Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/11/2008 G Issue 13201
الاربعاء 21 ذو القعدة 1429   العدد  13201
تاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

نجح أوباما في الانتخابات الأمريكية وصار الرئيس (44) لها وكانت أولى كلماته عن مدى صعوبة الآتي من الأيام عليه، وعن امتنانه لهؤلاء الذين قال فيهم: (ناموا قليلاً وعملوا طويلاً).. العالم كله انشغل بالحدث (الصدمة والفرحة) حيث إن أكثر الجمهوريين في أمريكا تشاؤماً لم يخطر على باله هذا الفارق الكبير في النتائج الذي ترتب عليه (دمقرطة) مجلس النواب والشيوخ أيضاً.

المؤكد أن الجمهوريين الآن منخرطون في دراسات معمقة عن أسباب ونتائج هذه الصدمة، وفي الوقت نفسه يرتقبون بسعادة خافية قادم الأيام بمآسيها المالية والعسكرية التي ستحط رحالها أمام الرجل الأسود في البيت الأبيض. كل شيء يخطر على البال يحدث الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن نظرية المؤامرة يؤخذ بها أيضاً فهناك من يقول: إن من جاء بأوباما رئيساً هم الجمهوريون!!

ليس هذا ما يعنينا بالكامل، حيث إننا أمة عليها أن تتلقى نتائج ما يحدث في العالم شاءت ذلك أم أبت، لأنها لا تستطيع إلا تكون كذلك، كثير من كتابنا وشيوخنا ومفكرينا يخرجون علينا كل يوم بتحليلات وتأويلات يصب معظمها في الاصطفاف إلى جانب (أوباما)، حتى أن رجلاً كبيراً في منصبه وقيمته قال إن عينيه دمعتا، حين أعلنت نتائج الانتخابات في أمريكا. المشكلة تكمن لدينا في أمرين: أولهما أن معظمنا بدأ ينظِّر لما سيأتي به أوباما وفي نيته وهو يفكر أنه قادر هو شخصياً أن يكون في قومه أوباما آخر.. والثاني أننا تعجلنا الحكم على الآتي من الزمن وخلنا للحظة أن كل مشاكلنا وكل ما لحق ويلحق بنا من مآسي سينتهي قريبا على يد أوباما، كيف لا وهذا الرجل هو ابن الرجل المسلم حسين أوباما؟!

كان علينا أن نتوقف قليلاً أمام الحدث الكبير لنخرج على العالم بمواقف عاقلة وهادئة أقلها انه لا أوباما ولا العالم كله يمكن أن يعيد لنا حقاً، أو أن يحل لنا قضية دون أن نكون نحن مستعدون وأكفاء، لذلك ليس من السهل أن نصفق لأي حدث في أي مكان وزمان، وفي الوقت نفسه لا نستمع إلى نداء عقولنا التي تهيب بنا أن نكتشف بعض قدراتنا التي لا تزال عاطلة قبل وبعد أوباما.

أحد الصحفيين سأل مجموعة من الطلبة الأمريكيين عن آرائهم في نجاح أوباما في الانتخابات فأجابوا إجابات شافية، وحين سألهم عمن يرغب في أن يكون رئيساً في المستقبل رفع اثنان فقط منهم يديهما.. تصوروا معي لو أن هذا السؤال طرح على واحد من شعوبنا العربية أو المسلمة.. وتاليتها؟!!

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة 5940 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد