Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/11/2008 G Issue 13194
الاربعاء 14 ذو القعدة 1429   العدد  13194

أبا الخيل: شخصت الداء ووصفت الدواء
مطلق بن عبد الله المطلق

 

نسعد كثيراً حين يعود ذوو الخبرة لأوراقهم، فيستعيد بهم المشهد الإعلامي أقلاماً صمتت ثم حكت لتلخص موقفاً يحتاج إلى توقف، وهكذا سررت حين قرأت مقالة معالي الأخ الأستاذ محمد أبا الخيل وزير المالية الأسبق والوجه الاقتصادي البارز معنونة (بالعرب والشرق الأوسط) (صحيفة الشرق الأوسط 10-11-2008م). ورغم قصره فلقد جاء موجزاً مركزاً حاملاً الهم العروبي التائه داخل مدارات التقسيم (الجيوسياسي) بين كتلة (العالم العربي) التي تكاد تختفي، وكتلة (العالم الإسلامي)، ومجموعة الشرق الأوسط التي توشك أن تكون البديل، وفيها ما فيها من نزع مناطق وانتزاع نطاقات تنفصل بها تركيا وباكستان وأفغانستان وإيران ودول شمال إفريقيا العربية لأن لكل من هذه انتماءاتها الإقليمية والدولية.

أود أن أقول: إن مقال الشيخ أبا الخيل يمثل إشارة إلى هشاشة التركيبة (الجيوسياسية) التي يراد لنا الإنضواء فيها لنكون - مع ضعفنا - الحلقة الأضعف في الدوائر السياسية والاقتصادية العالمية التي تتجه إلى صنع محاور قوية قادرة على المواجهة في منظومة العالم الجديد بعد أفول الحرب الباردة وظهور خوارط سياسية متعددة أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي وحروب الخليج وأحداث الحادي عشر من سبتمبر.

لا ريب أن العالم - اليوم - يسير وفق لغة المصالح، وفي منطقتنا العربية الممتدة ما يستهوي باحثي الاستثمار، وما يبرر مؤيدي الاستقرار، والقضية - مثلما كتب معالي الأستاذ أبا الخيل - ليست عاطفية تحاول استثارة المشاعر، لكنها تمس الوجود الحقيقي للأمة بما يؤكد ضرورة الوحدة العضوية لا عبر شعارات بل عبر حقائق على الأرض تكتبها الأرقام لا الأحلام.

مضى زمن كنا نتغنى فيه بقصيدة فخري البارودي:

بلاد العرب أوطاني

من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن

إلى مصر فتطوان

وأخشى من غد لن يبقى فيه لدى أبنائنا وأحفادنا من العروبة حتى أبيات شعر تبكي على الأطلال.

* رجل أعمال


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد