Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/11/2008 G Issue 13193
الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429   العدد  13193
أستاذي: رحمك الله
بقلم: خالد المالك

عانى من المرض كثيراً، لكنه كان قوياً بإيمانه وصبره وجلده وإرادته، حتى وافاه الأجل المحتوم، ليبكيه كل من عرفه قريباً كان أو جاراً أو زميلاً أو صديقاً أو طالباً تلقى التعليم على يديه.

***

وكنت ممن عرف الفقيد الغالي إبراهيم الضويان أستاذاً لي حيث تعلمت على يديه، وصديقاً وأخاً عزيزاً جمعتني به فيما بعد المجالس والمناسبات والمحبة الصادقة فآنستني مسامراته وقصصه ورواياته وطرائفه وأحاديثه العذبة.

***

كان أستاذي في منتصف السبعينيات الهجرية من القرن الماضي في مدرسة مدينة الرس الابتدائية العسكرية، يعلمنا المواد الإسلامية إلى جانب زميله أستاذي الآخر سالم الخليوي، فكان الاثنان نعم الأستاذين في الإخلاص والجدية في العمل والحرص على طلابهما.

***

وأمس فاجأني اتصال هاتفي بمكاني في نيويورك ينعى وفاته، ويبلغني بأنه قد مات، وأنه قد ودع الدنيا إلى ما هو خير وأبقى إن شاء الله، فتأثرت لرحيله، وحزنت لوفاته، وتأثرت أكثر لأن شهوراً مضت دون أن ألقاه، كشأننا في هذه الحياة، حيث تشغلنا أعمالنا ومسؤولياتنا عن أحبابنا وأصدقائنا ومن يكون قد علمنا حرفاً كهذا الأستاذ الغالي الذي صدمني خبر وفاته.

***

وبوفاة الأستاذ إبراهيم الضويان نخسر ذاكرة جيدة لراوية تحتفظ بالكثير من الذكريات الجميلة والممتعة عن تاريخ الأسر في مدينة الرس، وتغيب بغيابه قصص طريفة، ومواقف نادرة، وحكايات بريئة لا يعرفها غيره عن الناس هناك، مثلما فقدنا جانباً منها بوفاة الفقيدين العزيزين عبدالله الحناكي ثم مطلق المحيا.

***

هذه إذاً سنة الحياة، ففي كل يوم لنا موعد مع أعداد كبيرة من الموتى الذين نودعهم بدموعنا، مثلما تغمرنا السعادة حين يكون لنا موعد مع من يولدون بين ظهرانينا هنا وهناك، فاللهم ارحمه واغفر له ونجه من الذنوب والخطايا، واجعل له مسكناً ينعم به في جنات النعيم مع الأبرار وإلى جانب المبشرين بالجنة، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، إنك على كل شيء قدير.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 2 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد