قرأت ما كتبه الأستاذ مساعد بن عبدالله السناني في عدد الجزيرة يوم السبت غرة شهر ذي الحجة 1429هـ تحت عنوان (عنيزة وبريدة والتكامل التنموي) وأعتقد أن العلاقة بين عنيزة وبريدة لم تكن وليدة اليوم والأمس ولكنها علاقة أزلية قديمة قدم التاريخ وبينهما تصاهر ونسب ولهذا يمكن القول إن من يشكك في مثل هذه العلاقة بلقاء حديث العهد بينهما فإنه لا يعلم عن تاريخ هذه العلاقة الأزلية.. بريدة عنيزة عينان في رأس واحد وكلتاهما يد واحدة في وطن واحد نحيا في ظلاله ونعيش في كنفه وإذا كانت عنيزة المليحة النجدية التي أحبها أبناؤها فإن بريدة الأم الرؤوم والأم العطوف التي يقدرها أبناءها في القصيم... بريدة المدينة العصرية التي تنظر إليها محافظات القصيم على أنها النموذج الرائع والكبير التي تنافست كبريات المدن المتحضرة.. بريدة التي ضربت المثل في المدينة النموذجية المتحضرة الضاربة في عمق التاريخ وهي المدينة التي شهدت قفزات متسارعة وتوسعاً سكنياً وعمرانياً... وهي التي يؤوب إليها طلاب العلم حيث جامعة القصيم صباح مساء ومن كل محافظات المنطقة ولا ننسى الثانوية التجارية التي تتفرد بها عن غيرها في القصيم كما هو الشأن في الكلية الزراعية وإذا كانت بريدة بهذا العطف على أبنائها فإن لها سابقة قدم في التعليم الجامعي للمرأة من خلال كلية التربية للبنات وخرجت الكثير من الفتيات اللاتي التحقن في العمل التعليمي بجميع محافظات القصيم..

أعود من حيث بدأت في العلاقة الأزلية بين عنيزة وبريدة لأقول إن هذه العلاقة التي أنجرت بعض الأقلام لتتحدث عنها وكأنها وليدة الأمس واليوم لأقول مؤكداً بأنها أزلية قديمة فهما المدينتان المتجاورتان ولا يفصلهما سوى بضعة كيلو مترات لا تتعدى الثلاثين كيلاً وبين العائلات نسب ومصاهرة.. وما اللقاء الذي تم بينهما إلا امتداداً لتلك العلاقة الأزلية.