Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/11/2008 G Issue 13194
الاربعاء 14 ذو القعدة 1429   العدد  13194
بعد كارثة فيضانات السيول في اليمن الشقيق
ما الذي بقي في حضرموت؟!

الجزيرة - خاص

أهدى سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجهورية اليمنية الشقيقة الأستاذ علي محمد الحمدان ورجل الأعمال المهندس عبدالله أحمد بقشان لـ(الجزيرة) مجموعة من الصور النادرة التي تعبر عن حجم الكارثة التي أحدثتها الأمطار والسيول في حضرموت، وهي صور تم التقاطها أثناء وجود السفير في حضرموت مترئسا الوفد الإغاثي السعودي حيث قام بجولة تفقدية للمدن والقرى والوديان التي تضررت، معرضين حياتهم للخطر أثناء انهمار الأمطار وفيضانات السيول للتعبير عن وقوف المملكة حكومة وشعبا مع إخوانهم في هذا الوطن الشقيق بالتخفيف من مصابهم في الأرواح والأموال.

وأفاد سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين أن اليمن الشقيق حكومة وشعبا عبرت عن خالص الشكر والتقدير للموقف السعودي. وأضاف: لقد شعرنا أثناء تجولنا في المناطق المنكوبة في حضرموت أننا بين أهلنا، فقد ارتفع الناس هناك فوق جراحهم وأحزانهم وانشغلوا بالترحيب بنا ومحاولة إكرامنا بأريحية عربية أصيلة رغم كل تلك الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشونها، وعبروا بمشاعر صادقة عن شكرهم لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز تجاه اليمن والشعب اليمني التي تعبر عن الأخوة الحقة والتآزر الحميم في كل الأوقات، أوقات الرخاء وأوقات الشدة.

ومن جهته صرح رجل الأعمال المعروف المهندس عبدالله أحمد بقشان الذي رافق سفير خادم الحرمين في جولته: إن حجم الكارثة أكبر بكثير مما نقلته وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة، فهناك مناطق كثيرة لم تصلها كاميرات التصوير حاولنا الوصول إليها، وهناك أسر دفنت بأكملها أو بعضها تحت الأنقاض، وهناك أطفال مكثوا أياما تحت الأنقاض ونجوا في قصص أغرب من الخيال، منهم طفل لقيناه بعد أن فقد كل أسرته وقصته معروفة، وامرأة ركبت جذع نخلة وحملها السيل لمدة ست ساعات ثم نجت. إنها إرادة الله. وأكثر ما أثار إعجابنا في حضرموت أيام نكبتها إيمان الناس واستسلامهم لقضاء الله، وثقتهم في حكمته سبحانه، وترحيبهم بنا بنفوس كبيرة عزيزة دون شكوى أو تبرم أو إظهار حزن أو ضعف وأيضا شعورهم بالشكر والامتنان لما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والجسر الإغاثي الجوي السعودي الذي أمر به، وما كان له من دور في التخفيف من مأساة إخواننا هناك فضلا عن وجود الوفد الإغاثي السعودي بينهم ومشاطرته لهم أحزانهم.

والجدير بالذكر أن الأمطار التي هطلت على حضرموت على مدى 30 ساعة دون توقف قد أحدثت أضرارا جسيمة في الأرواح والأموال، فقد قتل وفقد مئات الأشخاص والأسر ممن جرفتهم السيول وتحت الأنقاض، ودمرت مئات المنازل لأسر وجدت نفسها بين عشية وضحاها بلا مأوى ولا ملبس ولا مال، فضلا عن ما حدث من دمار شامل تقريبا للبنية التحتية في المدن والوديان حيث جرفت الطرق المسفلتة وانهارت الجسور وأتلفت المحاصيل الزراعية ومناحل العسل الحضرمي الشهيرة، كما جرفت السيول المئات من أشجار النخيل وحوالي 6000 هكتار من الأراضي الزراعية معظمها في وادي دوعن. وتركزت معظم الأضرار في مدن وادي حضرموت ذات العمارة الطينية وطالت قصورها التاريخية والأثرية والسياحية. وكان التقدير الأولي للخسائر في كارثة السيول بحضرموت والمهرة وفق تقرير البنك الدولي حوالي مليار دولار، وهي الأسوأ في تاريخ المنطقة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد