Al Jazirah NewsPaper Tuesday  02/12/2008 G Issue 13214
الثلاثاء 04 ذو الحجة 1429   العدد  13214
نظرة إلى أهل العشش

طالعت في عدد «الجزيرة» رقم 13159 مقالاً للأخ: رمضان جريدي العنزي في صفحة (مقالات) بعنوان (مخيمات الصنادق) والحقيقة أنه أجاد في سرد معاناة أصحابها في تلك المناطق التي ذكرها غير أنني كنت أتمنى لو أنه تضمن في مقاله محافظة طريف والصنادق التي تنتشر على أطرافها حيث لم يأت على ذكر تلك الفئة التي اضطرتها قسوة الحياة وشغف العيش إلى السكن في منازل من الصفيح وصنادق صغيرة بالكاد تجمعهم وأسرهم وتأويهم بين أركانها عن القيمة المرتفعة للإيجارات، حيث إن غالبية هؤلاء المواطنين يعيشون منذ سنوات طويلة شرقي طريق الشمال الدولي المتجه لمحافظة القريات بمسافة 3كم فقط عن طريف بالمدينة، وكذلك قسم منها يقع خلف المخططات الجديدة لمحافظة طريف شرقاً وبمسافة واحد كيلومتر فقط!!، هؤلاء اضطرتهم ظروف الحياة للعيش في مساكن من الصنادق لضيق ذات اليد مما جعلهم يواجهون في بيوتهم (الهشة) قسوة الطبيعة وتغير المناخ والتأثر بعوامل جوية عديدة، حيث تشتهر بشتائها القارس الذي يتجاوز الكثير من الدرجات تحت الصفر فتتجمد المياه ويتكون الصقيع.. هذه الصنادق صنعت من الحديد الخفيف المعروف (بالشينكو) وهو لا يعزل حرارة الجو الخارجية أبداً، ولا يقي من يلتجئ إليه إلا بشق الأنفس، كما أنه يزداد حرارة في فصل الصيف خاصة أن هذه البيوت من الصفيح التي لا توضع فيها المكيفات لعدم وجود كهرباء فيها والتي لو وجدت قد تساعد على تجاوز حرارة الصيف وبرودة الشتاء، أما في فصول الخريف فيستيقظ كثير منهم على أصوات الصفيح وقد تطاير من مكانه فيجدون أنفسهم مكشوفين بسبب عاصفة ترابية تقتلع الصفيح الخفيف وكل ما يوجد أمامها، أو أنهم يجدون أنفسهم غارقين في وحلٍ من الطين والتراب عند هطول الأمطار الغزيرة مما يتسبب مع برودة الشتاء في زياد معاناة أفرادها من كبار السن والمرضى الذين يزداد عليهم مرض الربو والضغط والحساسية من الأتربة والغبار وأمراض أخرى نتيجة عدم صحة البيئة والمكان الذي يعيشون فيه، هؤلاء يقدر عددهم بأكثر من 140 منزلاً من الحديد والعشش وبيوت الشعر الخفيفة، ويضطرون كل يوم بسبب بعدهم عن المدينة على إيصال أبنائهم للمدارس والعودة بهم في رحلة يومية وغالبيتهم يعانون من البطالة ويعيشون على ما يجود به أهل الخير ومعونات من الجمعية الخيرية والذي قد لا يسد جوع أسر كبيرة يتجاوز بعض أفرادها الثمانية أو عشرة أشخاص، أننا ولله الحمد نعيش في كنف دولة عظيمة تولي المواطن الكريم جل اهتمامها وتحاول بشتى الوسائل الضرورية والممكنة إلى القضاء على الفقر والبطالة وتوفير المسكن الخيري لأصحاب الحاجة من ذوي الدخل المحدود ولذا أتمنى أن تتم دراسة أوضاع هذه الفئة من المواطنين الذين يعيشون على مشارف طريق دولي لأنهم لم يجدوا لهم السكن المناسب في المدينة الحديثة بسبب ضيق ذات اليد وشغف العيش.

محمد بن راكد العنزي


alanaze3@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد