Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/12/2008 G Issue 13233
الأحد 23 ذو الحجة 1429   العدد  13233
فاصل إعلامي
الكلمة في مواجهة الصورة
محمد إبراهيم الماضي

يبذل العرب هذه الأيام جهداً كبيراً في سبيل تحسين صورتهم أمام الرأي العام العالمي والذي عمل الإعلام الغربي طويلاً على تشوييها والانتقاص منها وفي سبيل ذلك يبذلون الكثير من الوقت والجهد والمال في إصدار كتب علمية مختلفة تعالج كثيراً من الظواهر العالمية مما له ارتباط مباشر بالمنطقة العربية حيث يقومون باستكتاب بعض مشاهير الكتاب العالميين والمعروفين بمواقفهم الإيجابية تجاه العرب والإسلام حيث يكتبون آرائهم إلى جانب صفوة من كتاب العرب ويلاحظ المطلع على هذه الكتب منها تأتي في طبعات فاخرة وإخراج مميز، ما يشير إلى أنه تم صرف الكثير من الأموال عليها بحيث تبدو في هذه الصورة الحسنة بغية التأثير في المتلقي العربي المستهدف بهذه الخطوة، وحقيقة لا أعرف عن أي قارئ يستهدفه هذا المشروع بشكل رئيسي، فإن كانت هذه الكتب موجهة للنخبة المثقفة من هذه الشعوب فإنني أعتقد أنها قد ضلت طريقها، فهؤلاء الصفوة من مثفي هذه البلاد عادة تكون لديهم مصادرهم وتصوراتهم المسبقة عن هذه المنطقة وشعوبها وفي الغالب من الصعوبة بمكان زحزحتهم عن قناعاتهم وآرائهم حول قضايانا وثقافتنا، وأما إن كانت هذه الكتب موجهة إلى القارئ العادي في تلك البلاد فهذا القارئ مشغول بذاته وبمصدر رزقه وقد لا يملك وقتاً فائضاً لديه ينفقه في قراءة كتب مثل هذه الكتب وهو يعتقد في قرارة نفسه أنها كتب دعائية وليس من الحكمة كما يرى إضاعة وقته الثمين في قراءة مثل هذه الكتب في ظل هذا الواقع أعتقد أن هذا الجهد على أهميته قد لا يوازيه في المقابل عائد يذكر في تغيير هذه الصورة المشوهة إلى الأفضل أو حتى في أضعف الحالات يؤدي إلى تقديم الصورة الواقعية للعالم العربي والإسلامي كما هي على حقيقتها، لذا فإنني أعتقد أن عدم نجاح هذه الخطوة قد يعود إلى عدم القدرة على اختيار الوسيلة الإعلامية المناسبة لمخاطبة الرأي العام العالمي.

لذا لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن الآلة الإعلامية الغربية التي تسيء إلى العرب والإسلام بالفيلم السينمائي ذي الجاذبية الشديدة لدى جهود الرأي العام العالمي بجميع فئاته المثقف وغير المثقف، والمتعلم وغير المتعلم والمرأة والرجل... الخ. هنا الصورة كما يقال تغني عن ألف كلمة.. فصورة واحدة معبرة ومؤثرة تعمل عملها في وجدان الإنسان أينما كان.

لذلك فأنني أعتقد أن المواجهة التي يجب أن تكون بنفس الوسيلة، فليس معقولاً أن يهاجمونا عبر الفيلم السينمائي ومن ثم تكون استجابتنا وردة فعلنا على هذا العمل أن تقوم بمواجهة هذا العمل بإصدار كتب، فرغم أهمية الكتاب إلا أنه ليس الخيار المناسب لتعديل الصورة بشكل إيجابي، وبدلاً من إنفاق أموال طائلة في كتب قد لا تقرأ فما الذي يمنع من أن توجه هذه الأموال إلى إنتاج أفلام سينمائية عالمية المستوى ويشارك فيها كبار النجوم وبحيث تخدم القضية العربية والتاريخ العربي والإسلامي.

المال موجود والإدارة حاضرة والمجال مفتوح للاستفادة من إمكانات السينما العالمية في إسماع صوت العرب الحقيقي إلى هذه الشعوب.

* مستشار إعلامي


Malmadi777@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد