Al Jazirah NewsPaper Friday  05/12/2008 G Issue 13217
الجمعة 07 ذو الحجة 1429   العدد  13217
كلمة حق في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
قبلان بن صالح القبلان

لم يحصل لي الشرف أن أكون يوماً من الأيام، أحد خريجي جامعة الإمام، لا في المعهد العلمي ولا في الجامعة ولست من منسوبيها، لكني كنت أتمنى ذلك، فهي الجامعة العريقة التي خرجت العلماء والقضاة وطلبة العلم والدعاة ورجال التربية والتعليم، والوزراء ووكلائهم، فضلاً عن الأدباء والمثقفين ورجال الأمن وكبار الضباط وكبار موظفي الدولة وغيرهم من طبقات المجتمع في كافة أنحاء المملكة، وأبناء العالم الإسلامي، ويحق للجامعة أن تفخر بهؤلاء الكوكبة، من خريجيها، وهي الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس، كما يقال، وهي الجامعة الوحيدة في بلادنا التي نشأت من قاعدة صلبة، وهي (المعاهد العلمية)(1) التي كانت في يوم من الأيام أشبه بالجامعات المصغرة.

فالجامعة مؤسسة تعليمية رائدة، تقوم بمهامها على أكمل وجه، لا أتوقع أنها بمعزل عن أخواتها من الجامعات السعودية الأخرى أو بمعزل عن المجتمع الذي تعيش فيه وله.

قدمت هذه الجامعة العملاقة، للمجتمع السعودي خدمات لا تنسى، ففي مجال الشريعة لها اليد الطولى، وفي مجال الثقافة لا ننسى الندوات الثقافية ومعارض الكتب التي نجحت الجامعة في تنظيمها، وتفوقت على غيرها في إقامتها، وفي مجال القبول هي من أكثر الجامعات السعودية قبولاً للطلاب، لها خدمات أخرى لا يعلم بها غالب القراء، من خدمات مع القطاعات الحكومية والأهلية، في مقدمتها إعارة منسوبي الجامعة وتقديم كافة الاستشارات للمؤسسات السعودية، وعلى الذين ينقمون على الجامعة تخليها عن رسالتها الأساسية، نقول (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) أما رمي التهم الجزاف فكل يجيدها، وهو خارج النقد البناء، وليس من رسالتها الدخول في مسألة الفتاوى التي لها جهتها الرسمية، التي أوجدتها الدولة وهي الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء واللجنة الدائمة للإفتاء، ولو فعلت الجامعة ذلك لكان عملها اعتداء على خصوصيات غيرها وافتيات عليها.

أما نقد الجامعة من ناحية إنشاء كليتي الطب والهندسة، ليس لدي الآن تصور أو اطلاع كامل على لائحة الجامعة، لكن في ظني أن هذا من التطور العلمي الذي يحسب لها لا عليها، وعلى كلٍ فمسيرة الجامعة عاطرة في الماضي والحاضر وهي من الجامعات التي تستشرف المستقبل وتنشد التطور، ويكفيها فخراً أنها في بداية نشأتها تشرفت برئاسة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية السابق، حتى وفاته يرحمه الله الذي وضع أسسها على قواعد ثابتة.

وقد أعجبني صمت الجامعة عن الرد عن ذلك النقد غير البناء، وقد يكون الصمت حكمة في كثير من الأحيان.

ومن المحزن أن خريجي هذه الجامعة يملؤون فجاج مناطق ومحافظات المملكة ولم أرَ رداً منهم على هذا النقد اللاذع إلا أقل القليل.

إن الجامعة صرح علمي وثقافي شامخ، وقامة علمية فارهة ومميزة، ورسالتها عظيمة نتمنى أن تسير على نهجها الذي أنشأت من أجله، مع تطوير الجامعة فيما يراه المسؤولون فيها، فيما يحقق المصلحة العليا للدارسين خصوصاً وللمجتمع عامة، ولا يتعارض مع رسالتها الأصلية، دعواتنا لها بالتوفيق والسداد.

(1) تم تطوير مناهج هذه المعاهد بإضافة مادة العلوم والتربية الرياضية، ويتم تجديد المناهج كل فترة. وهذا يثبت أن الجامعة ليست بمعزل عن التطور الحاصل بالبلد، ولن تكون متقوقعة على نفسها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد