Al Jazirah NewsPaper Friday  05/12/2008 G Issue 13217
الجمعة 07 ذو الحجة 1429   العدد  13217
تجسيداً لاهتمام القيادة بتوفير أقصى وسائل الراحة والأمان لضيوف الرحمن
المرحلة الثالثة لمشروع تطوير جسر الجمرات تأهبت لاستقبال الحجاج

منى -الجزيرة

دخلت المرحلة الثالثة من مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به حيز الوجود ليستفيد منها حجاج بيت الله الحرام لهذا العام 1429هـ وهو ما يمثل إحدى العلامات البارزة في موسم الحج منذ العام 1427هـ.

4 مليارات التكلفة الإجمالية

ويعد المشروع الذي بلغت تكلفته أربعة مليارات ريال نقلة حضارية وهندسية نوعية توفر أهدافاً أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك، إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدد المداخل وتباعدها مما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن لنسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق.

تجسيداً لاهتمام القيادة

ويجسد مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به الرعاية والاهتمام اللذين توليهما حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لحجاج بيت الله الحرام وتوفير أقصى وسائل الراحة والأمان والاستقرار بما يمكنهم من أداء مناسكهم في أيسر السبل وأفضلها وبما يحفظ لهم سلامتهم.

أربع مراحل

وينفذ المشروع الذي كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد دشن المرحلة الأولى منه في التاسع من شهر ذي الحجة 1427هـ على أربع مراحل تضمنت المرحلة الأولى منها إزالة الجسر القديم والحفريات اللازمة لأساسات الجسر الجديد التي اقتضت حفريات بالصخور لكمية تزيد عن (700) ألف متر مكعب إضافة إلى إقامة بدروم والطابقين الأرضي والأول.

تحمل 12 طابقاً و5 ملايين حاج

وقد وضعت تصاميم المشروع الذي يبلغ طوله (950) متراً وعرضه (80) متراً ويتكون من أربعة أدوار من قبل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ووزارة الشؤون البلدية والقروية، فيما قامت جهات أخرى بإجراء بعض الدراسات على الجسر ومنها الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.

ووفقاً للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل اثني عشر طابقاً وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك ويرتفع الدور الواحد اثني عشر متراً.

جدولة التفويج

وتم إعداد جداول للتفويج في منطقة جسر الجمرات على أساس تفويج 100 ألف حاج في الساعة في الدور الأرضي للجسر و80 ألف حاج في الساعة في الدور الأول و60 ألف حاج في الساعة في الدور الثاني و60 ألف حاج في الساعة في الدور الثالث.

كما سيتم في موسم حج هذا العام توفير عربات كهربائية لنقل الحجاج من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على منحدرات الدور الثاني لمنشأة الجمرات إلى الجمرة الصغرى.

كما تم تخصيص ثلاثة مسارات لنقل الحجاج من المعيصم والعزيزية ودقم الوبر إلى الساحة الغربية للجمرات بحيث يبدأ الخط الترددي الأول من منطقة الشعبين والمعيصم - مواقف حجاج البر- إلى محطة الحافلات الشمالية الغربية بساحة الجمرات لخدمة المنحدر الشمالي من الدور الثاني لجسر الجمرات وبالعكس.

ويبدأ الخط الترددي الثاني من عند تقاطع طريق الملك خالد مع شارع عبدالله الخياط بالعزيزية عبر أنفاق طريق الملك خالد حتى المحطة الشمالية الغربية بساحة الجمرات لخدمة المنحدر الشمالي بجسر الجمرات وبالعكس.

أما الخط الترددي الثالث فينطلق من محطة حافلات دقم الوبر- نهاية مزدلفة- عبر شارع الملك عبدالعزيز حتى محطة الحافلات الجنوبية الغربية بساحة الجمرات لخدمة المنحدر الجنوبي بجسر الجمرات والعكس.

ثلاثة أنفاق

ويتضمن المشروع ثلاثة أنفاق وأعمالاً إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي، ويوفر للمشروع (11) مدخلاً للجمرات و(12) مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ.

كما يشتمل المشروع الجديد على نظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يؤدي لخفض درجة الحرارة إلى نحو (29) درجة وأنفاقاً أرضية لفصل سيارات الخدمات عن حركة المشاة أعدت بناءً على دراسات ميدانية وهندسية.

إعادة تنظيم المنطقة

وطال مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشروعات جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على (6) اتجاهات (3) من الناحية الجنوبية و(3) من الناحية الشمالية اقتضت إزالة عدد من الخيام وإيجاد مصطبتين لاستيعاب الخيام التي تمت إزالتها.

كما تم تنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج حتى لا يحدث تقاطع بين حركة الذاهبين للمسجد الحرام والعائدين منه فيما سيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.

آلات تصوير

ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ -لا سمح الله- في حين اكتسب الجانب التوعوي مكانة في المشروع عبر إعلام الحجاج وتوجيههم بواسطة شاشات التلفاز المتوفرة في محيط الجسر وداخل مخيمات سكن الحجاج بالنصائح والتعليمات التي تجنبهم الحوادث بإذن الله تعالى.

تفادي تجمعات الحجاج

وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات حيث يبلغ عددها (11) مدخلاً ومثلها مخارج، مع ربط الجسر بالجبال القريبة من الجمرات واستعمال السلالم المتحركة والعادية للوصول إلى المستويات العالية وفصل حركة المشاة عن حركة المركبات في الساحة. حيث توجد أربعة مبان للسلالم العادية والمتحركة اثنان منها تقعان شمال شارع الملك فهد واثنان بالساحة الشرقية للجمرات إضافة إلى وجود 40 سلماً للدخول حيث تضم مباني الصعود (4) سلالم متحركة بكل مبنى أي ما مجموعه 16 سلماً متحركاً بعرض متر لكل منها وسلالم ثابتة للطوارئ بكل مبنى بعرض مترين لكل منها أي ما مجموعه 16 سلماً. كما أن هناك اتصالاً بين الأدوار المختلفة عبر السلالم المتحركة والثابتة للموازنة ولاستعمالها في الحالات الطارئة بما في ذلك الدور الرابع.

السلالم المتحركة

وتتضمن المباني 12 بوابة؛ بوابتان أماميتان للسلالم المتحركة وأربع بوابات للسلالم الثابتة لخدمة الدور الثالث؛ اثنان في كل جهة بالإضافة لأربع بوابات لسلالم الطوارئ، اثنتان في كل جهة وبوابتان خلفيتان للصيانة والتشغيل مساحة كل مبنى حوالي 1500 متر مربع. ويوجد عند كل مستوى متوسط للسلالم المتحركة مساحة قدرها (180م2) تتيح حرية تحويل الحجاج مسارهم من سلم لآخر واستعمال سلالم للطوارئ عند الحاجة، كما يوجد مخرج للطوارئ عند كل مستوى متوسط للسلالم المتحركة وبين كل دورين متتاليين لجسر الجمرات.

ويتم الخروج من الدور الثالث عبر سبعة مبان؛ ثلاثة منها تقع شمال غرب ساحة الجمرات وأربعة مبان تقع بوسط الساحة الغربية للجمرات.

ومن بين الأعمال التي تنفذ بجسر ومنطقة الجمرات لحج 1429هـ تنفيذ أعمال مباني السلالم المتحركة واستكمال مباني الخدمات.

وتضم مباني سلالم الخروج 60 سلماً؛ 4 سلالم منها متحركة بكل مبنى؛ أي ما مجموعة 28 سلماً متحركة بعرض متر لكل منها و6 سلالم ثابتة للنزول العادي والطوارئ بكل مبنى؛ أي ما مجموعه 42 سلماً ثابتاً بعرض حوالي مترين لكل منها.

وتستعمل السلالم الثابتة بمباني الخروج على النحو التالي: سلَّمان بكل مبنى أي ما مجموعه 14 سلماً بعرض حوالي مترين لكل منها للنزول من الدور الثالث ويكون مخرجها مجاوراً لمخرج السلالم المتحركة، وعدد (28) سلماً بعرض حوالي مترين لكل منها للخروج الطارئ من المستويات المختلفة.

أنفاق حركة المركبات

ويحتوى المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر بما يساعد على التدخل السريع للأجهزة المشرفة على خدمة الحجاج.

وخصص في المشروع الجديد لجسر الجمرات مخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات علاوة على تكامل المشروع مع البيئة المحيطة وتوافقه معها مع توفير التكييف الصحراوي الذي يلطف الجو وتظليل الدور العلوي للجسر بعد انتهائه، الأمر الذي يساعد على الراحة النفسية للحجاج أثناء رمي الجمرات، إضافة إلى توفير سبل رصد المعلومات عن الازدحام في الجسر وحول الجمرات والشوارع مما يساعد -بمشيئة الله تعالى- على استباق الحوادث قبل وقوعها مع إدارة الازدحام بكفاءة.

أحواض الجمرات

ويشكل تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول (40) متراً بالشكل البيضاوي عاملاً مساعداً في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر.

تجدر الإشارة إلى أن جسر الجمرات شهد أعمالاً تطويرية منذ إنشائه عام 1395هـ بعرض 40 متراً وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج.

وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1399هـ تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة- مطالع ومنازل- إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى. ونظراً لارتفاع عدد حجاج بيت الله الحرام تمت توسعة الجسر في عام 1405هـ ليتم زيادة عرضه إلى 20 متراً وبطول 120 متراً من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى. كما شهد الجسر توسعة أخرى في عام 1410هـ شملت زيادة عرض الجسر إلى 80 متراً وبطول 520 متراً وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 متراً بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية وبلغت مساحته الإجمالية 57.600 متر مربع. ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير إذ أجريت في عام 1415هـ عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه. كما أدخلت تعديلات عديدة على جسر الجمرات عام 1425هـ شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضاوي وتعديل الشواخص وتعديلات على مخارج طوارئ جديدة عند جمرة العقبة وتركيب لوحات إرشادية تشتمل على معلومات لتوعية الحجاج وتحذيرهم في حالة التزاحم وتم ربط الشاشات واللوحات الإرشادية بمخيمات الحجاج مباشرة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد