Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/12/2008 G Issue 13221
الثلاثاء 11 ذو الحجة 1429   العدد  13221
كـتب

إعداد - تركي إبراهيم الماضي:

الاعتداء على الأطفال

الكتاب: جرائم الاعتداء على الأطفال في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي

المؤلف: د. علي بن محمد الحماد

صدر كتاب (جرائم الاعتداء على الأطفال في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي) الذي ناهزت صفحاته (ستمائة) صفحة عرج فيها المؤلف على أركان جرائم الاعتداء على الأطفال، والاعتداء الفكري العقدي، والاعتداء النفسي العقلي، وجرائم خطف الأطفال، وخطفهم للتسوّل بهم، والمتاجرة بأعضائهم، والاعتداء على الأطفال من آبائهم بالزنا والقتل والسرقة... إلخ.

حيث تنوعت الجرائم على الأطفال في هذه الأزمنة بسبب الحروب والنزاعات والفقر والتعسف والاعتداء الأسري.

وحيث إن الأطفال هم زهرة الحياة الدنيا وبهجتها ومستقبل الأمة الواعد، فقد راغم مراغماً كثيراً، وقد عرض المؤلف أقوال المذاهب الفقهية المعتمدة ورجّح ما رآه راجحاً.

****

الطبعة الثالثة من (مفارق العتمة) والجزء الثاني من ضرب الرمل يصدران قريباً

تصدر عن دار الكفاح قريباً الطبعة الثالث من رواية (مفارق العتمة) للروائي محمد المزيني بعدما حققت الطبعة الثانية رواجاً جيداً في أقل من سنة، علماً أنها صدرت لأول مرة في طبعتها الأولى عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر اللبنانية، وقد حظت باهتمام الباحثين الفرنسيين في دراستين علميتين الأولى للماجستير والثانية للدكتوراه عدا بعض الدراسات البحثية الأخرى والقراءات الصحفية وبعض التقارير المتنوعة. كما سيصدر قريباً عن دار الكفاح الجزء الثاني من رواية ضرب الرمل بعنوان فرعي وهو (الكدح) اختاره المزيني ليكون معبراً عن طبيعة المرحلة التي تناولها هذا الجزء من الرواية ولكي يكون القارئ مرتبطاً بأحداث الرواية، فقد نوّه لها في مقدمة الجزء قائلاً: (ما لم نذكره في النزوح (قصداً) هو التحولات التي أعقبت موت جملا على المستويين النفسي والروحي ل(شقير) خلال الأيام الثلاثة الممضة التي توارى فيها عن الأنظار مفرطاً في عزله دميمة وقاتلة لا يرى فيها إلا إمام المسجد (نبهان الدواك)، واقترانه مرة أخرى بروح معلمته جملا، واليأس الذي حل بساحة المهندس نبيل وهو يتردد على مكتب شقير فلا يجده حتى تنازعته الشكوك بذهاب آماله أدراج الرياح، كل هذه التفاصيل حفرت وشومها في ألواح حياته لتكون بمثابة التأسيس لحياة جديدة بدأت تفرد أجنحتها لحقبة تاريخية مختلفة في حياة الرجال والنساء الذين تقاطعوا مع حياة شقير الهدب). بذلك يضع المزيني عين القارئ على خط سير الأحداث. فنحن في ضرب الرمل أمام عمل يتناول حياة مجتمع كامل من سكان العاصمة الرياض لذلك يسجل برؤية مختلفة عن كثير من الروايات الحياة الطبيعية، ساقها المزيني بشكل روائي ماتع اقتحمته عوالم أيضاً متخيلة لم تعتسف اعتسافاً، بل جاءت طبيعية متسقة مع المخيال الشعبي النجدي.

من ضرب الرمل (الكدح)

طوى شقير ليلته متقلباً على وميض ذكرياته الحارقة وحزنه كغيمات تقل نذر شؤوم، فموت جملا ليس أمراً هينا يمكن قبوله بطواعية مطلقة. أبت روحه تقبل فجيعته بموتها. عجز الكرى أن يداعب جفنيه، عبرت صورتها بطيئاً أمام ناظريه، كانت روحه ملفوفة بعصابة من قذى وسهاد أيام ثلاثة كان قد تلقى فيها عزاءها. في هذه الأثناء الموجعة من ساعة مكتنزة بعتيم لا يبرحه. أحس أن روحه تتأبد والوقت ينحسر عن دامس ثقيل ثقل الكآبة والوجوم الذين يجرهما كعربة محملة بحديد يفت ظهور الجمال.

كان الظلام يلف المكان يراه وكأنه ينسل من جسده، لم يبق منه سوى عينين تتأرجحان في مداد لا ينتهي ومن عمقه الموغل كلاحة أبصر وجهها باستدارته الكاملة بعينيها الجعدتين وبقايا الوشم الذي يزين ذقنها كعلامة فارقة فلا تشبهها أي من نساء الكون.

نهض من فراشه مستوياً في جلسته، عرك عينيه براحتيه، حيث أزاح كتل الدموع المتعلقة بأهدابه وعصر ما توارى خلف جنفيه، أعادهما إلى الوجه الذي بدأ يصفو كشعلة في سديم.

حملق مقترباً بدهشة مستحكمة حضر لها روحه وقلبه، رآها كاملة دون نقصان؛ حيث غابت عن وجهها كل تجاعيد الزمن الغابر. تبدت له فتاة في العشرين من عمرها، كاملة الحسن والبهاء، غشيها بمقلتيه اللتين استعادتا بريقهما للتو وقد نخضبت روحه بحالة اطمئنان وسكينة منتظراً أي كلمة تؤكد حقيقة حضورها أن ينشق ثغرها عن حكمتها والتي تلقنها إياه كلما مر بها. بيد أن صوتاً انفتق دون أن تنبس ببنت شفة، كان صوتاً رقراقاً، عذباً، جلياً.

بدأ الدوار يزحف إلى رأسه وتنشطر الصورة إلى أجزاء، والصوت يتشعث ويبقى النداء (شقير) وعبارة أخيرة.. مالك قيمة بدونه.. رح له تلاقيني هناك.

تشظت ومضة النور الذي كان يشع من وجهها، بدأت تخبو رويداً.. رويداً مثل شمعة تذوي حتى ابتلعتها الظلمة، لم يعد يرى شيئاً. كانت أم سلمى قد تنبهت إلى صوته فحملت نفسها على النهوض مقتربة منه فوضعت يدها بتلكؤ على متنه خشية أن تفزعه، وهي تبسمل. كاد أن يقفز من مكانه ويسقط طريح الأرض في دكنة الليل الأصم جراء فرط التحسس الروحي والذهني الذي أصابه، وبشيء من الارتباك وهو يلتقط أنفاسه المبعثرة، طلب منها العودة إلى فراشها بهدوء كي لا تقض مضجع الصغيرة، وتنفجر في نوبة بكاء متواصل يفسد وهدتهم. سريعاً أسدل ثوبه فوق جسده المتضور بالحزن وخرج مخترماً سياج الظلمة التي تمور عبر الممرات والدهاليز، غير عابئ بوحشة ليل الرياض الشتائي القارس والأزقة الموحلة من مخلفات أمطار الليلة الفائتة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد