Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/11/2008 G Issue 13193
الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429   العدد  13193
هذرلوجيا
ابحث عن غيري!!
سليمان الفليح

مسكين جيلنا هذا الذي شهد النكبة والنكسة وعانى (الوكسة) كما يقول صديقنا الساخر محمود السعدني، فذهب يبحث عن طريق يوصله إلى النصر فتعلق أولاً بالاشتراكية وناضل من أجل تحقيقها لتحقق له النصر فحققت له القهر والسجون والمنافي. وبعد أن ذهب (رُبع) جيلنا بسبب ذلك قال لنا (أهل الاشتراكية) لقد خدعناكم لسبعة عقود (ما فيش اشتراكية) ابحثوا عن غيري(!!)

فتعلقنا بالقومية وبعد أن ذهب (الرُبع) الثاني من جيلنا بسببها قال لنا (أهل القومية - صدام مثلاً) لقد خدعناكم كثيراً (ما فيش قومية) ابحثوا عن غيري(!!)

فقلنا إذن ليس لنا إلا العودة إلى الإسلام وقلنا إنه الطريق الوحيد إلى النصر ولكنه أفرز لنا وللأسف الشديد (إسلاموية) متطرفة تكره الحياة وتدعو للقتل والانتحار فخسرنا ربعنا (الثالث) بسبب العمليات الانتحارية العمياء فكرهنا العالم كله وقال لنا أهله - أي أهل العالم - (مافيش وجود لكم بيننا) فلتبحثوا لكم عن عالم غيري(!!)

وحينما لم يبق من جيلنا إلا (الرُبع) الأخير وبعد أن خدعته الاشتراكية وخدعته القومية وخدعته الإسلاموية قال إذن لم يبق لي طريق آخر إلا الارتماء بأحضان الرأسمالية ما غيرها - ولعلها تصفح عني - لكل تقلباتي السابقة ولكن (أهل الرأسمالية) وقبل أن نصل إليها قالت له هأنا أنهار أمامك اليوم، (مافيش رأسمالية) ابحث عن غيري!!

أخيراً وبعد أن أعيانا البحث ولأزمته العتيدة (ابحث عن غيري، تنبه جيلي كمن يغط في سبات عميق وخرج على طريقة (أرخميدس) وجدتها. وجدتها فلماذا (أين أذنك يا حبشي) لماذا لا تذهب إلى (أهل القضية نفسهم أي الفلسطينيين ونبحث من خلالهم عن النصر من أجل قضيتهم ولكن جيلي وجدهم يقتتلون على جزء يسير من أرضهم من أجل (مغانم صغيرة9 وتجاذبات خارجية تافهة ومن خلال انشغالهم ببعضهم بعضا قالوا لجيلي (سيبونا بحالنا) (فش كضيّه هسّع) ابحوثا عن غيرنا(!!)

وحينما لم يتبق من جيلي المهزوم والمأزوم والمصدوم إلا القليل القليل عاد آخراً وأخيراً للبحث عن ذاته. وحينما واجهها وجهاً لوجه قالت له ذاته: لقد خدعتني كثيراً مثلما خدعك الآخرون لذلك (مافيش ذات عندك)!! فابحث عن ذاتٍ غيري(!!)



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد