Al Jazirah NewsPaper Friday  19/12/2008 G Issue 13231
الجمعة 21 ذو الحجة 1429   العدد  13231
مناشداً أصحاب الحملات عدم الطمع.. العطا الله:
موسم حج هذا العام ناجح بكل المقاييس

تابعت التغطية المتميزة من جريدة الجزيرة لموسم حج هذا العام، ولا غرابة في ذلك؛ فقد حققت الجزيرة جائزة التغطية المتميزة في موسم حج العام الماضي، وقد تحققه هذا العام.

وفي البداية أرفع أسمى آيات التهاني لحكومتنا الرشيدة على نجاح حج هذا العام، وأقرن هذه التهاني بالشكر الجزيل على ما توليه الحكومة من جهد واهتمام لرعاية حجاج بيت الله.

فقد عاهد خادم الحرمين الشريفين نفسه على تسهيل أمور حجاج وزوار الحرمين الشريفين، ولعل لقبه خير دليل على رعايتهم وخدمتهم.

فمن حج في هذا الموسم وشاهد التوسعة الكبيرة في الجمرات وبداية توسعة الحرم المكي أيقن أن الحج بدلا من ازدياد صعوبته فإنه سوف يزداد يسراً عن ذي قبل، وسترون ذلك في السنين القادمة. ولعل اللافت هذا العام هو كثرة التواجد الأمني، وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على الحرص الشديد من قبل رجل الأمن الأول ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله، الذي أراد من ذلك تسهيل حركة الحجيج وتوفير أقصى درجات الأمن لهم، وهذه خطوة غاية في الإيجابية، وقمة في بعد النظر من قبل سموه الكريم.

ولعل حجاج الخارج سوف ينقلون انطباعهم الجميل عن هذه البلاد التي لا تنتظر شكراً من أحد بل تريد الأجر والمثوبة من رب العالمين، فقد شاهد حجاج الخارج العناية الفائقة، والخدمة الكبيرة، والسرعة في التنقل في أماكن جبلية ضيقة رغم الأعداد الكبيرة، والرعاية الطبية المتطورة، وكل ما شاهدوه سوف ينقلونه بكل تأكيد، فهنيئاً لك يا خادم الحرمين الشريفين خدمة حجاج بيت الله وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك إنه سميع مجيب.

ولعل اللافت التشديد على مسألة التصاريح التي من إيجابياتها سرعة التنقل بين المشاعر مع حملات الحج وعدم افتراش الطرقات وتعطيل حركة السير. ولكن لعل المدهش هو ارتفاع أسعار تلك الحملات، فهل علم أصحاب الحملات أنهم يتعاملون مع طبقات متعددة من المجتمع، وليسوا مع طبقة واحدة لكي تكون أسعارهم فوق حاجز 3500 ريال، وكأنها رحلة إلى أقصى بلاد الأرض (والقصد من ذلك هو سعر التذكرة)، فهل يحتسبون الأجر ويرضون بأقل الأرباح ابتغاء الأجر والمثوبة من الله.

فقد أحزنني كثيراً ذلك الشيخ الكبير الذي أجرى اتصالاً بأحد أصحاب الفضيلة فقال له (لدي عشرة من الأبناء وأقل سعر وجدته بين الحملات 3500، وراتبي لا يتعدى ألفي ريال فماذا أعمل وأنا لا أستطيع بهذا السعر إلا أخذ اثنين منهم للحج؟!!!، فما العمل هل آخذهم بمركبتي بدون تصريح أم أبقى بدون حج؟ (بعد منع مفتي البلاد حفظه الله الحج بدون تصريح حج)، فهل علم أصحاب الحملات أنه يوجد الكثير من شاكلة هذا الذي لا يملك مبلغاً يحج به هو وأبناؤه؟

ولكن لو بقي الأمر بأصحاب الحملات فإن الأسعار سوف تزيد وتزيد؛ لأن معظم رجال الأعمال عندنا يرفعون الأسعار ولا يبالون عند ارتفاعها عالمياً رغم أن مستودعاتهم قد ملؤوها بالسعر القديم المنخفض، وعند نزولها يقولون اشترينا غالياً وننتظر نهايتها حتى نخفض الأسعار!!!، والبعض من أصحاب الحملات لا همّ لهم إلا استغلال المواطن واستنزاف ماله.

والمدهش أنك ترى عروض وكالات السفر وذلك بالذهاب لدولة أوروبية أو شرق آسيوية بالطائرة مع الإقامة سبعة أيام بفندق خمسة نجوم بمبلغ لا يتجاوز 4000 ريال!!!، وأصحاب الحملات ينقلونك بالباصات ويسكنونك بالخيام ويقدمون لك وجبات باردة وبمدة لا تتجاوز خمسة أيام بمبلغ كبير!!!، ماذا لو كانت الحملة تنقلك من الرياض لجدة بالطائرة وتسكنك بأبراج منى، ويقدمون الوجبات المتنوعة، كم ستكون أسعارهم؟، ولعل ذكر مثال الدول أنها بعيدة والسفر إليها عن طريق الطائرة ورغم ذلك تكون أقل ثمناً من السفر لمدينة شريفة مباركة موجودة في بلادنا!!!!

حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأدام عزها تحت رعاية الأب الباني ملك الإنسانية وحبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وأمد بعمره - لخدمة بيت الله وضيوفه ولخدمة هذه البلاد المباركة.

خالد سليمان العطا الله - الزلفي


k_8_8_8@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد