولته لأعمال التجارة من أشهر كتاب (العدل) في مدينة بريدة، يحضر إليه الناس ويبرمون العقود والمبايعات فيما بينهم بخط يده وشهادته دون أن يأخذ عن ذلك مقابلاً.

وهو كذلك معبر للرؤى ذا فراسة عجيبة وإدراك نادر أدركته وهو في دكانه يجلس بهيئته المهيبة ووقاره الجذاب فيطوقه أعيان بريدة وتجارها يستمعون إلى عذب حديثه وحلاوة منطقة وصدق أخباره.

ومن طرائفه أن رسائل البريد كانت ترد إلى دكانه فيقوم بإيصالها إلى أهلها عندما يتوارد الناس إليه كل صباح.

كانت شراكته مع صالح السليمان العمري مضرب مثل وأسطورة في حسن التعامل والوفاء، في شراكة امتدت أكثر من ستين سنة عاشاها في غاية من التفاهم والود.

وهو أيضاً يحفظ المعلقات والقصائد ويقول الشعر، له قصيدة مربوعة قالها وهو في عمَّان.

يا أهل الركاب اللي عليها تشدُّون

من صوب عمَّان عسى ما تعاقون

شيلوا مزاهبكم وداروا على الهون

عوجوا رقابه لين أحضِّر دواتي

* * *

وأكتب كتاب فيه وصف لموصوف

رسالة خفيفةٍ وسط مظروف

وإذا حملتوها تسون معروف

وداعة معكم مع المودعات

ثم مدح عبد الله بن خليفة فيها وقال:

عطوه مكتوبي ترى فيه تسليم

وإلى عرف معناه يعطي إبراهيم

راع الصداقة والوفا، طيّب الخيم

الله يجمع شملنا والشتات

ويريد بإبراهيم إبراهيم العويد

وأعتقد أنّ تمنعه عن قول الشعر نعزوه إلى ما كانت تعيشه البلاد تلك الفترة من عدم اهتمام بالشعر وتوجس في الحديث عنه.

يقول حفيده د. عبد الله الوشمي: قال لي جدي مقولة أحسبه قالها لأبي، وكنت وقتها أسمعه قصيدة من بدايات نظمي في أيام المرحلة الثانوية، فقال: حرِّر لي مسألة فقهية أحبُّ إليّ من نظم قصيدة، وإن شئت أن تكتب شعراً فاكتب كما قال الأول:

وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت

ورداً وعضَّت على العناب بالبرد

وإلا فلا تقل!

وهذا يدل على علو الذائقة الشعرية لديه.

يقول عنه د. عبد الحليم العبد اللطيف مدير التعليم بمنطقة القصيم ونائب رئيس نادي القصيم الأدبي سابقاً وهو يتحدث عن زمالته بالدكتور صالح الوشمي (رحمه الله) وهو نجل الشيخ سليمان الأكبر:

(وكان والده الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي حفياً بنا وكان أيضاً شيخاً وقوراً مؤدباً مهذباً لطيف المعشر حسن السمت له اهتمام كبير بكتب التراث، وكان يلاطفنا ويمازحنا كثيراً ويطرح علينا بعض المسائل في الفقة والحديث والأدب والشعر وكان له خط حسن وعلى كتابته رونق ظاهر وله تفنن في الحديث والكتابة، وكان له وجاهة عند الناس واحترام ظاهر يكتب بينهم بخطه الجميل وأسلوبه العذب ويحل مشاكلهم بطريقته المؤدبة المهذبة وعباراته الجيدة التي تدل على تبحره وسعة علمه وكبر عقله).

عرف عن سليمان الوشمي حسن الخط، وجودة المعاني، اكتسب ذلك من الرسائل الذي كان يتلقاها والده، فكان يطلب إليه أن يقرأها عليه مراراً ثم يعيد كتابتها على اللوح الخشبي ويعرضها على أساتذته لمراجعتها وتصويب أخطائها. اكتسب ثقافة واسعة من رحلاته وتوليه كتابة العقيلات إلى ذويهم أو تحرير عقودهم ومعاملاتهم ومطالعته في الكتب التي كان يشتريها من مكتبات دمشق - بغداد - القاهرة - القدس - غزة - نابلس - وغيرها.

وقد أحضر معه عدداً من أمهات الكتب إلى بريدة ولا يزال معظم هذه الكتب في حوزته مثل: صحيح البخاري (مجلدان) - رياض الصالحين - مقدمة ابن خلدون - مقامات الحريري - أدب الدنيا والدين للمواردي.

وقد كتب على بعض هذه الكتب تاريخ شرائها، فقد اشترى مقامات الحريري من مكتبة دمشق بمبلغ 45 قرشاً سنة 1356هـ .. يقول الكاتب الكبير عبد الكريم الطويان) انتهى.

(قابلت الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي وهو كهل يقترب من التسعين فاستمتعت بحديثه الشيق عن القرن الذي خلفه وراءه هو اليوم معدود من معمري بريدة. أهل الخبرة والرأي وممن عاشوا تجربة زمانهم وأحداث عصرهم ببصيرة، وكان ممن يمتهنون الكتابة والتوثيق بين الناس وأي فتى في بريدة ينظر في وثائق والده أو جده سيجد أن معظم مخطوطاتها نسخت بخط الوشمي فهو كاتب العدل بين الناس في عصر لم تتأسس فيه كتابات العدل الرسمية التي أمسى الناس يراجعونها للتوثيق بينهم، وللشيخ (الوشمي) فراسة عجيبة في فهم الخطوط ومعرفة التزوير فيها، وهو يعرف خطوط الخطاطين في عصره ينظر إلى وجوههم ويقول إن حرف (الكاف) هو أظهر الحروف للتفريق بين كاتب وآخر، لأن قواعد كتابتها كثيرة وكل كاتب له لون فيها يميزه عن الآخر) انتهى.

لقد كان من أشد ما سمعت عن هذا العلم الفذ ما حدثني به الأستاذ الصديق صالح التويجري مدير التعليم سابقاً من أنه سعى إلى ترتيب لقاء صحفي للأستاذ محمد الوكيل في صفحة ضيف الجزيرة مع الشيخ سليمان الوشمي لكنه اعتذر، وفقد الناس سجلاً هائلاً مختزناً من المعلومات والأحداث والتراجم والأخبار.

وفي سنة 1413هـ فقد الشيخ سليمان الوشمي (رحمه الله) فلذة كبدة وأكبر أبنائه وأبرز رجالات التعليم في القصيم عموماً د. صالح الوشمي (رحمه الله) بعد مرض عضال فصبر واحتسب وتقدم الصلاة على ابنه وتلميذه والآخذ عنه العلم والفضل فصدح بكلمة جزلة بليغة اللهم ارض عنه فإني عنه راضٍ. ثم كبَّر وصلى عليه في مشهد مهيب هائل في الجامع الكبير في مدينة بريدة.

وفي عام 1417هـ ودّعت بريدة تاريخها وقلمها وموثقها بعد أن أغلق الصفحة المائة من عمره قضاها في سيرة حسنة وصفحات غراء بيضاء وناصعة من العمل الخيري وبذل المعروف والإحسان والعلم والفضل.

بل إن ثناء الناس ليس محصوراً في المنتفعين والمستفيدين من معروفه وإحسانه فها هو الشيخ العلاّمة محمد بن عثيمين (رحمه الله) يكتب رسالة مؤثرة يمتدحه ويثني على صنيعه في التوثيق والكتابة والإحسان إلى الناس.

رحم الله الشيخ العدل الكاتب سليمان الوشمي، وغفر الله للموحِّد العظيم الملك عبد العزيز الذي لقّبه بالنشمي.

د. محمد بن عبدالله المشوح


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد