Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/12/2008 G Issue 13226
الأحد 16 ذو الحجة 1429   العدد  13226
هيا إلى العمل في مدرسة أهلية؟!!
هياء الدكان

لم تكن تتوقع الخريجة الطموحة (س) أن آمالها ستتحطم أمام بوابة إحدى المدارس الأهلية التي لا تختلف كثيراً عن غيرها في التفاعل مع المعلمات وفي الغالب هن من الخريجات الجدد اللاتي يتمتعن بالحماس الشديد والجد في العمل.

لكن المدرسة التي تعمل فيها (س) يمنحون المعلمة راتباً محدوداً ضئيلاً لا يتجاوز الألف وخمسمائة ريال للخريجة الجامعية غير الخصومات إذا فقد قلم أو طباشير أو صحن أو ملعقة قد يحملها طفل عابث في حقيبته وتتحمل ضعف قيمتها المعلمة الطموحة غير ستائر الفصل واللوحات والأرفف وهدايا الأطفال، والملفت للنظر أنه لا توجد ميزانية من الرسوم التي تتضاعف يوماً بعد يوم وتصل في بعض المدارس إلى خمسة عشر ألف ريال على الطفل الواحد فيما قد تصل إلى أكثر في المدارس الأخرى ولو قدر أن في الفصل الواحد 20 طالبا أو طالبة ستكون رسوم طالبات المعلمة الواحدة إلى (300) ألف وإذا قدر أن في المدرسة (20) فصلاً سيكون إجمالي الرسوم سنوياً في المتوسط أربعة ملايين وخمسمائة ألف غير مبالغ المواصلات والمقصف والمراييل والرسوم الأخرى التي تطلبها الإدارة من أولياء الأمور خلال العام..

كل هذا طبيعي ولا نقول إلا اللهم بارك لهم فيما رزقتهم وزدهم من فضلك الواسع لكن بالشكر تدوم النعم وشكر النعمة يتطلب العمل والإحسان إلى من هن سبب رئيس - بعد الله جل وعلا - في رزقهم وجلب الأطفال والطالبات إلى المدرسة وتحبيبهم فيها بل هن (المعلمات وربما المرشدات الطلابيات والإداريات) من يبذلن جهداً كبيراً في التربية والتعليم ومحاولة إيصال المعلومات بطرق وأساليب ووسائل شتى، وسائل المعلمات هن للأسف من يدفع ثمنها..!!! فيزين الفصل.. وتزين الممرات.. ولا تكف المديرة عن طلباتها التي أرهقت كاهل الموظفة وولي أمرها، وإن كانت معلمة تربية فنية فهي كنز فتح للمدارس...!! فيطلب منها دون حياء أكثر وأكثر فهناك المعارض الفنية والمناسبات الحافلة من يبذل جهده فيها ومن يدفع تكاليف إعدادها إنها صاحبة الألف والخمسمائة ريال.

آآآآه... يا المعلمة الطموحة اسأل الله أن يعظم أجرها ويعوضها خير وفي النهاية لمن تلقى التحية للمديرة أو المشرفة التي لا تكف عن الجلد المعنوي للمعلمات وتكثيف الطلبات عليهن دون رحمة ودون النظر إلى أوضاعهن وحاجتهن إلى الدعم المادي والمكافآت التحفيزية فلا خدمات ولا بدل سكن ولا مواصلات ولا تأمين صحي بل حرب نفسية وتهديد بالطرد وطلبات لا تنتهي، ولا تعويض حتى عن إصابات العمل إحدى الإداريات سقطت أثناء تنفيذ أحد الأعمال بالمدرسة وكسرت ساقها ونقلت من المدرسة بإسعاف فما كان من المدرسة التي تعمل فيها إلا مكافأتها بحسم الأيام التي تغيبت فيها لظروفها الصحية وعندما باشرت مضطرة بعكازها - الله يقوي ضعفها - لم يخفف عنها أي عمل ولم يقدم لها أي تعويض.

لا أتوقع إدارة هذه المدارس لم يبلغها زيادات الرواتب وإضافة بدلات المعيشة بالنظر إلى الغلاء الفاحش الذي طال كل احتياجات الناس فهل استشعروا كبشر كناس عندهم مشاعر إنسانية حاجة موظفيهم وموظفاتهم كحاجة غيرهم وهل تحركت مشاعرهم للنظر في أوضاع منسوبيهم.

إن معلماتنا في المدارس الأهلية بحاجة إلى التفاته قوية من أصحاب الشأن والمسؤولين ويأملن أن ينظر في وضعهن المأساوي وأن يرفع الظلم عن كثير منهن بوضع عقود واضحة وعادلة للطرفين في آن واحد كما يجب إنسانيا أن تراعى ظروفهن وأن يوجد حد أدنى مُلزم للرواتب. فالدولة لم تقصر في دعم المدارس الأهلية فلماذا التقصير يبدو جلياً في تعامل إداراتها مع المعلمات اللاتي لا حول لهن ولا قوة.

إن ما سطرته اليوم في مقالي هذا فيض من غيض وقليل من كثير وننتظر إشراقة جديدة في عالم العمل في المدارس الأهلية ليكون بإذن الله في المستقبل القريب الإقبال الكبير من أصحاب الخبرات والمؤهلات للعمل في المدارس الأهلية لا اضطرار لعدم وجود بدائل وإنما رغبتا في التقدير الوظيفي المحفز والذي ينعكس بالتالي على مخرجات التعليم الأهلي وعلى طلابنا وطالباتنا الذين يستحقون منا الكثير.. فهلا قدرنا معلميهم ومعلماتهم؟



haya.d.2007@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد