Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/11/2008 G Issue 13193
الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429   العدد  13193
نوافذ
الانتخابات
أميمة الخميس

الدورة الثانية من انتخابات المجلس البلدي باتت على الأبواب، وفي استطلاع قامت به أحد مراكز البحث في السعودية خلصت إلى بعض النتائج المفزعة والتي منها أن 72% من المشاركين في الاستطلاع يرفضون مشاركة المرأة في المجالس البلدية وأسبابهم تتراوح ما بين عدم الأهلية، أو الخشية من التجاوزات على مستوى معين.

بينما 58% من شريحة البحث ترفض أيضا مشاركة المرأة في التصويت لانتخابات المجالس أيضا.

هذه النتائج (إذا افترضنا اكتمال شروط الاستطلاع العلمية بها وتحقق شروطه) فهي تفضي بنا إلى حقيقة عجيبة، تجعلنا نراجع الكثير من الخطط التنموية والمشاريع والبرامج التعليمية والتدريبية التي كانت تستهدف المرأة، وتسعى إلى تأهيلها وإعدادها بحيث تكون منتجة على الصعيد الاقتصادي والعملي وطرفا فاعلا في التنمية الوطنية.

فأمام هذه النتائج سنلتفت إلى عمر تعليم المرأة لدينا الذي تجاوز نصف قرن! وسنسأل نصف قرن والمرأة تخترق الفضاء العام للمدن المحلية جيئة وذهابا، إما طالبة أو معلمة أو طبيبة أو تاجرة أو إعلامية مهندسة أو مصرفية... ولن أستمر في تعداد القائمة بصورة إنشائية اعتدنا عليها، لكن الذي أعرفه أن هذا الحضور القديم لم يخلق حالة جيشان مرادف يرسخ صورة المرأة المنتجة وليس العاطلة (المرأة العاقلة وليست فاقدة الأهلية) المرأة مكتملة الشرط الإنساني وليست النصف أو الربع أو التي بحاجة إلى مقعد متحرك يتنقل بها.

لم تستطع المرأة أن تخلق لها في الوجدان الشعبي حضورا يثق بها كإنسانة لها إرادة مستقلة ومتفردة وخيارات مبدعة ووعي وإدراك وقدرة على المشاركة في المسيرة التنموية.

أين الخلل في هذا ما هو السبب؟ ما الأمر الذي يرتفع شاهقا في وجه المرأة المسلمة من المشاركة والفاعلية والإنتاجية؟

إذا أعطاها الله سبحانه من القدرات والمؤهلات بالصورة التي تستطيع بها أن تشارك في عمارة الأرض، وترفع من شأن محيطها، من الذي يمنع إماء الله من الحضور في المشهد التنموي؟

نشرت مجلة (ايل) الفرنسية واسعة الانتشار نتائج استطلاع قامت به أن 91% من الفرنسيين لا يعارضون مسألة انتخاب امرأة لمنصب رئاسة الجمهورية يا للمفارقة، وقبل أن يهرع أحد ما بالزئير الآن امتعاضا من المقارنة مع المرأة الفرنسية سأستجوبه عن الازدواجية التي نعيشها فيما يتعلق بتحليل وتفسير والتعامل مع الفضاء الذي تتحرك به النساء بشكل إيجابي؟

أولئك النساء اللواتي أمضين جل أعمارهن على مقاعد التعليم أو بين ردهات العمل الفاعل المنتج، ومن ثم يكتشفن فجأة أنهن بالمنفي القسري بعيدا عن الفاعليات الوطنية.... مقصيات يكملن أدوارهن التقليدية كسكرتاريا تنفيذية عاطلة عن الإرادة والوعي المستقل.

فهل علاقتنا مع النساء هو أبرز ملامح جهلنا وتخلفنا وقصور وعينا... أمام المجتمعات العالمية.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد