Al Jazirah NewsPaper Monday  01/12/2008 G Issue 13213
الأثنين 03 ذو الحجة 1429   العدد  13213
مستعجل
حجاج بلا تصاريح..
عبد الرحمن بن سعد السماري

الحج ذلك الركن العظيم من أركان الإسلام.. وهو حلم أكثر من مليار وثلث المليار مسلم.. كلهم يطمعون في أداء هذه الفريضة.. وزيارة الأماكن المقدسة وهذه البقاع.. وهذه الأماكن.. محدودة المكان.. ضيقة في أماكنها رغم الجهد العظيم الذي بذلته الدولة وتبذله للتوسعة والإنجاز وتوفير كل احتياجات الحجاج.. إلا أن المشاعر معروفة محدودة الساحة لا يجوز التحرك خارجها.. إذ لا يجوز الوقوف خارج عرفة ولا المبيت خارج منى.. ولا المبيت خارج مزدلفة.. ولا الطواف في غير مكان الطواف.. ولا السعي في غير مكان السعي.. ولا الرمي في غير مكان أو وقت الرمي.. وهكذا الإحرام وهكذا المواقيت.. وهذا.. يتطلب من الجهات المسؤولة.. المزيد من التنظيم والترتيب فوق الإنجاز ومشاريع البناء والتوسعة.

** نعم.. لقد أصدرت الجهات المسؤولة تنظيمات وتعليمات.. ومن أبرزها.. ضرورة الحصول على ترخيص.. ويهدف هذا الإجراء إلى إتاحة الفرصة أمام أكبر قدر ممكن من المسلمين لأداء النسك وفتح المجال أمام من لم يتم فرضه أن يتمه.. بدلا من أن يكرر شخص (ما).. الحج كل عام على حساب الآخرين.

** ولكن.. يلاحظ أن هناك متحايلين يتحايلون في أداء الحج بلا تصريح.. وقد أصدر العلماء فتاوى في هذا الشأن حول التحايل في التصريح.. وحول أداء الحج (حيلة) أو من خلال حيلة أو كذب.. والمسلم.. ينبغي أن يكون صادقا واضحا مؤتمنا.. فكيف يؤدي نافلة بحيلة؟

** كيف يتحايل البعض أو يكذب أو يزور أو يغش بحجة.. أنه يتنفل بالحج؟

** وهكذا من يتحايل أو يخالف الأنظمة واللوائح في مجالات أخرى.. حيث إن هناك لوائح وتعليمات وتنظيمات تتعلق بالحج.. وبعضهم.. يظن أن مخالفتها جائزة أو هي من باب الشطارة أو الفهلوة.

** بعضهم يستعد لأداء النسك بكافة الاستعدادات.. ويعمل كافة الأعمال المطلوبة.. وإذا جاء إلى الأنظمة والتعليمات.. دخلها من باب الجهل والتلاعب والكذب والغش والتزوير.

** هناك أشقاء لنا مسلمون مقيمون بيننا.. يحجون كل عام منذ ثلاثين عاما.. يحجون بزوجاتهم وأولادهم وسائر أفراد العائلة.. ويعتبرونها (كشتة) أو رحلة سنوية ولا يتقيدون بالأنظمة واللوائح بل يكسرونها ويهشمونها.. ابتداء من الحج بدون تصريح.. ومرورا بالافتراش وسد طرقات المسلمين وانتهاء بمد اللسان طويلا وشتم وسب كل من يوقفهم.

** بعضهم يخيم في الطرقات ويسكن هو وأفراد أسرته ومن حوله.. ولا يهمه تحركات المسلمين أو ازدحامهم أو التضييق عليهم.. وبعضهم يرى أن المهم.. هو أداء الحج كل عام ولا يهمه الطريقة ولا ماذا فعل ولا حجم الضرر الكبير الذي ألحقه بالآخرين.

** مقيمون بيننا.. يحجون كل عام وبعشرات.. وربما بمئات الآلاف.. تزحف (قرنبعاتهم) من الآن حتى يوم عرفة.. صوب مكة.. وفي كل سيارة أكثر من عشرة أشخاص.. يحجون كل عام بلا تصاريح وبلا تطعيم.. وبلا أي إجراء آخر.. ولا يعترفون بأنظمة أو لوائح بل لا يكلفون أنفسهم عناء معرفتها.. بحجة أنهم ذاهبون لأداء النسك.

** هؤلاء الذين يحجون كل عام هم هذا العام.. على موعد مع تطبيق صارم لنظام التصاريح.. وسيعاد أدراجه كل من حاول التلاعب أو التحايل أو الكذب أو الغش.. سيرجع من حيث أتى.

** لا تساهل.. ولا مجاملة لهؤلاء المتلاعبين بالأنظمة.. وكل ذلك من أجل مصلحة الحجاج الآخرين وتمكينهم من أداء النسك بيسر وسهولة.. وتمكين الملايين الآخرين من أداء هذه الفريضة.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد