إشارة إلى المقال المنشور في العدد رقم 13193 الثلاثاء 13 ذو القعدة 1429 بعنوان القراءة تبدأ من الرضاعة أحببت أن أعقب على الكاتب.
موضوع قد قرأته وقد استثارني حقا, فكيف لنا أن لا نقرأ وكلنا نعلم أن أول آية نزلت في القرآن هي اقرأ.!
قرأت الموضوع وظل ببالي فترة زمنية وقد وجدت أن الأسهل لمعرفة الجواب هو أن أسأل نفسي: هل أنا أقرأ؟ هل أفهم ما أقرأ حقا؟؟
يا إلهي، أنا لا أقرأ؛ مع أني أعشق القراءة وكانت هوايتي القديمة منذ الصغر, فلا أحب أن يمر كتاب أو ورق من أمامي دون أن أقرأه اكتشفت بعدها أني منذ زمن لم أقرأ, فترة طويلة حقا مع أني أشتري كتبا وأحرص على اقتناء كل ما هو جديد إلا أني لم أقرأها فعلا. يا إلهي, بعضها قد تصفحتها والبعض لازلت أذكر عنوانها فقط. ولأجيب أكثر ذهبت إلى دفاتري وكتاباتي وموضوعاتي التي أطرحها في المنتديات وكذلك ردودي, فهالني ما رأيته من محصولي اللغوي الذي يساوي صفرا ومكتسبي العلمي القليل جدا.
صدمت لهذا الواقع المرير, فذهبت إلى كتبي المرصوفة على مكتبتي الصغيرة لأقرأ وأقرأ وأروي عطشا قد أصابني فجأة وأعتقد أنها من هول الصدمة.
ولأخفف عني قليلا, ذهبت إلى إخوتي وصديقاتي وحملت معي إحدى المجلات الشهرية وبعض قصاصات الجرائد التي تحمل أسماء لكتب الشهر أو الأكثر مبيعا, وسألتهم: هل قرأتموها أو اطلعتم عليها على الأقل؛ فكان الجواب بالنفي ولأصبر نفسي ولا أجزع وحتى لا أظلمهن سألتهن عن بعض الكتب القديمة فكانت الطامة, البعض قال لا نذكرها فقد مر الاسم بالذاكرة مرور الكرام, والبعض قرأها هنا حمدت الله تعالى أني وجدت من يقرأ, وعند سؤالي عن موضوع الكتب وعما يتكلم جاءني الجواب على سؤال (وهل إذا قرأنا نفهم؟) فكان: قرأنا نعم لكن لا نعلم ما المقصود أو ماذا أراد الكاتب بطرحه للموضوع ولذا لم نكمل القراءة.. (يا الله ألهمني الصبر). سألتهن على الأقل خلاصة موضوع ذاك الكتاب ما هو؟ فكان الجواب أننا نسينا, أنسيتم حقا؟ وهل ينسى الشخص كتابا قرأه أو معلومة مرت أمام ناظريه..؟ كلا, والله إنه لدليل على أن بعضنا إذا قرأ لا يفهم, وهنا اعترضن قائلات اننا لا نجد متسعا من الوقت للقراءة ولو كان هناك وقت فإنهن يردن التسلية قليلا للترويح عن النفس أو قراءة كتاب في مجال معين هذا لو قرأ فعلا.. وعلى النقيض وجدت بعضاً من صديقاتي من يتسابقن إلى الكتب ليستزدن وينهلن منها العلوم, ووجدت أيضاً حرصهن على التنويع أيضاً ومع ذلك فهن أقل نسبيا من الفئة الأولى..
ولأتأكد قليلا وعلني أجد ما يطفئ نارا اشتعلت في جوفي ذهبت إلى عالم الإنترنت (بغض النظر عن الصحف والجرائد حيث لا تقبل أغلب المشاركات دون المستوى)، فهنا قلت اني سأجد ما يسعدني. فبدأت البحث والقراءة في الموضوعات العامة وساحات الحوار وكذلك بعض العلوم, وما وجدته هو:
بعض الردود لبعض المشاركين من جميع الأعمار إما أنها سطحية لقلة علم الشخص أو عدم إدراكه للموضوع حقا أو كان حضوره للإثبات فقط وهذا يدل على عدم القراءة.
وأما البعض فهالني من ردوده حقا وخبرته الطاغية للموضوع الذي يتناوله وسعة علمه. والغالبية من هذه الفئة كانت لمتوسطي العمر أو كبار العمر, ووجدت القليل ممن هم من في سن الشباب وقد كان تفاعله ورده يدل على سعة اطلاعه وعلمه وهذا والله ما بعث في نفسي الأمل.
رأيت أن بعض الردود تكون من قبل ناس متخصصين جدا في مجال معين أو مجالات عدة أي أن لهم باعا وخبرة في الحياة وكذلك في التخصص الذي يتناولون موضوعه, وهذا غالبا في المنتديات المختصة بالأدب أو العلوم الصرفة.
ولاحظت شيئا آخر, أن تفكيرنا ومسار عقلنا يتحدد على نوع العلم الذي نقرأ فيه, فجل تفكيرنا سيأخذ ذاك المنحنى, ولتلافي ذلك وحتى لا نكون محصورين في اتجاه ومسار معين علينا أن نوسع القراءة في عدة مجالات, وألا نكتفي بقراءة الحديث من الموضوع, وإنما ينبغي قراءة كل ما هو جديد وقديم. حتى نكتسب خبرة من سبقونا وعلم من أتى بعدهم.
وأخيراً علينا بالقراءة والتعلم, فهي النهضة التي سترتقي بأنفسنا أولا, وبأمتنا ثانيا.. وهذا كان جوابي الشخصي لأسئلتي...
مها العتيبي