Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/12/2008 G Issue 13218
السبت 08 ذو الحجة 1429   العدد  13218
في خاطري شيء
داووا مرضاكم بالصدقة
د. صالح الحمادي

تجرفنا المنافسات الرياضية بأجوائها المحمومة نحو مرافئ الضياع الوقتي دون حساب للأزمنة والمسافات بيننا وبين الآخرين ودون مراعاة لفوارق الظروف بين أهل الرياضة وبقية شرائح المجتمع خصوصاً التي تنام على لحم بطنها وتنتظر مع إشراقة كل فجر يوم جديد رغيف خبز ليس إلا.

الرياضة جميلة ووسيلة حضارية وثقافية للشعوب ودليل استقرار وأمن وتطور ولكن هناك أيام يجب أن نركن فيها الرياضة جانباً ونلتفت لأشياء أخرى أكثر أهمية مثل العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك وعشر ذي الحجة فهذه الأوقات المباركة تمنحنا فرصة مراجعة الذات والتقرب إلى الله والابتعاد عن شحن الرياضة ومناوشاتها وسنعاود الركض في نفس الاتجاه فيما بعد.

نعيش هذه الأيام في أهم وأعز أيام على المسلمين في شتى بقاع الدنيا فإذا كانت العشر الأخيرة من ليالي رمضان هي أهم ليالي العام كله وفيها ليلة القدر خير من ألف شهر وفيها أنزل القرآن الكريم فإن عشر ذي الحجة أهم عشرة أيام في السنة وفيها أهم يوم على مر تاريخ البشرية وهو يوم عرفه الذي يشهده ضيوف الرحمن الحجاج ويتابعه المسلمون في شتى بقاع الدنيا.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري.

وقد أجمع الفقهاء والعلماء على أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة عن بقية أيام السنة هو اجتماع أمهات العبادة في هذه الأيام وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.

تحتسب فضيلة الحج لمن فاز بتأدية هذه الفريضة وهي الركن الخامس من أركان الإسلام ويحتسب فضل الصيام لمن صام هذه الأيام المباركة وإن كان الإجماع على صوم يوم عرفة ليكفر ذنوب عام مضى إن شاء الله تعالى، أما الصدقة فهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (254) سورة البقرة وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) (رواه مسلم).

الفرصة لممارسة الصدقة مهيأة لمجتمعنا المسلم هذه الأيام وخصوصاً وسطنا الرياضي الذي يلهو في ملذات الحياة في غفلة من الزمن وحان وقت اليقظة من هذا السبات فكم من لاعب لدينا أعيته الإصابات وتعب من المستشفيات ونسي أن الصدقة أفضل علاج للمرضى والمصابين فهذه أفضل وصفة علاج فإن حصلت العافية لك أخي اللاعب فكن بعد العافية خير معين للناس بمالك وبذلك، ولا تقتصر في الصدقة على نفسك، بل داوي مرضاك بها، وإذا لم يحصل لك الشفاء التام فاعلم أنك شفيت ولو بنسبة قليلة، فتابع وكرر الصدقة وأكثر منها قدر استطاعتك، فإن لم تشفَ فلعل الله يطيل بلاءك لحكمة يريدها، أو ربما حجبت معاصيك الشفاء عنك، فسارع بالتوبة إلى ربك منها، وأكثر من الدعاء في الثلث الأخير من الليل.

أما الذين ينعمون بالصحة والمال في وسطنا الرياضي فهم مطالبون بالصدقة فكما أن المريض يصح فإن الصحيح يمرض وقد قيل الوقاية خير من العلاج والوقاية تكمن في تقديم يد العون للمعسرين والمساجين والمحتاجين. في الحديث: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً. متفق عليه.

أشياء..... وأشياء

* يقول الإمام مالك أدركت قوماً لم يكن لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب -وأدركت أقواماً لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم- فطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس.

* شبابنا لا يتوقف منجزهم على المناشط الرياضية بل يتجاوز ذلك إلى الفوز بالمركز الأول في القرآن والحديث على أشقائهم الخليجيين وللعام الثاني على التوالي.

* القيادة الرياضية كرمت الفائزين باللقب الخليجي كتأكيد على أهمية الدين والرياضة في رسم شخصية الشاب السعودي وأهمية كتاب الله وسنة نبيه في توجيه الأمة وبناء مستقبلها.

* إصابات النجوم قد تكون لظروف الرياضة الطبيعية وقد تكون بسبب العين التي تسبق القدر ولا حل إلا بالصدقة فهل وصلت الرسالة.

* عمر الغامدي ومجرشي وطلال عسيري والموسى وعباس وكثر يعانون من الإصابات... داووا أبدانكم بالصدقة.

* طار لاعب من الطائي للنصر بطريقة ملتوية فضاع اللاعب وخسر النصر وسيعود اللاعب بإذن الله إذا حصل كل طرف على حقوقه كاملة.

* يوم العيد يوم فرح وسرور لمن طابت سريرته، وخلصت لله نيته ليس العيد لمن لبس الجديد وتفاخر بالعدد والعديد إنما العيد لمن خاف يوم الوعيد والتقى ذا العرش المجيد وسكب الدمع تائباً رجاء يوم المزيد.

* نهنئ قيادتنا الرياضية والجميع بالعيد ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار اللهم ثبتنا على الإيمان والعمل الصالح وأحينا حياة طيبة وألحقنا بالصالحين ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وأغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.

للتواصل


alhammadi384@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد