Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/12/2008 G Issue 13216
الخميس 06 ذو الحجة 1429   العدد  13216

ملاحظات على مهرجان القاهرة للإعلام العربي

 

لقد كان مهرجان القاهرة للإعلام العربي في دورته الرابعة عشرة فرصة طيبة غنية التقينا فيها وتعرفنا على الكثير من النجوم في سماء الإعلام والفن والثقافة العربية.

التقينا فيها بالممثل العربي العالمي (عمر الشريف) كما التقينا بعدد آخر من الشخصيات المشاركة في هذا المهرجان منهم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، وزير الإعلام والثقافة السعودي بالنيابة الدكتور (يوسف العثيمين) إذ كان وزير الإعلام والثقافة الأصيل الدكتور (إياد مدني) في معية خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر (حوار الأديان) في الولايات المتحدة الأمريكية، ووزير الإعلام المصري الأستاذ (أنس الفقي)، ووزير الإعلام الكويتي الأسبق الأستاذ (محمد ناصر السنعوسي)، ووزير الإعلام الكويتي الأسبق الدكتور (سعد العجمي)، والشيخ (عيسى آل خليفة) وزير الإعلام البحريني الأسبق، ووزير الإعلام الفلسطيني الأسبق سفير فلسطين الآن في القاهرة الأستاذ (نبيل عمرو)، والمهندس (صالح المغيليث) وكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون ورئيس الوفد السعودي إلى المهرجان، والأستاذ (أحمد أنيس) رئيس مجلس أمناء الإذاعة والتلفزيون في مصر، ورئيس المهرجان، والأستاذ (إبراهيم العقباوي) أمين عام المهرجان، والإعلامية المعروفة السيدة (ثناء منصور) الرئيسة الفخرية للمهرجان...

التقينا كذلك بعدد من الإعلاميين البارزين في سماء العالم العربي، الأستاذ (جواد مرقة) من (الأردن)، والأستاذ الصحفي البارز الأستاذ (عرفان نظام الدين)، والأستاذ (خلدون المالح) الإعلامي السوري الكبير...

وجددت العهد مع عدد من العاملين في ميدان الإذاعة والتلفزيون في بلادي والذين لم ألتق بهم منذ مدة طويلة، فقد التقيت بالممثلة السعودية الكبيرة السيدة (مريم الغامدي)، والإعلامية المثقفة المتميزة السيدة (دلال عزيز ضياء) والإعلامية الواعدة (سناء بكر يونس) والتي أخبرتني بأنها تزوجت واستقرت في مملكة (البحرين) الشقيقة...

كذلك التقيت ببعض الإعلاميين من بلادي، بالممثل الكبير الأستاذ (عبدالرحمن الخطيب)، والمخرج الكبير الأستاذ (عبدالخالق الغانم) مخرج برنامج (طاش ما طاش) الذي لا يمكن أن ننساه!.. والتقيت كذلك بالزميل العزيز الأستاذ (محمد نور أبو ناصف).

التقيت كذلك بأحد منتجي مسلسل (اسمهان) الأستاذ (إسماعيل كتكت)، وبالممثلة الكبيرة السيدة (سلاف فواخرجي) التي قامت بدور (اسمهان) في المسلسل، وبالسيد (فراس إبراهيم) أحد منتجي هذا المسلسل ومن قام بدور بطولي فيه.

التقيت كذلك بالممثلة الكويتية القديرة السيدة (سعاد العبدالله) والممثلة المصرية المعروفة (هالة فاخر).

وكانت لي ولابني المهندس (عمر) الذي كان رفيقي في هذه الرحلة، (دردشة) خاصة مع الممثلين الكبار (محمد الدفراوي) و(يوسف شعبان)، و(أشرف عبدالغفور).

لقد كان هذا (المهرجان) إذن ملتقى غنياً ثراً للكثير الكثير من الإعلاميين والفنانين والمثقفين من الرجال والنساء تقارب فيه المتباعدون، وتآلف فيه كثير من المختلفين، وتعارف فيه الكثيرون على بعضهم، وشارك فيه عدد من المختصين في قضايا الإعلام أو المهتمين فيه، في الحوار في عدد من الأمور التي طرحت خلال أيام (المهرجان)، وأثروا جلسات تلك الحوارات بالكثير الكثير من الآراء المفيدة، والملاحظات المهمة، والتعليقات التي لا غنى عنها.

ولقد انعقدت جلسة الافتتاح وجلسة الختام وكذلك الأمسية السعودية وباقي نشاطات (المهرجان) في (المسرح الفرعوني) في مدينة (الإنتاج الإعلامي) في القاهرة، وكانت (مملكتنا) الزاهرة هي (ضيفة الشرف) في مهرجان هذا العام، وقد درج (المهرجان) منذ سنتين مضتا على تسمية واحدة من الدول العربية لتكون (ضيفاً) على المهرجان، فقد كان (المغرب) ضيف شرف مهرجان العام الماضي باعتباره قطراً من أقطار (شمال إفريقيا)، وكان (لبنان) ضيف شرف مهرجان العام الذي قبله باعتباره قطراً من أقطار (بلاد الشام)، وهذا النهج يعتبر سنة حسنة من حسنات هذا المهرجان التي درج عليها في السنوات الأخيرة.

***

ومن أهداف هذا المهرجان بصورة عامة:

* الارتقاء بمستوى الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في الوطن العربي.

* تعزيز الصلات بين المبدعين العرب وتبادل الخبرات بين المؤسسات والهيئات الإعلامية العربية.

* تنشيط تسويق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي والأجنبي من خلال السوق الدولية للإنتاج.

* الوقوف على أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الاتصال من خلال المعرض الدولي للأجهزة والمعدات.

ويمكن حصر أنشطة هذا المهرجان بالأمور التالية:

1- مسابقات الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني المقدم من الدول العربية المشاركة والمؤسسات الأخرى فيها والتي أعطت لجان التحكيم المتخصصة الكلمة الفصل فيها من حيث التقدير والتقييم.

2- السوق الدولية للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والذي تضمن المعروضات التي قدمت إليه من الدول المشاركة والمؤسسات التي تتبعها.

3- المعرض الدولي لتكنولوجيا الاتصال والذي تضمن أحدث ما تم التوصل إليه في هذا الميدان.

4- الندوات الإعلامية التي شارك فيها عدد من المتخصصين معظم (نهارات) المهرجان وقد تركزت حول الموضوعات الآتية:

- إعلام الدولة والإعلام الخاص.. تنافس أم تواز؟.

- صناعة الإعلام وصناعة الإعلان.. من يوجه الآخر؟

- تلفزيونات الرياضة من يملك حق المباريات؟

- الإعلام والقطاع الخاص مَن يحرّك مَنْ؟

- الإذاعة في عالم متغير.

5- الحفلات والعروض الفنية، ويمكن إجمالها بحفل الافتتاح، وحفل توزيع الجوائز وشهادات التكريم، والأمسية السعودية، وحفل الختام.

***

لقد كان شعار مهرجان هذا العام (الإعلام حرية) والحرية مطلب كل كائن بشري عاقل. والحرية كانت ولا تزال مطلب السجين الذي يقبع في غياهب سجنه. والحرية كانت الأمل الوارف الواعد التي كان يحلم بها العبد وهو يرزح في أغلال عبوديته، والتي جاء الإسلام وقد كانت قائمة بين الناس، متعارفاً عليها فجفّف ينابيعها وضيّق مناقدها إلى أن قضى عليها بالكلية.

والتحرر هو الأفق العالي البعيد الذي ترنو إليه الشعوب المستضعفة التي تعمل على الفوز باستقلالها والظفر بحريتها، والحرص على أن تكون كلمتها صادرة من ذاتها، ولذلك فقد كان ثمنها غالياً، لا تنال إلا بإراقة الدم وبذل الغالي والنفيس، ولذلك فقد قال أمير شعرائنا (أحمد شوقي) عليه رحمات الله:

وللحرية الحمراء بابٌ

بكل يدٍ مضرّجة يُدقّ

ولقد كان الإسلام منطقياً حينما رسّخ أتباعه ودعاته وخلفاؤه معنى (أن الإنسان حرّ بطبعه)، فقد قال (الفاروق) عمر بن الخطاب رضي الله عنه لواليه العظيم على (مصر) عمرو بن العاص رضي الله عنه بصيغة المستفهم المستنكر: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)..

والحرية بعد ذلك شرط أساسي من الشروط اللازمة لأن يتحمل الإنسان تبعات عمله في الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين.

وأحسب أن عبارة أو أشعار (إن الإعلام حرية) شعار عظيم يجب أن تسعى إلى تحقيقه والعمل تحت ظلاله كل وسائل الإعلام في كل مكان.. وما لم يتحقق هذا الشعار في الممارسة وفي الأداء وفي العطاء، يبقى الإعلام الحقيقي الموضوعي الصادق المطلوب قريباً أو بعيداً عن مساره بقدر قربه أو بعده عن الحرية.

***

لقد كانت الأمسية السعودية جميلة مميزة في هذا المهرجان، فقد بذل رئيس الوفد السعودي المهندس (صالح المغيليث) وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون التلفزيون وأعضاء الوفد السعودي وعلى رأسهم الأستاذ (فهد العنيزان) جهودهم الطيبة لأن تظهر تلك الأمسية بالمظهر اللائق المشرف، ومع هذا فقد كان لي بعض الملاحظات التي أرجو أن يتم تلافيها في المناسبات القادمة.

أقول ذلك لأننا كنا نشهد مناسبة (إعلامية)، والإعلام في رأيي وباختصار شديد: مضمون حقيقي صادق، ومظهر جميل شائق.

لقد كنت أتمنى أن يتضمن برنامج الحفل قصيدة مناسبة يقدمها أحد شعرائنا البارزين المرموقين كالشاعر المبدع الدكتور (عبدالرحمن العشماوي) وأن يتضمن البرنامج كلمة لإحدى الإعلاميات السعوديات المتميزات مثل السيدة (دلال ضياء) بنت الإعلامي الكبير الأستاذ (عزيز ضياء) عليه رحمات الله، وهي أيضاً بنت الإعلامية الرائدة السيدة (أسماء ضياء) أطال الله في عمرها ومتعها بمزيد الصحة والعافية.

كذلك كنت أتمنى أن تغطي اللوحات الشعبية الجميلة التي قدمت في تلك الأمسية السعودية كل مناطق المملكة لا أن تقتصر على مناطق محددة بعينها.

وكنت أتمنى كذلك أن لا يقتصر الغناء الذي سمعناه.. أن لا يقتصر على مطرب واحد، وقد قام بجهد مشكور.. بل أن يشارك في هذه الأمسية السعودية الفنانون المطربون السعوديون وعلى رأسهم فنان العرب (محمد عبده).. فالأمسية أمسية سعودية، والمناسبة مناسبة إعلامية.

وأما الطعام الذي قُدّم في تلك المناسبة، فبينه وبين الأكلات السعودية، ما بين الأرض والسماء!!

لم نتناول في تلك الأمسية (القهوة العربية الأصيلة) ومعها تمر (المدينة المنورة) و(القصيم) و(الشرقية)!

ولم يكن بين الأطباق التي قدمت طبق (الكبسة) ولا (المرقوق) ولا (السليق) ولا (الجريش) ولا (المندي)!

ولم يكن بين الحلويات (الحنيني) ولا (الكليجا) ولا (المعمول) ولا (المهلبية).

أقول ذلك وأكرر لأن الأمسية أمسية (سعودية) ولأن المناسبة مناسبة (إعلامية)!!

وكنت أخيراً أحب أن أسمع (السلام الملكي السعودي) في بداية هذه الأمسية وفي ختامها لاسيما وأن فرقة موسيقية جيدة يرأسها موسيقي متميز يحمل درجة (الدكتوراه) كانت تعزف الألحان والأغاني التي رافقتنا في تلك الأمسية!!

***

فرحت كثيراً وسعدت بل وافتخرت لفوز الممثل السعودي القدير الأستاذ (عبدالعزيز الحماد) بذهبية الإبداع، وشهادة تقدير، وجائزة مالية قدرها عشرون ألف جنيه مصري لأحسن تمثيل (رجال) في مسلسل (متحف بلا رواد) الذي أنتجته (إذاعة المملكة العربية السعودية). والأستاذ (الحماد) جدير بهذه الجائزة وهذا التقدير، فهو ممثل فنان مقتدر من جيل الرواد الأوائل الذين سلكوا سبيل الإبداع والعطاء والسبق وتوغلوا فيه.. وهذا الفنان الكبير العصامي يذكرني بفنانين مبدعين آخرين انطلقوا من ربوع بلادنا الحبيبة منهم الفنان الكبير العبقري (عبدالعزيز الهزاع) والفنان الكبير (لطفي زيني) عليه رحمات الله، والفنان (حسن دردير) أطال الله في عمره، والفنانة القديرة السيدة (دنيا بكر يونس) وغيرهم وغيرهم.. وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يكونوا على قائمة الذين سيكرمون في المستقبل.

أقول: لقد فرحت وسعدت وافتخرت بفوز الممثل السيد (عبدالعزيز الحماد) في مسلسل (متحف بلا رواد) الذي أنتجته (إذاعتنا)، في الوقت الذي حزنت فيه كثيراً على أن (إذاعتنا) و(تلفزيوننا) لم يكن لهما من نصيب من جوائز هذا المهرجان العربي إلا هذه الجائزة اليتيمة!!

أنا أفهم جيداً أن يكون للإذاعة المصرية والتلفزيون المصري نصيب الأسد في هذه الجوائز وتلك الذهبيات فمصر وحدها تمثل ثلث العالم العربي، وفي مصر بدأ ونشأ الفن بصنوفه المسرحية والسينمائية والصحفية والإذاعية والتلفزيونية منذ عشرات سحيقة من السنين.

وافهم كذلك أن تحظى (سورية) بكثير من الجوائز والذهبيات بعد مصر نتيجة الحركة والزخم الذي حصل فيها ولاسيما خلال العشرين سنة الماضية.

ولكنني لا أفهم عدم حصول (الإذاعة) و(التلفزيون) في المملكة إلا على درجة واحدة من التميز في مسلسل من مسلسلات الإذاعة فقط! وأما (التلفزيون) فقد خرج خالي الوفاض تماماً من هذه المسابقة الإعلامية العربية، رغم أن عمر الإذاعة في الرياض وصل إلى خمسة وأربعين عاماً، وأما الإذاعة في جدة وفي مكة المكرمة فعمرها قد يصل إلى ستين عاماً، وأما عمر التلفزيون السعودي فقد وصل إلى أربعة وأربعين عاماً!!

لقد كنت أتوقع أن تكون (الإذاعة) و(التلفزيون) في بلادنا على تنافس مع نظرائهما في (الكويت) وفي (الأردن) الشقيقتين، فتحصل الأجهزة الإعلامية في هذه البلدان الثلاثة بصورة متساوية أو متقاربة على المركز الثالث بعد (مصر) و(سورية).. ولكن حصل ما حصل وكانت النتيجة غير السارة التي تستدعي من إخواننا وزملائنا وأحبابنا المسؤولين في أجهزة (الإذاعة) و(التلفزيون) في بلادنا أن يعيدوا النظر في مخططاتهم، ويعقدوا العزم على المزيد من إتقان العمل وجودة الإنتاج، فالصفوف الأولى في كل سباق لا تكون إلا لمن بذل الكثير الكثير من الجهد والتعب، وواصل العطاء، وحرص على قمة الإبداع في الأداء!.

***

اختار هذا المهرجان عشرة من العرب غير المصريين واختار أيضاً إحدى عشرة شخصية مصرية لتكريمهم بالورق والمعدن (من غير الذهب) وسأشرح هذا الأمر فيما بعد.. وقد وردت أسماء المكرمين العرب وصفاتهم على الشكل الآتي في الدليل العام للمهرجان، وهو كتاب يقع في أكثر من ثلاثمائة صفحة وقد طبع طباعة أنيقة.

إعلاميون:

الشيخ/ عيسى آل خليفة (وزير الشباب البحريني الأسبق).

الأستاذ/ عبدالحفيظ الهرقام (سفير تونس السابق وزير الدولة للشؤون الخارجية حالياً).

الأستاذ/ حمراوي حبيب (مدير التلفزيون الجزائرية).

الدكتور/ زهير الأيوبي (إعلامي ومذيع سابق) السعودية.

الأستاذ/ غالب كامل (إعلامي ومذيع سابق) السعودية.

إعلاميون راحلون:

الأستاذ/ عبدالعزيز جعفر (رائد الإعلام الإخباري) الكويت.

الأستاذ/ عبدالله الجفري (إعلامي وأديب) السعودية.

فنانون:

الفنان/ دريد لحام، سورية (وقد ورد خطأ بأنه من لبنان).

الفنانة/ سعاد العبدالله، الكويت.

الفنان/ جميل عواد، الأردن.

***

الشكر الجزيل على كل حال لمن رشح هذه الشخصيات السعودية الثلاث للتكريم بصورة عامة، والشكر الوفير له لمن اختارني من بينهم بصورة خاصة، على أنه -والحق يقال- هناك شخصيات سعودية كثيرة تستحق التكريم والإشادة بها، بعضها سبقنا إلى لقاء ذي الجلال والإكرام، وبعضها الآخر لا يزال ينتظر، ولا يزال يعطي، ونسأل الله له دوام الصحة والسعادة والتوفيق.. وأقول: إن بعض هذه الشخصيات أولى بالتكريم مني، وأجدر أن تقدم ويشاد بها ويتحدث عنها، وتنظم فيها وفي أعمالها وعطاءاتها حسان القصائد من الشعر، من هذه الشخصيات العظيمة الفذة، معالي الشيخ (جميل بن إبراهيم الحجيلان) وزير الإعلام العبقري الأسبق، ومعالي الشيخ (إبراهيم بن عبدالله العنقري) عليه رحمات الله وزير الإعلام الإداري الحازم، والأستاذ (عباس فائق غزاوي) عليه رحمة الله أول مدير عام للإذاعة والتلفزيون، والأستاذ (عزيز ضياء) والأستاذ الشاعر (طاهر زمخشري) والأستاذ (محمد حسين زيدان) والأستاذ الشاعر (أحمد قنديل) هؤلاء الأربعة الذين حلقوا في ميادين الفكر والصحافة والإعلام، والأستاذ (بكر يونس) شيخ المذيعين والمستشار الإعلامي للملك (سعود) عليهما رحمات الله، ومن الذين جمعوا بين الفكر والأدب والشعر وكان لهم أنشطة بارزة في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، علامة العصر الشيخ (علي الطنطاوي) عليه رحمة الله، والشاعر الكبير الشيخ (عبدالله بن خميس) والداعية الشيخ (عبدالعزيز المسند) عليه رحمة الله، والداعية الشيخ (مناع القطان) عليه رحمة الله، والأستاذ الأديب الشيخ (عبدالله بن إدريس) والإعلامي الأكاديمي الدكتور (عبدالرحمن الصالح الشبيلي) والإعلامي المخضرم العصامي الدكتور (بدر بن أحمد كريم) والإعلامي الكبير الأستاذ (ماجد الشبل) عافاه الله ومتعه بالصحة والسعادة والإذاعي الكاتب المؤرخ الأستاذ (عبدالكريم محمود الخطيب) والإذاعي الذي قاد إذاعات المملكة عدداً من السنوات في مجال التقدم والارتقاء الأستاذ (محمد عثمان المنصور)، والمذيع اللامع الأستاذ (محمد عبدالرحمن الشعلان)، والمذيع القدير الدكتور (محمد كامل خطاب) عليهما رحمات الله وغيرهم وغيرهم وغيرهم..

وإن نسيت فلا أنسى أخواتنا الكريمات اللواتي قدمن الشيء الكثير لوسائل إعلام بلادهن وفي الطليعة كانت السيدة أسماء ضياء (ماما أسما) والسيدة (سلوى إبراهيم الحجيلان) والسيدة (عائشة مصطفى حماد) والسيدة (فريال كردي) والسيدة (منيرة الأحيدب) والدكتورة (خيرية السقّاف) والسيدة (زكية إبراهيم الحجي) والسيدة (دنيا بكر يونس) والسيدة (نوال أحمد بخش) والسيدة (نجوى محمد حسن عواد) والسيدة (شيرين حمزة شحاتة) والسيدة (دلال عزيز ضياء) والسيدة (مريم الغامدي) وغيرهن وغيرهن.

***

على أنني أعتب على من أعد المعلومات الأساسية عن الشخصيات العربية العشر التي تم تكريمها في المهرجان، وأثبتها في الكتاب (الدليل) الذي سبقت الإشارة إليه، فقد كتب بجانب اسمي أنني (إعلامي ومذيع سابق)، والحق أنني أعتز بأنني عملت مذيعاً، وعرفت مذيعاً، وبرزت بين أقراني كمذيع، لكن محطات كثيرة مهمة توقفت عندها في حياتي كان يجب أن يلتفت إليها كلها أو بعضها على الأقل:

- لقد خطبت الجمعة في أول مسيرتي الإعلامية -إن صح هذا التعبير- وكان عمري أربعة عشر عاماً.

- وتم اختياري مذيعاً للتلفزيون -في سورية- عام ألف وتسعمائة وستين من بين ستمائة وستة وخمسين متسابقاً ومتسابقة وكنت الأول عليهم، وذلك بعد شهور ثلاثة من قيام التلفزيون في مصر وسورية في وقت واحد.

وحينما انتقلت إلى المملكة عام ألف وتسعمائة وأربعة وستين واستقررت فيها ساهمت في تأسيس إذاعة الرياض، وعينت أول مدير لها عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين.

- عينت مشرفاً عاماً على إذاعة جدة وإذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة عام ألف وتسعمائة وخمسة وسبعين.

- ثم كلفت بالعمل مديراً عاماً لإذاعات المملكة عام ألف وتسعمائة وستة وسبعين.

- رأست تحرير مجلة (المسلمون) التي صدرت في (لندن) عن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق إبان صدورها الأول مجلة أسبوعية إسلامية رائدة عام ألف وتسعمائة وثمانين.

- أسست المدارس العربية الإسلامية ورعيتها إلى أن اكتملت وأشرفت عليها وأدرتها أكثر من اثني عشر عاماً بدءاً من عام ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين.

- صدر لي مجموعة من الكتب هي: (تحية الإفطار) و(وقفات للذكرى) و(أولئك آبائي) في جزأين و(اليهود في القرآن) و(الزكاة فريضة إسلامية) و(دعاء) وبين يدي عدد من الكتب تحت الطبع أهمها كتاب (من المنبر إلى الشاشة) أحكي فيه قصة انتقالي من منبر (الجمعة) إلى شاشة (التلفزيون).

- أكتب الآن في الصحف وخاصة في صحيفة (الجزيرة).

فهذه محطات تسع مررت بها في حياتي وتوقفت فيها قليلاً أو كثيراً كنت أتمنى أن يشار إلى بعضها على الأقل في الكتاب (الدليل).

***

ولا أحب أن أختم هذا المقال قبل أن أوضح قضية أرى أنها مهمة:

فقد كان يجلس إلى جانبي في الطائرة وأنا متوجه إلى (مصر) العزيزة لأُكرَّم، صديق، قال لي مازحاً ومداعباً: مبروك سلفاً!.. ستثقل جيوبك بالجنيهات المصرية!! قلت: كيف؟ قال: لا بد أن الجائزة التي ستقدم لك ستكون مائة ألف جنيه على الأقل! وأنت أهل لها وتستاهل أكثر منها!! قلت: شكراً شكراً.. سمع الله منك..

ثم أردف يقول: لكنني أظن أن الجوائز النقدية بما فيها الذهب ستكون من نصيب أصحاب البرامج الإذاعية والتلفزيونية.. وأما أنتم وأعني الشخصيات المختارة التي ستكرم من العرب أو المصريين، فسيكون تكريمكم بأسلوب آخر.. بأسلوب عيني لا نقدي! قلت: لماذا؟ وكيف؟ قال: أما (لماذا) فلزيادة التكريم، ولزيادة الإشادة.. وأما (كيف) فستكون جائزة الواحد منكم بدل النقود ستكون مثلاً (شقة) واسعة مريحة على ضفاف النيل، أو شاطئ الإسكندرية أو في مكان مناسب من منتجع (شرم الشيخ)!!!

تبسمت.. وقبل أن أتمادى في الضحك قاطعني صديقي، وقال لي: أرجوك لا تضحك لأنني جاد في كلامي، وأعني ما أقول! قلت: حسناً.. وتابع كلامه بقوله: أنا على كل حال لن أطلب منك شيئاً إذا كافؤوك مكافأة مادية.. أما إذا كانت المكافأة (شقة) في الأماكن التي سبق أن ذكرتها لك، فسأطلب منك أن تعيرني إياها مدة من الزمن في كل سنة! فأجبته: إن صداقتنا تفرض ذلك وأكثر منه.. و(الشقة) تحت تصرفك من الآن!!!

وفي اليوم التالي لوصولي وابني ومرافقي المهندس (عمر) للقاهرة حرسها الله، أقيم حفل التكريم وتوزيع الجوائز في (المسرح الفرعوني) بمدينة الإنتاج الإعلامي -كما ذكرت- تحت رعاية معالي وزير الإعلام المصري الأستاذ (أنس الفقي) وحضور معالي وزير الإعلام والثقافة السعودي بالنيابة الدكتور (يوسف العثيمين) ورئيس المهرجان الأستاذ (أحمد أنيس) والأمين العام للمهرجان الأستاذ (إبراهيم العقباوي) والرئيسة الفخرية له الإعلامية السيدة (سناء منصور) الذين وقفوا جميعاً على المسرح ومعهم الممثل العربي العالمي (عمر الشريف).. وبدأ مذيع الحفل ومذيعته يتناوبان الإعلان عن فقرات الحفل وذكر أسماء المكرمين والفائزين بالجوائز.. وجاء دوري ك(مكرم) فذكر اسمي، وتليت بعض المواقع الإعلامية التي شغلتها.. وتوجهت بمعونة ابني (عمر) إلى المنصة فسلمتُ على من فيها، واستلمت من رئيس المهرجان شهادة تكريمي، ودرع تفوقي (الإعلامي!)، والمسرح على سعته يضج بالتصفيق!!

غادرت المسرح ولا يزال التصفيق حاداً وقوياً ومدوياً وما علمت أن هذا التصفيق كان القسط الأول من التكريم!

وأما القسط الثاني فقد عرفته من خلال الشهادة الورقية التي كتبت عليها عبارة التكريم!!

وأما القسط الثالث، فقد كان الدرع (المعدني) الذي يشهد لي بأنني حضرت حفل التكريم الذي أقيم لي ولأمثالي!!

وفي هذه اللحظة أدركت، لماذا تغيب الفنان العربي السوري الكبير (دريد لحام) عن حضور هذا المهرجان العربي للإعلام!!!

وهنا وفي هذه اللحظة أيضاً تذكرت ما قاله لي صديقي في الطائرة من كلام معسول يترنّح على أجنحة الخيالات، وأركان الأوهام، وأحلام اليقظة!!!

د. زهير الأيوبي

للاتصال وإبداء الرأي: z-alayoubi@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد