Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/11/2008 G Issue 13193
الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429   العدد  13193
قائد المهمَّات الصَّعبة
بقلم: خالد المالك

دوره أن يكون هكذا، فالمهمات الصعبة تحتاج في مسرحها الكبير إلى قائد بمثل شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتوافر فيها الحنكة والدهاء والحكمة والإخلاص، وإلى زعيم قوي ومؤثر هو خادم الحرمين الشريفين الذي ظل هاجسه ومناه أن يرى هذه الأمم على امتداد الكون، بأديانها ومعتقداتها وطوائفها ومذاهبها وأطيافها وثقافاتها المتباينة تتحاور لتتفق على كلمة واحدة وموقف واحد وتعاون مفتوح في كل الميادين والمجالات.

***

عبدالله بن عبدالعزيز هو إذا ً زعيم هذه المرحلة، ورجل المبادرات الكبيرة، وصاحب النوايا الحسنة، والقائد الملهم الذي همه أن يتمتع الانسان أينما كان بحقه كاملاً في الحياة الحرة الكريمة التي تتوافر فيها مظلة الأمن والعيش الرغد ضمن ضوابط أخلاقية واجتماعية وإنسانية ودينية مع تعاون اقتصادي وثقافي وسياسي وأمني مشترك.

***

ومثل هذا الدور، مثل هذه الرؤية، ومثل هذا المفهوم، لا يتبناه ولا يصدر إلا عن قائد تاريخي هو خادم الحرمين الشريفين الذي جاء إلى نيويورك ومن قبل إلى مدريد وقبلهما إلى مكة المكرمة يحمل للعالم رسالة محبة من أقدس بقاع الدنيا، ويهدي لشعوب العالم باسم شعبه أهم خطوات التقارب بين أتباع الديانات السماوية، وأهم آليات الحوار الناجح للحد من الخلافات بين دول العالم.

***

وقدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يحمل على كاهله هم العالم، وأن يعيش معاناته وهمومه، وأن يخطو هذه الخطوة نحو توحيد الرأي والرؤية على حساب وقته وراحته وصحته، وأن يوظف مكانته ومكانة بلاده لبناء أوثق العلاقات بين شعوب العالم، حقناً للدماء، ولمزيد من الحب بين الانسان وأخيه الانسان، وتكريسا وإنجاحا لكل ما يعزز لحمة التعاون بين الدول والشعوب، بعيداً عن الصراعات والصدامات والخلافات وهدر المال والاقتصاد وكل إمكانات الدول في حروب مدمرة وخلافات لا طائل من ورائها.

***

في نيويورك مقر الأمم المتحدة، هاهي مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار العالمي بين أتباع الديانات السماوية تصل بنجاح إلى محطتها الأخيرة، حيث تشهد الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً وعلى مدى يومين وبحضور عدد من القادة وممثلي الدول تتويج هذه المبادرة بخطاب تاريخي يعلن فيه خادم الححرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من منبر الأمم المتحدة وأمام أسماع دول وشعوب العالم عن مشروعه التنويري الجاد بالحوار بين اتباع الديانات السماوية، معطيا بذلك الفرصة للإجماع الدولي ليتبنى ويدعم هذه المبادرة بإصدار بيان من الأمم المتحدة بذلك.

***

والحوار العالمي هذا، أخذ من الملك عبدالله جهدا طويلا، وعملا متواصلا، ومتابعة مستمرة، وإصراراً على ضرورة بلوغه كل هذا النجاح، بعد أن لاحظ بما لديه من خبرة ورؤية أن أوضاع العالم في تدهور مستمر، بما أصبح يهدد أمن وسلام واستقرار العالم في الحاضر والمستقبل، فأفصح المليك إثر ذلك ولأول مرة عن مشروعه إياه في ديسمبر من عام 2007م في الكلمة التي ألقاها أثناء استقباله رؤساء بعثات الحج في مكة المكرمة، ليؤكد بعد ذلك تصميمه على المضي بمبادرته في كلمة أخرى له خلال استقباله للمشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي في مارس من عام 2008م في مدينة الرياض، لتكون الخطوة التالية أن عُقد المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار بمكة المكرمة في يونيو من عام 2008 م برعايته وكلمة بليغة منه، ليلي ذلك عقد المؤتمر الدولي للحوار في العاصمة الاسبانية مدريد بحضوره ورعايته في شهر يونيو من عام 2008م حيث كانت هناك كلمة مهمة وجهها إلى أتباع الديانات.

***

وغداً وبعد غدٍ - إن شاء الله- وبحضور دول العالم سيشهد مبنى الأمم المتحدة يوماً من أيامه التاريخية من خلال النهاية السعيدة المتوقعة لهذا الحوار العالمي الذي انطلق من فكر وعقل عبدالله بن عبدالعزيز ، حيث ستكون هناك كلمة لخادم الحرمين الشريفين ولآخرين من زعماء دول العالم، وهناك بيان سوف يصدر من الأمم المتحدة يعلن فيه عن تبنيه هذا المشروع الذي يؤمل منه أن يزيل العنصرية والكراهية والحقد والبغضاء بين شعوب ودول العالم، وليفتح الطريق أمام صفحة جديدة من التعاون بين هذه الدول وتلك الشعوب، دون المساس بعقائدها ودياناتها ومذاهبها وثقافاتها.

***

كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز غداً ومن منبر الامم المتحدة والتفاف العالم حول فكرته العالمية الخلاقة التي تبناها، وهذا المشروع الحضاري والانساني الذي سعى إلى إنجاحه، لا يعدو أن يكون حلقة واحدة في سلسلة طويلة من المبادرات التي اعتاد أن يهديها إلى العالم من حين إلى آخر، بحثا عن الوئام والحب والسلام والاستقرار الذي ينبغي أن تسود بين دول وشعوب العالم.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 2 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد