المشاعر المقدسة - بعثة الجزيرة - محمد العيدروس - فهد العويضي:
يتابع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد حفظهم الله تنفيذ مراحل الخطة العامة التي وضعتها المملكة العربية السعودية لحج هذا العام والاطلاع المستمر على تقارير مراحل تحركات جموع الحجيج حتى استقر الجميع على صعيد منى، وتشرق شمس هذا اليوم الاثنين أول أيام التشريق على جموع حجاج بيت الله الحرام على صعيد منى الطاهر وهم يتمتعون بفضل الله بالأمن والأمان.
وقد رصدت (بعثة الجزيرة لحج هذا العام) استعدادات انتشرت على كل مساحة مشعر منى لتكون في متناول الحجاج بما يعينهم على الانصراف إلى أداء عباداتهم ونسكهم في يسر وسهولة، ويقوم الحجاج عقب زوال شمس اليوم برمي الجمار بدءاً بالجمرة الصغرى فالوسطى فالكبرى.
وكانت قوافل جموع حجاج بيت الله الحرام قد تدفقت مع اشراقة صباح يوم أمس الاثنين العاشر من شهر ذي الحجة على منى قادمين من مزدلفة بعد أن باتوا الليلة الماضية بها وبعد أن شهدوا امس الأحد الوقفة الكبرى على صعيد عرفات وقضوا الركن الأعظم من أركان حجهم.
وقد ساد الهدوء والسكينة جموع الحجيج في نفرتهم المباركة من مزدلفة إلى منى تكلؤهم عناية الله وتحفهم رعايته ثم جهود اخوان لهم من أبناء هذه البلاد الطاهرة اعتزوا ويعتزون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين بخدمة ضيوف بيت الله العتيق وخدمة الحرمين الشريفين وأمة الإسلام في كل مكان معتبرين ذلك شرفاً عظيماً أولاه لهم رب العزة والجلال.
كما أن حركة الحجيج من مزدلفة إلى منى تمت بتميز بالسهولة والأمن والأمان والاطمئنان بتوفيق من الله ثم عبر ما اقيم من طرق فسيحة عالية التقنية ووسائل نقل حديثة ومريحة ادار حركتها وتحركاتها رجال أكفاء من رجال الأمن والمرور وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والكشافة يعاضدهم في خطوط متعددة مختصون من مختلف الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجاج وفق تنظيم دقيق استوعب بمرونته كل سبل العلم على راحة الحجيج، لقد أسهمت مشروعات الطرق والانفاق والجسور وما خصص منها للمشاة اسهاماً مباشراً في سهولة حركة السيارات والمشاة فقد استوعبت الاعداد الهائلة من السيارات والمشاة بشكل ملحوظ، حيث دخلوا إلى منى في وقت قياسي على الرغم من تلك الكثافة.
وقد تضاعفت الجهود في عملية التنظيم والإرشاد والمساعدة للحجاج بين مختلف القطاعات العاملة لخدمة الحجاج وتحقيق راحتهم وتابعت الطائرات العمودية حركة النفرة موجهة من خلال غرفة العمليات ومراكز القيادة والسيطرة إلى مواقع الكثافة على الطرق كل للعمل على تسهيل حركة النفرة، وفي الوقت ذاته انتشرت على جوانب تلك الطرق المتعددة كل الخدمات التي شملت الخدمات الصحية والتموينية والمياه إلى جانب مراكز الهاتف والتوعية والإرشاد، فيما استقبلت منى ضيوفها حجاج بيت الله الحرام وهي تضاهي أحدث مدينة عصرية تحوي بين جنباتها كل ما يحتاج إليه الإنسان لحياة هانئة مفعمة بجو من الأمان والاطمئنان، وقد اتجهت جموع الحجيج إلى جمرة العقبة للرمي اتباعاً لسنة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ثم الحلق أو التقصر ونحر الهدي والاضاحي والطواف ببيت الله العتيق أداء لركن من أركان الحج وهو طواف الإفاضة، ويبيت حجاج بيت الله الحرام بمنى يوم العاشر والحادي عشر من ذي الحجة مهللين ومكبرين ذاكرين الله ثم ينفرون بعد زوال شمس اليوم الثاني عشر إلى مكة المكرمة لمن تعجّل منهم، بينما يبيت غير المتعجل إلى يوم الثالث عشر، وخلال بقائهم اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة يؤدون بعد زوال الشمس من كل يوم شعيرة رمي الجمرات الثلاث الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة اتباعاً لسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
واكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية نجاح خطة تصعيد الحجاج من منى إلى عرفات ونفرتهم من عرفات إلى مزدلفة ومنه إلى مشعر منى في المرحلة الرابعة كل ذلك - ولله الحمد - تم في زمن قياسي وبانسيابية مرورية على الرغم من كثافة إعداد الحجاج بفضل من الله ثم بفضل ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - من مشروعات في كل أرجاء المشاعر لخدمة ضيوف الرحمن واكد سموه استقرار الحالتين الأمنية والصحية لجموع الحجاج.
وقد تابع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية نفرة الحجيج من مزدلفة إلى مشعر منى وأشرف سموه إشرافاً مباشراً على تدفق قوافل الحجيج إلى مزدلفة بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات في هذا اليوم المبارك، وأكد سمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أن نفرة الحجيج من مزدلفة إلى منى قد تمت - ولله الحمد - بكل يسر وسهولة ولم تسجل أي حوادث تذكر بفضل الله - عز وجل -.
وأهاب سموه بالحجاج اتباع التعليمات والإرشادات التوعوية عند رمي الجمار لتلافي حدوث الاختناق والازدحام الذي قد يحدث بسبب عدم التقيد بالتعليمات الخاصة برمي الجمار مشيراً سموه إلى أن هذه التعليمات اعدت من أجل راحتهم وسلامتهم.
من جهة أخرى أكد الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني مدير الأمن العام أن الخطة المرورية شهدت في مراحل التصعيد والنفرات من منى إلى عرفات والنفرة إلى مزدلفة ثم إلى مشعر منى مرونة وانسيابية على الرغم من كثافة اعداد السيارات والمشاة من الحجاج، مشيراً إلى أن الخطة المرورية طبقت وفق ما هو مخطط لها وبالشكل المرسوم الذي أعده الأمن العام بإشراف ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.