Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/11/2008 G Issue 13194
الاربعاء 14 ذو القعدة 1429   العدد  13194
الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لـ«الجزيرة»:
رعاية خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان تجعل له ثقلاً دولياً

القاهرة - مكتب «الجزيرة» - دينا عاشور:

أشاد الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بمصر بالدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين للعالم كله من أجل عقد الاجتماع الدولي لحوار الأديان في نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة، وثمن عبدالباقي الجهود المكثفة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال: إنه حضر الاجتماع الأخير الذي نظمته المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين في مدريد ووصفه بأنه أنجح حوار للأديان في الفترة الأخيرة، فقد ترك علامة وتأثيرا كبيرين على المستوى العالمي.

وأكد الشيخ عبدالباقي في حوار ل(الجزيرة) على وجود تعاون وثيق بين الأزهر والمؤسسات الدينية المختلفة بالمملكة، مشيرا إلى الإساءات التي يتعرض لها الإسلام من بعض الدول الغربية والذي اعتبرها تعديا سافرا على حرية العقيدة التي ينادي بها الغرب.

وشدد على ضرورة تصدي المؤسسات الإسلامية لتلك الإساءات الموجهة إلى الإسلام من خلال إرسال العلماء إلى الغرب للتحاور معهم وتوضيح لهم سماحة الدين الإسلامي.

وفيما يلي نص الحوار:

* بداية هل ترى أن مؤتمرات حوار الأديان آتت بالثمار المرجوة منها؟

- أنا أرى أن حوار الأديان مصطلح سياسي فرض على العالم الإسلامي، لأنه منذ ظهور الإسلام لم يكن بينه وبين أي دين خصومه، بل أمن لكل الأديان وعاش في ظله أصحاب الديانات المختلفة أثناء قوة الدولة الإسلامية، ودائما يراعي الإسلام حق غير المسلمين في العبادة والحفاظ على دور عبادتهم، إلا أن مصطلح حوار الأديان أراد الغرب به كيدا للإسلام والمسلمين ورغم ذلك ومما لاشك فيه أن حوار الأديان الأخير الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين بمدريد كان من أنجح حوارات الأديان فقد ترك حسا وعلامة كانت غائبة عن العالم كله، وساعد على ذلك حضور خادم الحرمين الشريفين بنفسه المؤتمر، فضلا عن حضور ممثلين عن جميع الأديان السماوية، مما جعل هذا الحوار حوارا حقيقيا لتحاورنا مع أناس لا تعرف الإسلام أو المسلمين.

* كيف يواجه المسلمون الإساءات الموجهة للإسلام؟

- يعتقد البعض أن الإساءات إلى الإسلام حديثه العهد إلا أن الحقيقة أنها موجودة منذ بعثه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن ما استحدث على الساحة هو الهجوم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هجوما سافرا، وهنا يتحتم على المؤسسات الإسلامية إرسال علماء إلى تلك البلاد المسيئة لدراسة الظاهرة ومقابلة الجاليات لشرح سماحة الإسلام، وتوضيح أنه ليس من أخلاق الأديان استفزاز مشاعر مجموعة من السكان، مما يعتبر تعديا على حرية العقيدة التي ينادي بها الغرب.

* نأتي لمجمع البحوث الإسلامية بمصر ومدى التعاون بينكم وبين المؤسسات الدينية في المملكة العربية السعودية؟

- هناك تعاون وثيق بين الأزهر والسعودية خاصة المؤسسات الإسلامية بها وعلى وجه الخصوص رابطة العالم الإسلامي، جامعة المدينة المنورة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويتمثل التعاون بيننا في تبادل العلماء، وإبداء الآراء في القضايا الإسلامية المختلفة، فضلا عن حضور المؤتمرات وتأييد المملكة في مؤتمراتها.

* يتألف مجمع البحوث الإسلامية من 50 عضواً من علماء الإسلام بينهم 15 عضواً من خارج مصر، إلا أنهم لا يحضرون اجتماعات المجمع، فهل تصح قرارات المجمع بدونهم؟

- إن قرار تطوير الأزهر رقم 103 لسنة 1961 ينص على تكوين مجلس المجمع من 50 عضوا على أن يكون من بينهم 15 عضوا من خارج مصر، إلا أنه في واقع الأمر بعد وفاة الأعضاء الـ15 المعينين في أول قرار لإنشاء المجمع لم يتقدم أحد لعضوية المجمع، وبعد أن أثير هذا الأمر في وسائل الإعلام، بدأ بعض الشخصيات من الدول العربية تقديم طلبات لعضوية المجمع، وتم بالفعل تعيين ستة أعضاء حتى الآن، وجدير بالذكر أن المجمع يعقد جلسة دورية كل شهر وإذا كان هناك أمر ملح مطروح على الساحة وذات أهمية يجوز عقد جلسة أخرى خلال الشهر، مما يصعب استدعاء هؤلاء الأعضاء من بلدانهم لهذه الاجتماعات، بالإضافة إلى أن من حق أي عضو حضور خمس جلسات للجان المجمع شهريا وهذا يصعب تحقيقه في الواقع، إلا أن إسهامات الأعضاء تظهر جليا في مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية السنوية.

* ما دور لجنة القدس بالمجمع في مساندة الشعب الفلسطيني؟

- لجنة القدس بالجمع يقتصر دورها على الدراسة والتمحيص، وإصدار البيانات التي تظهر حقوق الشعب الفلسطيني، وحقوق المسلمين في القدس والمسجد الأقصى.

* وكيف تساند لجنة الأقليات الإسلامية بالمجمع ما يواجهه المسلمين في الدول الغربية من اضطهاد ومعاناة؟

- هذه اللجنة ليس لها أي دور سياسي، ودور اللجنة في مساندة الأقليات الإسلامية في الخارج يتمثل في دراسة أحوال المسلمين في الدول الأجنبية، وتلبية الأزهر لاحتياجاتهم من معلمين ووعاظ، كذلك استقبال هؤلاء الجاليات بالدراسة في الأزهر من خلال المنح المقدمة سواء من الأزهر أو من أية جهات أخرى، كما تقوم اللجنة بتوضيح سماحة الإسلام للآخرين وغرس التعاون والقيم الإسلامية، وعدم اللجوء إلى العنف وذلك بعيد تمام عن النواحي السياسية.

* ما ردكم حول الانتقادات الموجهة إلى المجمع بأنه يصادر حرية الفكر والإبداع بمنعه بعض الأعمال والمؤلفات الفكرية؟

- هذه اتهامات ظالمة وغير صادقة يروجها المروجون للفكر المنحل اللا أخلاقي خاصة من الملحدين والعلمانيين، ويريدون طمس الحقائق بالهجوم على الأزهر وتشنيع دوره في تصديه لهذه المحاولات التي تهتم بنشر الرذيلة في المجتمع وإعدام الفضيلة، ويجب أن أؤكد على أن مجمع البحوث الإسلامية ليس من اختصاصاته منع الكتب من التداول في السوق وكل ما يختص به المجمع هو إبداء الرأي فيما يعرض عليه من مواد علمية لفحصها وبيان مدى مخالفتها للشريعة الإسلامية من عدمه، فنحن لا نصادر لأننا لسنا جهازاً أمنياً، والجهات التي تطلب الرأي هي التي تأخذ برأي الأزهر الشرعي، وتملك المصادرة من عدمه، أي أن الجهات المسئولة عن أمن المجتمع هي التي تقوم بمنع الكتب ومحاكمة المسئولين.

* ما هي أكثر المناطق في العالم التي يقوم المجمع بإرسال دعاة لنشر الدعوة الإسلامية؟ وكيف يتم اختيارهم؟

- الدول الأفريقية والآسيوية هي أكثر المناطق التي نقوم بإرسال دعاة لهم، فضلا عن وجود مبعوثين لنا في كل دول العالم، ويقوم المجمع بالإعلان عن مسابقة لانتقاء العلماء الذين نرسلهم إلى أنحاء العالم، وبعد أن يتقدم العلماء من جميع قطاعات الأزهر للاشتراك في المسابقة نقوم بإجراء امتحانات لهم، ومن ينجح فيها يؤهل للسفر إلى هذه البلاد.

* وما رأيك في الانتقادات الموجهة إلى التعليم الأزهري بأنه لا يتواكب مع الحياة المعاصرة ولا يتفاعل مع الواقع، وعدم خضوع العديد من الأقسام به للمراجعة والتطوير؟

- هذه ادعاءات باطلة، ومناهج الأزهر مناسبة تماما لكل ما هو جديد، وكل ما هو مستحدث في هذا العصر، وهذه فرية أيضا من الذين يتربصون بالأزهر الشريف، في حين أن الأزهر من الناحية التعليمية مؤسسة من مؤسسات الدولة، مثلها مثل باقي الأجهزة التعليمية الأخرى، يصيبه ما يصيبها من قوة أو ضعف، فعوامل التأخر في التعليم تحتاج إلى متخصصين لمعرفة أسبابها وإيجاد حلول لمشاكل التعليم وعيوبه، وهذا ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله.

* وما رأيك في المطالبة بفصل الكليات العلمية عن الشرعية بجامعه الأزهر؟

- لقد قامت الجامعة بإعداد دراسة تطالب فيها بفصل كليات جامعة الأزهر العلمية (الطب والهندسة والعلوم عن الكليات الإنسانية والدراسات الإنسانية والتربية)، ثم عرضت المشروع على د. أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري، فاتخذ قرار التقسيم بناء على رغبة الجامعة أي أن هذا المشروع نابع من الجامعة وليس مفروضا من رئيس الوزراء المصري، وإذا كان الفصل به مصلحة التعليم الأزهري فنحن نرحب به، بناء على الدراسة التي أعدتها الجامعة بهدف تطوير وتفعيل أساليب التعليم وتقويته.

* كيف يمكن تقنين عملية فتاوى الفضائيات التي انتشرت بشكل عشوائي، وأدت إلى تضارب الفتاوى وحدوث بلبلة في المجتمع؟

- الفضائيات الموجودة حاليا تحقق أهداف الغرب من إثارة الفتن والبلبلة في المجتمع الإسلامي، وهي إحدى العوامل التي جاءت في نظرية صدام الحضارات التي وضعها (صمويل هنجتون)، أما عن قصد من هذه الفضائيات أو عن جهل، من ناحية أخرى ليس للأزهر سلطان على هذه القنوات حتى نرشدها إلى الطريق السليم، وإنما يجب وضع ميثاق شرف لتنظيم العمل في هذه القنوات من الناحية الشرعية، ولوزراء العرب المسئولين على الإعلام لهم دور كبير في ذلك لجعل من هذه القنوات أدوات إصلاح في المجتمع.

* وما رأيك في الفتاوى عبر الإنترنت؟

- الفتاوى عبر الإنترنت أصبحت عملا تجاريا بحتا يستغل فيه الدين لتحقيق أرباح سريعة كما أنها أصبحت من الفوضى التي أراد بها الغرب لوقع المسلمين بها، ويؤكد هذا تعدد المواقع وما يقابلها من مواقع مضاعفة تهاجم الإسلام، والمسلم هو الضحية لهذه المواقع.

* وكيف يمكن مواجهة هذه الأزمة؟

- المحافظة على القيم وعادات المجتمع الإسلامي وتقاليده والتمسك بالقيم الإسلامية والرجوع إلى الله هو الحل الوحيد.

* في إنشاء قناة فضائية للأزهر لنشر الدعوى الإسلامية؟

- هذا شيء طيب يمكن تحقيقه ويستحيل في ذات الوقت، لأن الأزهر والمسلمين سيوجه لهم اتهام بالعنصرية والتمييز، وستظهر مطالب في المقابل بإنشاء قناة أخرى مسيحية، ولكن لنا موقع إلكتروني نرد فيه على الفتاوى، ونقدم فيه بعض الدروس والخطب المهمة التي يحتاجها المسلم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد