Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/11/2008 G Issue 13193
الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429   العدد  13193
الناقوس يدق
د. خليل إبراهيم السعادات

من الأمور المهمة والأساسية في اقتصاديات أي مجتمع المشاريع الصغيرة، والتجارة الصغيرة، والأعمال الاقتصادية المالية الصغيرة .. مجموع هذه العناصر يمثِّل قوة اقتصادية هائلة وأمناً اقتصادياً كبيراً للمجتمع. المتمعِّن لوضع الأعمال والمشاريع الصغيرة في المجتمع السعودي، يرى أنّ هناك هدراً كبيراً وإمكانات مالية هائلة تذهب خارج البلد والأحق بها أهل هذا البلد وأبناؤه، بمعنى أننا لو ذهبنا إلى أماكن التبضُّع الصغيرة، وهي البقالات، فلا نجد إلاّ العمالة فهي التي تدير المكان وتبيع وتشتري وتكسب وتربح وتصرف البضائع وتقوم بعملية المداولات المالية وتدوير البضائع، فمَن هو الرابح الحقيقي هنا .. هل هو صاحب العمل الأساسي الذي ربما يتقاضى مبلغاً زهيداً نظير تركه هذا المحل باسمه فقط، أم هم العمالة الأجنبية التي تسعى ليل نهار للكسب المادي وإن كسباً شريفاً إلاّ أنّ الأمنيات أن يكون لأبناء الوطن نصيب من هذا الكسب، فأين هم أين .. أين هم شباب الوطن من البقالات المنتشرة بالآلاف في جميع مدن المملكة، والتي تسيطر عليها العمالة. وقياساً على ذلك تأتي محلات بيع الأدوات الصحية والكهربائية ومحلات البلاط والسيراميك، ومحلات بيع قطع غيار السيارات، أليس من المستغرب أن لا تجد مواطناً يبيع في هذه المحلات وبما تمثله من موارد اقتصادية كبيرة إلاّ نادراً جداً. وهناك أيضاً محلات بيع المستلزمات الرجالية والنسائية والأحذية والعطور، ومحلات الديكور والسجاد والستائر ومحلات أبو ريالين وغيرها الكثير .. فأين هم المواطنون من هذه الأعمال، وكيف تكون البطالة مرتفعة في مجتمعنا مع وجود هذه الفرص والإمكانات الاقتصادية الكبيرة. أمّا المطاعم فحدث ولا حرج، فأصحابها من العمالة الوافدة يرفعون الأسعار من دون خوف أو حرج، فمن سيراقبهم أو سيحاسبهم ... فمَن هو المسؤول عن هذا الوضع هل هم الشباب بعزوفهم وترفُّعهم عن هذه الأعمال، أم هي جهات مسؤولة منها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتجارة، ومتى سيتمكن المواطن والشاب السعودي من مزاحمة العمالة وأخذ مكانها شيئاً فشيئاً، فسيطرة العمالة الأجنبية على هذه القطاعات أمر غير محمود، فهي تمثِّل بنية تحتية مهمة لاقتصاديات البلد ولحاجات مجموعة كبيرة من المواطنين، فناقوس الخطر قد دقّ منذ مدة طويلة وبقي علينا أن نتنبّه ونعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ونبقي أموالنا في بلدنا، وبذلك نقدم فرصاً وظيفية ومعيشية كبيرة للمواطنين، ونوفر لهم مصادر الرزق الكريم من أوسع الأبواب .. وبدل أن تُستغل مواردنا وإمكاناتنا، يجب علينا نحن أن نستغل هذه الموارد وهذه الإمكانات لخير هذا البلد وأهله، ولا زال الناقوس يدق فهل نسمعه؟ ... وعلى الله الاتكال.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد