Al Jazirah NewsPaper Friday  02/01/2009 G Issue 13245
الجمعة 05 محرم 1430   العدد  13245
رجل الأعمال سعيد باعقيل:
المنتج القوي يعتمد على ثقافة الشريحة المستهدفة

 

جدة - منى الشريف

أصبح علم التسويق في الآونة الأخيرة من أبرز العلوم الحديثة نتيجة للتغيرات الاقتصادية على الساحة العالمية حيث أرسى جذوره سريعاً بين العلوم الاقتصادية وأصبح له فرسان مميزون يرتادون مجالاته عبر العالم. وحول مفردات هذا العلم ودوره الحيوي في تنمية الاقتصاد الوطني التقت (الجزيرة) مع واحد من أبرز فرسان هذا الميدان صاحب الشهرة الأكبر في عالم التسويق وصاحب الكتاب الأكثر مبيعاً حول العالم (استراتيجيات التسويق), والذي دأب على تأسيس الشركات الناجحة؛ فإذا حققت النجاح أقلع عنها لتأسيس غيرها.. رجل الأعمال سعيد عقيل باعقيل الذي تميز بأنه ذو فكر ثاقب ورؤية شاملة وأهداف محددة وقدرة على الأداء المرن الفاعل أكد أنه من الجيل الرابع الذي هاجر إلى الخارج طلباً للعلم بين العالم العربي وإفريقيا وأمريكا، وبدأ العمل من أمريكا (حيث كانت لي مشاهدات ومقارنات بين العالمين العربي والغربي والتزاوج بين الأفكار والثقافات والحضارات، وكيف يمكن أن نستفيد منها في تطبيق أفضل الطرق هنا في بلادنا العربية)؛ فهو يفخر بعروبته فحياته وحيداً كان لها أكبر الأثر في نظرته للأمور والاستمتاع بكل ما فيها والخروج بالكثير من الاستنتاجات، حتى أصبح لديه شغف وجرأة لتطبيق وتطوير كل أفكاره التي تأتي في خاطره وتصنع التقدم لمجتمعه.

وأضاف أن التسويق له شغف بداخله لا ينضب ومنبع عطاء لا يتوقف، ولكن مفهوم التسويق عندنا خطأ كل ما يعنيه هو البيع والدخل، بينما مفهوم التسويق الحقيقي أشمل وأعم؛ فهو مداخلات استراتيجية وخطة للبناء والوصول بالمنتج إلى المستهلك بأفضل الطرق وأيسرها، وأن نبقي على ولاء المستهلك. إنها عملية بناء علاقة بين المنتج والمستهلك بأفضل وأيسر الطرق بما يخدمهما معا؛ فهو الخطة والدعاية والعرض وشكل المنتج ووصول المنتج إلى المستهلك بما يوازي المتطلبات والمستوى المعيشي له.

وأعرب عن تأسيسه عدة شركات، وكان شريكاً فيها، ثم باعها لشركائه، ومنها شركات توزيع للبريد السريع وتوزيع منتجات، ومجلة الدليل الترفيهي بالمدينة، ومن ثم دعاية وإعلان لتنفيذ الفكر الإعلاني والإعلان التجاري بين أمريكا والقاهرة، وترك ذلك وأتى للمملكة العربية السعودية، وبدأ تأسيس شركة لوجك من ركن للصحة إلى 3 مطاعم تعد الأفضل والأرقى في جدة، ثم فكرة التوصيل للمنازل من المطبخ إلى البيت بدون مطعم، وكانت أغلب الأفكار عن مواد غذائية ومشروبات، وكانت النهاية مع لوجك وبداية عهد جديد حيث استقال في يناير 2008 وأثناء ذلك كان أول كتاب له Eccentric Marketing أي طرق التسويق المبتكرة - يناير 2008 م ومن خلال لوجك وكتابه عُرف اسمه في السوق.؛ حيث درس حال السوق والناس، وطرق التسويق المبتكرة، وتناول كيف يمكن لأصحاب الشركات والأعمال تأسيس شركة قوية لتبقى في السوق، وكيف يطورونها كل يوم ويستثمرون في موظفين لرفع قدراتهم، بما يعود على الشركة بالنفع وبناء ولائهم لها، وأن تواكب التطور والاستمرار في السوق مع كل المنافسين وتقوية علاقات المنتج بالمستهلك، وكيف يقدم المنتج لهم. إنها استراتيجيات التسويق الحديث سياسة الفكر والتركيز على التطوير والتسويق قبل أن نفكر في الدخل أو البيع وإلا ستغلق في مدة لن تتجاوز 5 سنوات؛ لذا يجب أن يفكر أرباب العمل في بناء منتج يخدم الوطن، ويرفع اسم بلادهم حول العالم. وأصبح كتابه الآن يباع حول العالم من الصين إلى أمريكا ويمكن الحصول عليه عبر أكثر من موقع على (الإنترنت) كما طلبت جامعة سنغافورة 30 نسخة من الكتاب لتدريسه في الجامعة.

وأشار إلى أنه قبل فترة بسيطة تلقى اتصالاً من كاتب أمريكي اسمه (دان هيل) يطلب منه رأيه في كتابه وهو عن مشاعر المنتج عندما يلتقي بالمستهلك، وكيف يعبر عن ذلك من ملامح وجه المستهلك، وكان يهمه رأيي كأول عربي يكتب عن استراتيجيات التسويق. وأصبح يقدم الآن استشارات تسويقية لشركات كبرى على المستوى العالمي. وصرح بأنه طلب منه قبل شهرين إدارة وتأسيس شركة جديدة، وللحقيقة أن النظرية التي يرون بها العمل أعطتني راحة وشعوراً جديداً لم أشعر به من قبل، وأنا أرى أنها سيكون لها شأن بعد 5 أو 10 سنوات، ستصل بها إلى العالم، هذه الشركة غير الشركات التي أسستها من قبل حيث تعتمد النظرة المستقبلية والفكر الحديث الذي يتماشى مع المتغيرات في السوق.. كل هذا وأكثر يعدُ بالكثير جداً. وفكرتها بسيطة تقوم على تعريف العالم بالمملكة بكل تراثها ومأكولاتها، وعاداتها وتقاليدها، وأكد أن القوانين والإجراءات تأخذ وقتاً أكبر من الطبيعي مما يمثل عقبة حقيقية؛ لكي تبدأ أي مشروع.

ولبناء منتج قوي يجب أن يكون ذا صلة بالشريحة المستهدفة وهذه تشكل صعوبة وتحدياً للتعرف على عادات وتقاليد وثقافة هذه الشريحة بما يكفل نجاح المنتج؛ فكل شريحة بالطبع لها طريقة لمخاطبتها وأسلوب للوصول إليها، وأعلن أن الأمل معقود على الجيل الجديد في العالم العربي، حيث إنه واعد جداً وليس هناك أمل في الجيل القديم؛ لأنهم لا يحبون التغيير وهم يضعون الفكر والتقاليد في جعبة واحدة؛ لذا يجب أن نمشى مع التيار وليس ضده؛ فالتغير الحادث في المجتمع يفرض على الجميع التغيير مع الحفاظ على المورثات بطريقة حديثة؛ لذا يجب علينا إلا نعمل تحت مظلة الآخرين بل لابد أن نخترع ونفكر ونستفيد منهم ونطور حياتنا بأيدينا؛ فيجب أن نتعلم من الآخرين وإنجازاتهم وأن نضع بصمتنا الخاصة مع الاحتفاظ بالحق الفكري فحقوق الملكية الفكرية غير معروفة لدينا، وتشجيع قيمة الإيمان بالعمل الذي نعمله حتى تكون هناك ثقة بإنجازاتنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد